(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 08 October 2023 07:26

الحرب الإعلامية وتأثيرها على الأمن الفكري و السياسي

Written by  الأستاذ بلخيري محمد الناصر/
Rate this item
(0 votes)

الحرب الإعلامية هي عملية الترويج لأفكار لها أبعاد نمطية غير بريئة، مدروسة ومركزة، ونشر معلومات وإشاعات تستهدف الجميع دون غطاء احترازي، تمارسها القوى العظمى المالكة للتكنولوجيا المتطورة، المحاطة بالسرية منذ بداية الحرب الباردة، قصد تمتين القبضة الحديدية والاستحواذ على الرأي العام للشعوب وردة فعل الشارع، وتدجين السلوكيات البشرية للعالم النامي، كنوع من الإلهاء المقنن والتضليل، وحصد تأييد لا مشروط، من أجل الحصول على مآرب سياسية واقتصادية، وتموقع في ظل معادلة التنافس الاستراتيجي المحموم بين الشرق والغرب، والذي أصبح مرّكزا في الوقت الحالي على القارة الإفريقية.

كما أن هذه الحرب الإعلامية تتنافى والرسالة السامية الأخلاقية للإعلام، التي تخدم المجتمع وترشده للطريق الصحيح بكل إخلاص وشفافية، حتى يتسنى له التمييز بين الغث والسمين والضار والنافع، ومده بالأخبار الحقيقية دون تزييف للوقائع والأحداث، وجعل العالم كقرية صغيرة يتصل أقصاها بأدناها، ووسطها بأطرافها.
إن الحرب الإعلامية التي أصبحت فزّاعة حقيقية تثير جدلا كبيرا، امتد تأثيرها لجميع الطبقات لمَا يتم الترويج له من حرب النجوم والمياه والمناخ، والاستغناء على العنصر البشري في حال نشوب حرب نووية، وإطلاق العنان للتكنولوجيا الحربية المحاطة بالكتمان والسرية أو بالمسيرات والصواريخ ذات المدى المتوسط والبعيد، والتي بدأت تفاصيل تداعياتها تظهر مع بداية الحرب الأوكرانية الروسية، وهذا ما يجعل مصير السلام مرتبطا بزر سيتم الضغط عليه في أي لحظة، عندها سنفقد أمننا الفكري، لنعيش الفوضى وعدم الاستقرار، كما يتأثر أيضا أمننا السياسي وسيصاب بتصدع في أساسياته، وبالتالي نفقد سيطرتنا على مسيرة التقدم والاستقرار والتنمية.
إن الكائن البشري بطبعه ميال للاستقرار والشعور بالأمن، وهذا مرتبط بعدة عوامل ذات أهمية كبرى لوجوده، منها أمن البلاد، والأمن الاقتصادي عصب الحياة، بدونه تنقلب الأمور رأسا على عقب، والأمن السياسي الذي يعتبر بوابة استقطاب وتوافق مفتوحة على العالم الخارجي، لكسب رهانات للرقي والازدهار، والمرتبط بأمن الدولة، علما أنه يعتبر في حد ذاته تحررا يزيد من متانة الثبات في اتخاذ القرارات الحاسمة، وكذا الأمن الاجتماعي المهم في الاستقرار بمفهومه الشامل.
إن الأمن الفكري يعتبر من أهم الحقائق التي تدور في فلك وجودنا كأمة مسلمة تسعى لتأمين خطوطها الدفاعية المتقدمة، من كل أنواع الأيديولوجيات الدخيلة الموجهة نحونا كغزو، وتحاول بكل ما أوتيت من جهد صد هذا الخطر، وللأسف الشديد فقد تم استهدافنا وبقوة، ولكن لم يفت الأوان بعد، لأنه باستطاعتنا العودة وإدراك ما يمكن إدراكه، وذلك بنبذ الفرقة المزروعة بيننا ولملمة الشتات، ومعالجة كل أسباب التصدعات التي أصابت جسد أمتنا العربية والإسلامية، لأن الفكر لا تتحكم فيه الجغرافيا ولا حدودها، ولا يخضع لجواز سفر ولا لتأشيرة.
فالحرب الإعلامية وسيلة وضعت للوصول لأهداف استراتيجية، وليست حتمية قدرية كونية ثابتة، لهذا وجب تحصين كينونتنا المقدسة، وإيجاد حلول ردعية لمواجهة هذا المد الأخطبوطي ذي الأذرع المعلومة، حتى يتسنى لنا تأمين أمننا الفكري والسياسي، سر وجودنا كأمة تسعى لترقية أسباب وجودها سياسيا واقتصاديا، وتأمل في خوض التحديات التي فرضها الواقع الدولي الجديد بسلبياته وإيجابياته.

الرابط : https://elbassair.dz/25386/

Read 334 times Last modified on Sunday, 08 October 2023 09:09