(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 01 تشرين2/نوفمبر 2020 15:21

التنسيق المنشود في الدعوة النسائية

كتبه  الدكتورة وفاء العجمي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بدأ الاهتمام بقضية المرأة مع بواكير الصحوة الإسلامية، و بغض النظر عن نسبة هذا الاهتمام، و ما عسى أن يقدم للمرأة من عمل، فقد حظيت قضية المرأة باهتمام متزايد من قبل الدعاة و المصلحين، سواء في الجانب الشرعي و الاجتماعي أوغيرهما من الجوانب المهمة، على تفاوت في مقدار الأهمية التي يحظى بها كل جانب، و هنا تكمن المشكلة، إذ أن بعض الجوانب حظيت باهتمام زائد ربما جاوز الحد في بعض الأحيان (الجانب الشرعي مثلاً)، بينما نجد جوانب أخرى لم تحظ بجهد يذكر، اللهم من بعض الدعاة على أهميتها و خطورتها، و على سبيل المثال يمكن أن أٌشير إلى الجانب القانوني في حقوق المرأة، و إعداد مواثيق إسلامية بهذا الخصوص.

و أحسب أن الدعاة والمصلحين لو اجتهدوا في تنسيق قضايا المرأة بكافة أبعادها، و ترتيب أولويات العمل الدعوي من جوانبه المختلفة؛ لكان ذلك كفيلًا بأن يظهر جلياً ما يقوم به الدعاة من جهد في معالجة قضايا المرأة في المجتمع، و في جميع المجالات.

إن مهمة إعادة ترتيب و توحيد و تنظيم الجهود الدعوية النسائية تتطلب درجة قصوى من التعاون بين الدعاة و العاملين في الساحة الإسلامية، و لاسيما الذين يدركون الأخطاء و المزالق التي تهدد مستقبل الأمة، قال تعالى: {وَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوَى وَ لَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
المرأة المسلمة تواجه التحديات المعاصرة، فتحتاج إلى من يعينها على الصمود، و يأخذ بيدها إلى بر الأمان، و أعنيّ بشكل خاص العمل المؤسسي المخصص، فيمكن لفئة من الداعيات أن تتجه إلى التركيز على عقد و إقامة المحاضرات، و الندوات و المؤتمرات، و في المقابل هناك من يركز على كتابة البحوث و الدراسات و المقالات، وفئة أخرى تتجه لإقامة المعارض الخيرية، و هذه المجالات التي مر ذكرها سريعًا يكثر حولها الحديث و العمل، و هي بحاجة ماسة إلى جهة تسعى للتنسيق بين مختلف الجهات المساهمة فيها.
كما لا يفوتني أن أٌشير إلى مجالات أخرى مهمة يجب أن ينبري لها فئة أخرى، كقضايا الحقوق و البدائل الشرعية لما يطرح من فكر مختلف عن البيئة، و مخالف للشريعة دون الاكتفاء بمجرد الإنكار، مرة أخرى أؤكد أن هذا الجهد بحاجة إلى إعادة تنسيق و ترشيد من حيث الوسيلة و الأسلوب من جانب، و من حيث الموضوعات المطروحة من جانب آخر.

إن انعدام التنسيق في هذه المجالات أو ضعفه يسبب أزمة خطيرة، تدعونا إلى سرعة تنسيق الجهود الدعوية بين المؤسسات الدعوية الخيرية في الداخل و الخارج، و بالذات فيما يتعلق بقضية المرأة، خاصة إذا أدركنا شدة الهجوم عليها و استهدافها أولاً دون غيرها من فئات مجتمعنا المحافظ.

و أعتقد أن مثل هذا التعاون يمكن أن يكون فعالاً و مثمرًا على أقصى حد إذا ما تم تنظيمه في إطار مؤسسي، وفق أهداف متفق عليها، من تحقيق ثمرات لوحدة الصف، و تكوين رأي عام مبني على الكتاب و السنة، مستصحبًا لظروف الواقع، سيؤدي إلى قوة الأعمال الدعوية الموجهة للمجتمع، من خلال التعرف على المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية التي تعاني منها المرأة، مع ترشيد الكتابات الموجهة للمرأة، و تغطية لقضاياها المختلفة في جوانب متعددة.

الرابط : https://bahethat.com/article/ar3927/

قراءة 867 مرات آخر تعديل على الأحد, 01 تشرين2/نوفمبر 2020 17:01