(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 20 تموز/يوليو 2016 14:35

وقود المستقبل... في خلايا

كتبه  khayma.com
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بات واضحاً للجميع أن البحث عن بدائل للوقود الحفري أصبح أمرًا حتميًا و بالأخص بعد ارتفاع أسعار أشكال الوقود التقليدية، و ما تبعها من إضرابات لسائقي الشاحنات في أماكن متفرقة في أوروبا.

و لكن العلماء كانوا أبعد نظرا؛ فقد عكفوا على الدراسات؛ للبحث عن مصادر أخرى للطاقة، و اقتطعت حكومات الدول المتقدمة جانبًا من ميزانيتها لاستمرار و تطوير هذه الأبحاث، و كانت النتائج مرضية جدًّا، فقد تم تطوير استخدام الطاقة الشمسية؛ لتوليد الكهرباء، و استخدام طاقات المد و الجذر و أمواج البحر كطاقات حركية يمكن تحويلها لطاقة كهربائية، و الاستعاضة بالعديد من مصادر الطاقة البديلة عن الوقود الحفري.

قد يسأل البعض هنا: إذا كانت هناك صور أخرى لمصادر الطاقة فلماذا إذن الاعتماد على الوقود الحفري ما زال مستمراً حتى الآن؟

السبب في ذلك هو أن هذه التكنولوجيات الجديدة ما زالت عالية التكلفة، و لا تصلح لجميع التطبيقات كبديل عن الوقود الحفري، فكما نلاحظ أن أغلب هذه التكنولوجيات تصل في النهاية إلى الطاقة الكهربائية، و على الرغم من أن الكهرباء تستخدم اليوم على نطاق واسع فإنها لم تحتوِ حتى الآن على كل تطبيقات الوقود الحفري، و بالأخص الحيوي منها مثل إدارة السيارات و الشاحنات بالكهرباء، و كذلك فإن معظم هذه المصادر الجديدة للطاقة تعتمد على ظروف مناخية و جغرافية معينة مثل سطوع الشمس لفترات طويلة بالنسبة للطاقة الشمسية و الوجود بالقرب من البحر لطاقات المد و الجذر و حركة الأمواج.

و وسط التحديات التي يتعرض لها العلماء للبحث عن وقود المستقبل الجديد سطعت في الآفاق مجدداً خلايا الوقود (fuel cell) كبديل شامل و عام بدلاً من الوقود الحفري و مع استمرار الأبحاث و تطويرها تظهر النتائج أنه سيصبح وقود المستقبل الجديد.

خلايا الوقود هي صورة من صور تحويل الطاقة الكيميائية المختزنة في المركبات الهيدروكربونية إلى طاقة كهربائية مباشرة.

و الوقود المستخدم في هذه الخلايا هو إما الهيدروجين أو الغاز الطبيعي أو الميثانول بالاستعانة بالأكسجين أو الهواء الجوي.

و تعتبر تطبيقات الهيدروجين من أوسع التطبيقات، حيث يمكن الحصول عليه من التحليل الكهربي للماء (electrolysis of water) .

و فكرة عمل خلية الوقود تعتمد على وجود غشاء فاصل (membrane) من الحديد سطحه مغطى بمساعد حفزي (catalyst) من البلاتنيوم (platinum) و عند دخول الهيدروجين ((H2 يعمل البلاتنيوم على فصله إلى بروتون (protons) و إلكترون (electrons) و يسمح الغشاء الفاصل بمرور البروتونات، و لا يسمح بمرور الإلكترونات التي لا تجد وسيلة للعبور إلا من خلال سلك حول الغشاء الفاصل؛ ليتولد فيض من الإلكترونات في السلك، و الحصول على تيار كهربي مستمر (DC) و في الناحية المقابلة من الغشاء يتحد الإلكترون مع البروتون مرة أخرى و في وجود هواء جوي يتكون ماء (H2O) و حرارة.

و الجدير بالذكر هنا هو أننا نحصل على الكهرباء غالباً من الماء إما من مساقط المياه كما في السد العالي في مصر أو من المحطات البخارية، و كذلك نحصل على الهيدروجين من الماء و الكهرباء معاً بالتحليل الكهربي للماء، ثم باستخدام خلايا الوقود نحصل من الهيدروجين على الكهرباء و ماء مرة أخرى، و هي دائرة شبه مغلقة و متجددة؛ لأن المصدر الرئيسي هو الماء و لا يمكن أن تفنى أو تنتهي مثل الوقود الحفري .

و كذلك تعتبر خلايا الوقود نوعًا من أنواع تخزين الطاقة (storage energy) حيث إنها تبدأ في استخدام الكهرباء في التحليل الكهربي و تنتهي بالحصول على الكهرباء عند الاستخدام.

و عند التجريب العملي لخلايا الوقود وجد أنه تتكون في النواتج بعض من مركبات أكاسيد النيتروجين (NOX) و أكاسيد الكبريت (SOX) و هي أكاسيد ضارة جدًّا، و للتغلب عليها يمكن تركيب ممصّات لهذه الأكاسيد مع الخلية.

أما أهم مميزات خلايا الوقود الهيدروجينية فهي:

1-لا يوجد تلوث أو استهلاك لمصادر الوقود: حيث إن الهيدروجين ينتج من الماء، و بالأكسدة يعود إلى ماء مره أخرى، و لا توجد أي عوادم جانبية ضارة على صحة الإنسان و البيئة.

2-آمنة للغاية: حيث إن تكنولوجيا الهيدروجين لا تحتوي على أية عناصر تسبب أية أخطار ممكنة.

3-كفاءة التشغيل عالية جدًّا: لأنها تحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية بشكل مباشر مما لا يسبب أي فقد في الطاقة في أي صورة من الصور.

4-هادئة في التشغيل: لا يمكن أن تسمع لخلية الوقود أي صوت أثناء عملها.

5-عمرها أطول و صيانتها أقل.

6-يمكن التحكم في حجمها حسب الطاقة الكهربائية التي تحتاجها للتشغيل.

و تنصب الأبحاث حالياً على إيجاد تطبيقات جديدة لخلايا الوقود؛ حتى تصبح بديلًا لكل صور الطاقة الأخرى، و تكون بحق وقود المستقبل.

الرابط: http://www.khayma.com/madina/m2-files/fuel-cell.htm

قراءة 2081 مرات آخر تعديل على الجمعة, 22 تموز/يوليو 2016 06:35