(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 07 أيار 2023 04:26

"أحسن الله عزاءكم"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم تعد لحظات حياتنا تخلو من المنغصات..في كل لحظة هناك حدث ما يحطم نفسياتنا..قد يبكينا، وقد يتركنا في حالة من الذهول الممزوج بصدمة قد تودي بنا أو تتركنا في حالة من صمت سقيم!!
لم تعد تخلو صفحات الجرائد و لا شاشات القنوات الفضائية من مشاهد تدمى لها العيون.. و تنسدل لها الجفون.. و تتفتت لها القلوب.. و تنهار لها العقول..
صفحات تتلون بلون الدم القرمزي.. هنا أشلاء طفل مبعثرة.. و هناك امرأة حبلى مبطونة.. هذا شيخ كبير يبكي أطلال أسرته.. و تلك أم ابيضت عيناها حزنا.. و أب مفجوع على أطفاله..وووو
صمت غريب مريب يسود جنبات تلك الأماكن.. لم تحفل به إلا بعض الكائنات الحية ما عدا الانسان.. مصغية لذلك الصمت الكئيب ..تسترق السمع لأصوات لم تستطع آذان بني آدم سماعها..تارة تنتصب آذانها..و أخرى تنسدل..تارة ترفع رؤوسها علها تحسن زوايا السمع..و أخرى تخفضها من هول ما سمعت..حتى الحيوانات باتت في حيرة..لا تستطيع التمييز، إن كانت تلك الدمدمات..تلك الهمهمات المكتومة الصادرة من جوف الأرض هي أصوات مكبلين في سجون مدفونة في أعماقها..أم أزيز مكتوم لصوت جنازير دبابات  ما فتئت تهرس إسفلت الشارع و بقايا أغصان الأشجار المقصوفة المحترقة..ام هي أزيز أصوات عظام القتلى و الجرحى المبعثرة في الطرقات..لله المشتكى ..و أحسن الله العزاء.

قراءة 287 مرات آخر تعديل على الأحد, 07 أيار 2023 04:32