(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 30 تموز/يوليو 2017 18:11

رفقا بهم كي لا يكرهوا التدين ..

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ظاهرة يشتكي منها كثير من الآباء و الأمهات الذين على جانب معتبر من الالتزام بتعاليم الدين، حيث يتوفر لأبنائهم على حد قولهم جو الالتزام المناسب في البيوت منذ الصغر فالأبوان يحافظان على الصلاة في وقتها و يصومون النوافل بشكل منتظم و يقومون قدرا من الليل، و يقرؤون القرآن، و هم يتحرون كل خلق كريم، ثم أنهم يساعدون الناس و يمشون في حاجاتهم و هم أيضا ذاكرين لله أناء الليل و أطراف النهار، و كل مشاهداتهم للتلفاز حصصا مفيدة لا غناء و لا توافه و لا شيء من هذا القبيل، و غيرها مما يلتزمون به و يدعون الناس إليها.

ورغم توفر كل هذه الأجواء لأبنائهم ورغم حرصهم على تربيتهم و تنشئتهم على هذه الالتزامات إلا أنهم يفاجئون حين يكبر أبناءهم بأنهم لا يبقون على التزامهم، بل يجدون منهم صدودا و نفورا عجيبا من كل هذه الالتزامات، فلا صلاة في وقتها إن صلوا أصلا، و يصبحون أقل إقبالا على حلقات تحفيظ القرآن و قد يخرج منهم من يدخن و منهم من تسوء أخلاقه فيتلفظ بقبيح الكلام و لا يحترم كبيرا و لا يعين محتاجا و حياته كلها تفاهة و تضييع وقت و غناء، و منهم من يبقى على شيء من الالتزام و لكن على مضض يفعل ذلك فقط أمام والديه ليرضيهما أو خوفا منهما، لكنه إذا خلا بأصحاب السوء أطلق العنان لشهواته و استغراقه في الملذات التي حرم منها بحسب رأيه من والديه، و قد ينظر لتعليماتهما على أنها أصبحت قيودا و أنهم ما زالوا متزمتين و أنهم يعيشون زمنا غير زمانه، و أنهم لا يقدرون احتياجات سنه و لا يفهمون رغباته، و هم يرون فيه الطفل العاق الذي انفلت من زمام الأسرة و تعاليمها و نسي ما ربته عليه و تنكر للمثل التي غرسوها فيه ..

و من هنا تبدأ رحلة التباعد و التنافر بين الطرفين من جهة الوالدين الذين يصران على وجوب التزام الولد بهذه السلوكات و الأخلاق و العبادات كما علموه بالضبط، و من جهة أخرى يرى الطفل أنه حرم من طفولته و قضاها في إصرار والديه عليه بالتزام عبادات تكبره، فهو يحب في رمضان مثلا أن يقضي وقته مع أقرانه في اللعب في أجواء رمضانية مميزة له تبقى في ذاكرته و تحبب له رمضان أكثر بدل أن يرغم على صغر سنه على التزام التراويح التي لا يعي قيمتها و لا يستوعب عقله الصغير مغزاها و أجرها. و هو أيضا يرغم على صيام يوم شديد الحر و هو في سن بعيدة عن وجوبه عليه، و هو يرغم على الصلاة في فجر يوم شديد البرد في سن الخامسة و السادسة .. و كلها بحجة تعليمه و تنشئته و تعويده على العبادات .. فينفر من العبادات التي أكره عليها للأسف.

و رسالتي للأولياء أن يتعاملوا مع الموضوع بحكمة و حب بدل الإرغام و التعنيف حتى يتربى الطفل على كل عبادة بشكل سلس يتناسب فمثلا بالنسبة للصوم يعلم حين يقترب من سن البلوغ قبلها بسنة أو سنتين أو حتى ثلاث و أكثر و لكن يراعى الأيام السهلة للتدريب و يشجع الطفل و يعامل على أنه بطل بلا تعنيف أو رسالة سلبية، و مثلها الصلاة يراعى حديث النبي صلى الله عليه و سلم بالتدرج في التعليم المحفز لثلاث سنوات دون عقاب أو تعنيف بأي شكل من الأشكال و قبلها لا يرغم الطفل و لا يعلم .. و هكذا مع كل العبادات و الأخلاق تغرس غرسا بحب و تحبيب و تشجيع بشكل بسيط غير متزمت بحيث يراعي حاجة الطفل للعب و يترك على راحته في استمتاعه بطفولته و إنما يكون التعليم و التدريب بسلاسة تجعله هو يتعلق بها بشكل تلقائي يتجذر يوما بعد يوم .. فرفقا بأبنائكم حتى لا يشبوا على كره التدين ..

قراءة 1863 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 20:43