(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2015 15:06

الزواج، كما يفهمه أعزب 2 / 4 ....فارس و أميرة

كتبه  الأستاذ مصعب الخالد بوعليان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ولعلَّ إحدى أهم نتائج التحوُّل النَّفسي الصَّحيح و التام هو نشوء محدَّدات جديدة للعلاقة بين الزَّوجين، تتجلَّى فيها فِكرة (الفارِس و الأميرة)، التي كثيرًا ما أتحفَتنا بها الأفلام الرُّومانسيَّة؛ فالفارس من ناحيته يتصرَّف وفقًا لصِفات الشَّجاعة و المسؤوليَّة و المبادرة و العَطف و الرَّشاد و الصَّبر على مَصاعب الحياة، بينما تتصرَّف الأميرةُ بدلالها مستجِيبة لمبادرات شرِيكها و متفاعِلة معها؛ لتُبرز هي من نَاحيتها قدرتَها المزدوجة و الفرِيدة على تلقِّي الرِّعاية و التنعُّم بها، و على مَنحها بسخاء يُعبِّر عن حبِّها الدَّافئ لزوجها و أسرتها.

في ظلِّ علاقةٍ مِثل هذه يُمكن لجذور الشَّجرة الأسريَّة أن تتوغَّل عميقًا في تربةٍ زوجيَّة خصبة، توفر لها أسباب الحياة السَّليمة، بينما تورق أغصانُها و تنضج ثمارُها، و لا حاجة إلى القول بأنَّ أول من سيستمتِع بثمار هذه الشَّجرة الوارِفة هما الزَّوجان اللذان نجحا ابتداءً في زرعها و رعايتها.

فارسة و أمير:

في المقابل، يَنبغي للزَّوجينأن يتوقَّعا اختلالاتٍ شديدة في عَلاقتهما حين تستولي عليهما فكرةُ الندِّيَّة؛ أي: حين يتصرَّف كلٌّ منهما على أساس أنَّه في منافسةٍ مع صاحبه، و في تحدٍّ طويلٍ لإثبات أنَّه الأكثر كفاءة في دَعم الأسرة و مَنحها الاهتمام و التصدِّي لمهمَّات المهنة و كَسب لقمة العيش.

و رغم أنَّ هذه هي الفِكرة التي تروِّج لها الحضارةُ المعاصرة، إلاَّ أنَّ الخطأ البيِّن فيها هو أنَّها تصنع أسرةً يتِيمة، تفتقد إلى حَنان الأمِّ الرَّاعية المخلِصة المتفانية المربِّية، فضلاً عن دور شَريكة الحياة القادرة على بثِّ الرُّوح في أركان منزلها و احتواء شَريكها في قصَّةٍ تتكامَل فيها الأدوارُ بينهما، فالزَّوج الذي تتصرَّف زوجتُه وفق منطق النديَّة يميل إلى التخلِّي عن صِفات الفروسيَّة التي لم تعد المرأةُ تستجيب لها، و يبدأ بالتصرُّف وفقًا لمنطق تبادُل المنافع، الذي سيَبدو له عندئذٍ أكثرَ جدوى، و هو ليس معذورًا في ذلك، كما أنَّه ليس المُلام الوحيد فيه.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/92019/#ixzz3n9cqSB3R

قراءة 1447 مرات آخر تعديل على الجمعة, 02 تشرين1/أكتوير 2015 08:30