(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 16 أيلول/سبتمبر 2015 08:24

بداية الخراب!

كتبه  مجلة الزهور
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الغيرة على نعم الله المهدرة.. الإشفاق على زوجة مسكينة تؤدي مهامها المنزلية في ظروف صعبة و أجواء مستفزة مثيرة للحنق و الغضب.. الاستياء من رب بيت لا يتفقد مرافق بيته المعطوبة، و لايسارع بإصلاحها؛قربى الله أولاً، ثم مراعاة لمشاعر من استرعاه الله إياها فتركها تموت كل لحظة كمدًا و نفورًا من إهماله و عدم اكتراثه بما تعانيه.

تلك هي المشاعر التي تتملكني كلما زرت جارة أو قريبة أو صديقة فسمعت صوت قطرات الماء المتساقطة من الصنابير التالفة، و رأيت بعض قطع الأثاث المكسورة، و عرفت أن جهازًا كهربائيًا قد أصابه عطل منذ شهور و الزوج يؤجل إصلاحه بلا سبب مقنع أو جوهري، تاركًا أم أولاده تحفظ بعض الطعام في ثلاجة الجيران، و تستعير منهم الثلج أو الماء المثلج، أو تقترض منهم المكواة، أو تغسل ملابس أسرتها على يديها و الغسالة قابعة تشكو إلى الله عطبها و التسويف في إصلاحها.

تمتلئ نفسي بتلك المشاعر، و يزاحمها - باحثًا له عن مكان - سؤالٌ يدق رأسي إلحاحًا: كيف ينهض بمهمة إعمار الأرض من يترك بيته خربًا؟! و هل يستحق من يفشل في إصلاح مرافق بيته أن يحظى بشرف تكليفه بإصلاح الكون؟و ما الدور الذي يمكن أن يؤديه في خلافة الله في الأرض من عجز عن أداء دوره في بيته؟

هكذا أرى عدم اكتراث بعض الأزواج بإصلاح مرافق بيوتهم في إطاره الأوسع و دلالته الأبعد، أراه تفريطًا في واجبات الخلافة و تعطيلاً لسنة الاستخلاف.. مثلما هو تفريط في واجبات القوامة و حقوق الزوجة.

هل يمكن أن تكون الزوجة مسؤولة عن تلف بعض مرافق البيت و أثاثه أو تعطلها بسوء استخدامها لها و تعاملها معها؟ربما، و لكنهذا لا يبرر تباطؤ الزوج في إصلاح التالف و ترميم المعطوب و كأنه يعاقب زوجته قبل أن يسمع دفاعها أو يعظها و يعلمها!

و يزداد إلحاح السؤال.. و تزيد وطأة تلك المشاعر السلبية، و يتضاعف ألمي و حيرتي عندما يكون هذا الزوج «داعية» يبذل وسعه في إرشاد الناس و نصحهم، و ينام و يصحو على حلم التمكين للإسلام و تحكيم الشريعة، و يغيب عن بيته ساعات طوالاً في سبيل دعوته مطمئنًا إلى الطيِّبة الصابرة التي ستتحمل غيابه و تقوم بدوره في غيبته، و ستتحمل أيضًا تقصيره في إصلاح ما يعينها على أداء مهامها المنزلية بيسر و نفس مستريحة.

تؤرقني هذه الازدواجية، و يقلقني هذا الانفصام، و أتخيل أن تلك المرافق و الأجهزة المعطوبة ستشهد أمام الله على مثل هذا الزوج الذي بذل وسعه في المجتمع الكبير، و ضن ببعض جهده على بيته الصغير.

«بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم»... مثل سمعته من امرأة التقيتها في حافلة عامة عندما تجاذبنا أطراف الحديث، و حكت لي عن حرص زوجها على إصلاح كل ما يفسد في البيت أولاً بأول، فضلاً عن حرصهما معًا على ألايتلف أو يتعطل شيء في بيتهما.

ما أبلغ المثل..! و إن كنت أحسب أن بيت المهمل يخرب، و ربما مجتمعه و أمته أيضًا قبل أي بيت، و ليس بيت الظالم وحده، فالإهمال منتهى الظلم للنفس... و الآخرين معًا.

http://alzhour.com/essaydetails.asp?CatId=101

قراءة 1712 مرات آخر تعديل على الجمعة, 18 أيلول/سبتمبر 2015 07:35