(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 07 آب/أغسطس 2014 07:12

على قيد الطفولة تأثراً وثأراً

كتبه  د. بلال كمال رشيد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

على أيِّ مرأى و مرمى تراهم ...بدمعهم و دمهم ...يُرمون و يُضربون .. تُصيبهم ما أخطأه الهدف و ما أصاب .. هم في كلِّ مكانٍ .. هم المكانُ...و أُنس المكان ... و فاكهة الزمان ...هم الفرحة و البسمة و النسمة ....قلبهم لسان ... و عينهم أمل ... نشيدهم حريةٌ و باحة وطن ...نفوس رضية .. و أرواح ندية ..و أكف مشرعة للسلام .... و أقدام لا تُقدم إلا إلى الأَمام .. و مع الإِمام .. إِمامها أبٌ يسير بهم نحو الخير و البرِّ و الآمان ...

ها هي الحربُ تأتي بويلاتها .. تضرب و لا ترحم .. تأتيهم .. تُشتتُ جمعهم قذيفةٌ ... و تفصل أطرافهم شظايا ... ثم يُجمعون و يجتمعون على براءةٍ سُفكت و انتهكت و وئدت من غير ذنب اقترفت ... و افترقت بسماتٌ عن شفاهٍ .. تقطعت الأطراف .. و انكسرت الأكتاف .. بُقرت البطون ... و فُقئت العيون... كلُّ شيء داخلٍ أصبح خارجاً ... هنا دماغ لم ترتب أبجديتها الأُولى ... هنا شفة لم تُكمل بسمتها ... هنا يدٌ ما زالت مُشرعةً للسلام ... هنا ساقٌ فقدت قدماً يقودها للأَمام ... هنا عينٌ لم تُكمل دمعتها .. هنا و هناك و هنالك دمٌ تسلق الجدران و عَبَرَ الشوارع .. اجتاز الفضاء .. و نادى و صاح و أعلى النداء .. هنا الطفولةُ هدفٌ لآلة الحرب .. هنا الإنسانية تُباد من مهدها ... هنا الصراع على الوجود و الحدود ..

يا لهف قلبي على أبٍ يجمعُ أطراف ابنه من هنا و هناك ... أو على أبٍ يحضن ابنه و يسدُّ بحضنه و يديه ثُقوباً تتسرب منها الدماء ... أو على أبٍ ينادي ابنه و يُعلي الصوت أكثر فأكثر، و الطفل ساكنٌ صامتٌ لا يُجيب نداء ... يا لهف قلبي على أمٍّ تعرف بمعالم الإحساس وليدها الذي غدا بلا معالم .... على أمٍّ تُودع وليدها بهدهدة النوم و هو يُودع الحياة بتهديد الموت ... لهفي على أمٍّ تفتح عينيها أكثر و أكثر لترى النظرة الأخيرة ... و ما أقصرها و إن طالت !!

لهفي على أخٍ يضم أخاه و يناديه أنْ قُمْ ..هيا لتكتمل اللعبة .. أعترفُ أمامك و أمام كلِّ الناس أنني أنا الخاسرُ .. و أنت الرابحُ ..أنت الأقوى و الأكبرُ و الأغلى و الأجملُ .. كلمني لا تُخاصم .. قُمْ لا تُضع وقتاً .. طفولتنا تضيع و لم نُكمل اللعبة .. قُمْ يا أخي .. قم يا حبيبي .. يا أناي .. لأكون بك الأقوى و الأجمل !!

هي ذي الطفولة مرمى لِحقد أعداء حيثما كانوا على قيد حياة و فرح .. في بيتٍ أو مدرسةٍ أو شارع ٍأو على شاطىء بحر .. هم الهدف لقتل الروح  في روح كلِّ أبٍ و أمٍّ و أخٍ ... هم الهدفُ و الوجعُ الأكبرُ و الأدوم ... هم الجرحُ الغائرُ الفائرُ .. لذلك إنْ أصيبوا نُصب في مَقتل !!

نحزنُ .. نتوجعُ .. نتألمُ .. لكننا بِها نقوى .. نتأثرُ و نثأرُ .. و نسيرُ قُدماً لا نتراجع .. لا نتقهقر .. الطفولةُ – عندنا- رَسْمُ حياةٍ و وَسْمُ نقاءٍ ، و وعدُ تجددٍ و بقاء .. الطفولةُ تجذرٌ و امتدادٌ في الزمان و المكان ... ذاكرةٌ خالدةٌ في العقل و الوجدان .. كلُّ طفلٍ يرى و يسمع هو شاهدٌ على العصر .. طفلُ اليوم هو المقاومُ المجاهدُ في الغد .. نعدُّ الطفولةَ للحياة ... و نستعيد الحياةَ بالطفولة .. و لئن قاتَلَنا الأعداءُ بالطفولة فإنّا أعددنا بالطفولة قوةً و بطولةً و وعداً و و عيداً !!!

http://www.odabasham.net/show.php?sid=76436

قراءة 2111 مرات آخر تعديل على الأحد, 12 تموز/يوليو 2015 15:55