(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 21 May 2023 05:23

غربتي و مريع كعبي

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

هكذا هي الحياة...أن تأتي الفرص لمن لا يريدها...وإذا أتت لم يردها...فالمأساة أنه...لا يستحقها؟!
الصديق الحقيقي هو الذي تحب أن تتدفأ بحنان أخوته قبل صداقته، فيكون لك مكملاً لا تابعا.. تذوب كل حواجز التكلف والتصنع في شعور واحد " المحبة الصادقة التي لا منفعة ولا مصلحة منها".
ليس السخاء بان تعطيني ما أنا في حاجة إليه أكثر منك، بل السخاء في أن تعطيني ما تحتاج إليه أكثر منى، هكذا كان صديقي وأخي الذي لم تلده أمي "مريع يوسف كعبي"
لم يبك يوما على طيبته ... فهو يعلم أنها نادرة كالمعجزات .... بل دوما هو فرح بطيبته ... فهي ليست ضعفا ... بل كبرياء حتى الممات...
هناك رجال كالمدن، تهزمك أسماؤها مسبقاً.. تغريك وتربكك، تملؤك وتفرغك، وتجّردك ذاكرتها من كلّ مشاريعك، ليصبح حبهم كل عالمك...
وجُود المرء مع الأشخاص المُناسِبين من حوله أفضل من ألف عملِية تَجميل ودورَات نضارَة المحيا، وبوجودهم يرى المرء نفسه مشرق الوجه لا شحوب يرهقه ولا تعب الحياة يضنيه، فمن لم يكن كذلك فعليه أن يراجع خيارات صحبته.
لطالما استوقفته "مريع" حميميةُ الأشياء، ولطالما مال الى جهتِي لكُل مَا يُجنبنُي مشّقة التبرير، ولم يحدث أن فاتته فرصَة أن يتواجدَ فِي المحطاتِ الآمنَة، أُقرب إلى نفسِه ساعيا الى دوامِ صرحِ الموّدة سالمًا من حدّة الخصامِ أو فداحةِ الفُراقَ، حافظا المحَبة بيني وبينه ومع كُل ما يمُد يدهُ بالمصافحَةِ مؤكدًا نيتهُ في حفظها.
واحد وعشرون عاما مضت لم التق به وجها لوجه لكنه لا يزال معي حاضرا في كل صغيرة وكبيرة، وأجدني أحلمُ بالكثير مما لم تطالهُ يدِي بعد، تتُعبنِي عزيمةُ المسافاتَ ويثبتُني عليهَا أن الصبر ينالُ منِي في النهاية، ومحدوديةُ الخياراتَ هي ما يُسّيرُنِي نحو ما يوجد في ذيل القائمة.. الانتظار!
واحد وعشرون عاما مضت لم أغفَل فيها قطُ عن شقوقِي أو خيباتِي والعمر يمضي، وأختار في كل مرةَ أن أمرر أصابعِي عليها، لأقنع نفسي أننِي لستُ مرغما على التجاوز، ليُعلمنِي كيف أرسو على شواطِئ القوةَ من بعدِ الضعف والوهن.
أُحِبُ تلك الأوقات الجميلة المضيئة في جازان، التي تتّسمُ فيها الحياة، بالسّعَة، كسمَاء لا حصر لامتدادها، فكَيفَ تصير في لحظة أخرى أضيّق من جحرٍ صغيرٍ جدًا لا يكاد يتسعُ إلا لأصغر مخلوقاتِ الأرض!
"لا كرَمٌ في هدرِ الوَقت على شحِيح اللحظة، ولا سماحَة في صبِّ التنازل لمُتعنِّت الموقف؛ ولا إقبال من أقصاكَ يشبه التفاتاً على مضَض، ولا سلامٌ من عمقِ الرُوحِ يعادلُ سلاماً بطرَفِ الكف".. ما كان مريع كعبي هكذا ولن يكون.
"اللغُّة لا تُنصفَ، بالطريقة المناسبة، التي أوّد بها الحديث عن شخصٍ أحبه، مريع كعبي، فسلام الله عليه"

Read 278 times Last modified on Sunday, 21 May 2023 05:26