(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 09 نيسان/أبريل 2022 08:42

الموروث التاريخي ج2

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(2 أصوات)

إن أهم موروث تاريخي عند المسلم هو موروثه العقدي، حيث وجب على كل مسلم أن يستوعب و يفهم أساسيات عقيدته على الأقل، في حين أن الثقافات الأخرى تتعامل مع فرد مجتمعها على أساس مادي بحت دون الاهتمام بالجانب الديني و الروحي.
الجانب الأخلاقي في الاسلام:
لا اعتقد اننا قد نجد اخلاقاً طبيعية محترمة في عمقها الديني، ترتكز على أساس الضابط الشرعي كما هي في الإسلام.  يكفي تحريك تلك الأخلاق لتصبح سدا منيعا في مواجهة مبادئ وضعية مستحدثة حسب هوى من وضعها من بني البشر، فالخلق الإسلامي مستقى من كتاب لا ريب فيه، و سنة نبوية لا شية فيها. اخلاق مؤسسة على ايمان بالتسامي والترفع عن كل ما يدخل الفرد في غي البشر، فالمسلم لا يظلم و لا يقبل الظلم أبدا، و هذا الايمان سيقود لا محالة الى التوجه السليم الى مبادئ لا تتنافى مع الشرع الإسلامي، و هي مبادئ تم نحتها في قلب المسلم منذ ولادته الى حين لحده..
الجانب الإنساني في الإسلام و باقي الحضارات:
ان كان مدعي الانسانية لعشرات الآلاف من السنين قد مارسوا الحروب، مقنعي الناس أنها حل لحالات اللاتوازن ، فإن هذا لا يمت الى المنطق من أي ناحية بدليل توجه افراد تلك المجتمعات بدعوى الإنسانية ذاتها و في الفترة ذاتها الى تقديم حلا للإختلالات النفسية من خلال الاتجاه الى الكحول او مواد لها المفعول المدمر نفسه، باحثين عن الطمأنينة المادية لانهم يفتقرون الى الطمأنينة الروحية ذات العمق الديني، بعكس ما أوجده المجتمع المسلم بزرع ثقافة وجود البعد و العمق الأخلاقي و ارتباطه بعلاقته بالآخرين من أهل الكتاب و حتى مع من يختلفون معه في العقيدة و الفكر من حيث الرحمة و التسامح طالما هم في كنف الدولة الاسلامية، أليست الغاية من كل قانون أخلاقي أو حقوقي هي تنظيم العلاقات بين الأفراد بما فيها العلاقة مع الآخرين؟


الإسلام المستبد، هكذا يدعون، و الغرب المتسامح!!
كثر الحديث في العالم الغربي، و حتى من مستشرقين و مستغربين من أبناء جلدتنا على ان الإسلام انتشر بحد السيف. فقد الرؤية، يبدأ عندما لا نستطيع أن نحدد إلى أي مدى لا تكون آراؤنا عن الحق و الباطل و غيرها من الأمور في مستوى الحقائق الشرعية، عندما نبدأ بدراسة الديانات و شرائع الأخلاق دراسة مقارنة بالدين الإسلامي و الشريعة الإسلامية غاضين النظر و متناسين ان الدين عند الله الاسلام، لندخل أنفسنا في جدل سفسطائي لا رجاء فيه، و قد يهوي بنا الى القعر، و إقناع أنفسنا أن آراءنا في باقي الشرائع و الأديان هذه هي أحكام حقيقتها نسبية و منبثقة عن وجهة النظر الخاصة المعينة التي بنيت عليها.
و إذا عودنا عقولنا على الدراسات المقارنة بناء على ما يقوله الله سبحانه و ما ينطق به الرسول (صلى الله عليه و سلم) الموحى اليه، لكنا حصنا أنفسنا من أي تأثير لوجهة نظر مبتدعة، و نكون بذلك قد تخلصنا من هذه النسبية في آرائنا و أحكامنا.
الغرب مستبد و هو يدري، و استبداده جلي للقاصي و الداني، و هوايته المفضلة ان يعظ العالم كله و يلقنه دروسا في الاخلاق. ذاكرته من حجر تتطابق و مصالحه الاقتصادية. تضلله غطرسته، فلم يعد الغرب منذ زمن طويل يعي النفور الذي يثيره. فهو يمارس دوما لغة مزدوجة فيما يتعلق بنزع السلاح و حقوق الانسان و منع انتشار الأسلحة النووية و مسألة العدالة الاجتماعية على المستوى العالمي، و يغرس في نفوس البشر كراهيته للإسلام بطريقة مباشرة و غير مباشرة، على اعتبار الإسلام هو العدو الأوحد لديموقراطيته الفارغة و حريته الواهية، بالإيحاء ان الإسلام دين رجعي.


الإسلام و العولمة:
استنادا على الموروث الديني و العقدي للمسلمين، و الإرتكاز و التشبث بالثوابت الراسخة من القرآن و السنة، فإن الإسلام يرفض تسويق نفسه على أساس انه دين منفصل عن السياسة و عن الحياة الاجتماعية لأفراد المجتمع المسلم، و لكنه من وجهة نظر الغرب العلماني لا يلبي شروط العولمة، و حسب ما ترنو اليه الأفكار الخبيثة القادمة من الغرب و حتى من الشرق الشيوعي فإن أي دين لا يمكنه ان يلبي شروط العولمة و ان يصبح عالمياً الا إذا قدم نفسه على نحو مجرد مادي فاصلا الدين عن باقي نواحي الحياة و هو بالتالي دين غير ثقافي.
من جملة ما يدعو اليه الغرب هو توثين الأعياد الدينية، في حين ان الإسلام يرفض ذلك، فلا يوجد في الإسلام سوى عيدين (الفطر و الأضحى) أما باقي الأعياد فهي بدع سوقها الغرب الى ديار المسلمين.
يريد الغرب و غيرهم أن يصبح الإسلام مزجا من أفكار مدنية ليصبح الإسلام مدنيا حضاريا، و هي في الحقيقة محاولة لإضعاف نسيج المجتمع المسلم، و حصره في بوتقة الحضارة و الديموقراطية و الحرية الزائفة.

قراءة 610 مرات آخر تعديل على الجمعة, 15 نيسان/أبريل 2022 08:46