(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Tuesday, 23 May 2023 19:05

المختار: " وَدَعَتُ لَيَالِيَاً "

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

وَدَعَتُ لَيَالِيَاً كُنْت فِيهَا أغْضَبُ
وَلَحَظَاتٍ تَخُونُنُي النَّفْسُ وَتَعْتَبُ
كُنْتُ دَوْمَاً فِي الْفَيَافِي ضَائِعَاً
وَالْيَوْمَ أَعْلَمُ أَنِّي دَوْمَاً مُذْنِبُ
كُسِرَ الْقَلْبُ وَالْفُؤَادُ لَهُ زَلَّةً وَ
عَقْلٌ مَا كَانَ عَلَى النَّفْسِ يَتَغَلَّبُ
مَا أُضْمَرْتُ بَعْدَ الْقُرْآنِ سَلْوَة
هَيْهَاتَ بَعْدَهُ سَلْوَة إلَيّ أَقْرَبُ
نَارٌ فِي الْحَشَا لَا تنطفي وَ
بِئْرُ الدَّمْعِ مَاؤه لَا يَنْضُبُ
وَدَّعَتُ أَيَّامَاً وَلَيَالِيَاً وَالرُّوحُ
تَهْفُو ثُمَّ إلَى الْوَرَاءِ تُؤَنَّبُ
ضَاقَ الصَّدْرُ بِالْذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا
وَالْقَلْبُ بَاتَ بِالْوَهَنِ ضَعِيفَاً يَتَقَلَّبُ
لَمْ تْنصِفْنِي النَّفْسُ رَاكِبَاً و
وَكُنْتُ بِرغْمِ أَخْطَارُهَا ارْكَبُ
وَكُنْتُ أُقْنِعُ النَّفْسَ أَنْ يَمُرَّ بِـ
مَضْجَعِي فِي النَّوْمِ طَيْفٌ يُّتَجَنَّبُ
مَخَاضٌ جَاء قَصِيدَتِي بُرْهَةً
يَسْتَوْلِدُ قَوْلَ الشِّعْرِ فَتُنْجِبُ
فَمَا رَغِبْتُ عَنْ قَوْلِ القَصِيدِ
لَحْظَةً، وَمَا كُنْتُ يَوْمًاً عَنْه أَرْغبُ
رَحَلَ الصِّبَا وَوَلَّى زَمَانُهُ وَ
الشَّبَابُ ضَاعَ وَوَلَّى الْأَطْيَبُ
رَحَلَ الشّبَابُ وَمَا لَهُ مِنْ عَوْدَة
وَالْمَشِيبُ أَتَى فَأَّيْنَ الْمَهْرَبُ
مَا خِلْتُ أَوْرَاقَ الْعُمُرِ تُذْوَى نَضَا
رَةً وَلَا الْعُمُرُ كَالْسَبِيَّةِ يُسْلَبُ
ضَعُفَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَهَنَ
الْعَظْم وَدَانَتْ بِي الرُّكَبُ
وَالْشَّمْسُ تَحْرِقُنَا كُلَّ صَيْفٍ
حَرٌّ الْهَجِيرِ كَانَ لَنَا أَبُ
لَعَمْرِي إنَّ الْحَيَاةَ عَجِيبَةٌ
وَفِيهَا الْعُجَابُ الْأعْجَبُ
وَالزُّهْدُ فِيهَا فَضِيلَة وَبُكَاء
الذُّنُوبِ أَصْبَحَ هُوَ الْمُطَّلِبُ
وَالْعُيُونُ شَاخِصَةً إلَى مَلِيكِهَا
وَمَا جَنَتْ النُّفُوسُ يُحْصَى وَيُكْتَبُ
حَسِبَتْ الْمَعَاصِي خَفِيَّة و
بَاتَتْ فِي سِرِّهَا لَاهِيَةً تَلْعَبُ
مَا زَالَتْ تُوقِظُ اللَّيْلَ مِنْ عَتَمَتِه
حَتَّى تَجَمَّدَ فِي أجْفَانَهَا التَّعَبُ
وَمَا السَّوَادُ تَحْتَ الْجُفُونِ إلَّا
بَقَايَا السُّهْد فِي الْأحْشَاء تُغْتَصَبُ
تَحْتَ الْجُفُونِ سَوَادٌ وَمَا بَدَا
إلَّا بَقَايَا الْأحْشَاء تُغْتَصَبُ
فَرُبَّ أُنْثَى يَخُونُ إَلْيَاسُ هَيْبَتَهَا
وَمَا خَانَهَا يَأْسٌ وَمَا خَانَهَا تَعَبُ
انْجَلَى لَيْلُ الْمَعَاصِي وَالتَوَى
شُعَاعُ النُّورِ كَطَيْفٍ يَدْنُو وَيَهْرُبُ
الرُّوحُ تَرْحَلُ إلَى بَارِيهَا وَتَهْجُرُ
الدُّنْيَا وَمَا جَنَتْ مِنْهَا يُسْلَبُ
مَا الدُّنْيَا إلَى مَتَاعُ ويَوْمَ
السَّاعَةِ كُلِّ شَيْءٍ فِيهَا يَذْهَبُ
وَمَا خَطَوْتَ فِيهَا خُطْوَةً إلَّا
وَأَنْفَاسُكَ فِيهَا تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
اسْتَمْسِكْ بِحَبْلِ اللَّهِ مُعْتَصِمِاً
تَنَلْ رِضَى مِنْهُ فَهُوَ الْوَاهِبُ
مَنْ يَثِقُ بِاَلِّلَهِ تُحْمَدُ عَوَاقِبُهُ
فَمَنْ غَيْرَهُ عَلَى الْعَوَاقِبِ أَغْلَبُ
يَكْفِيكَ شَرَّ مَنْ عَزُّوا وَمَنْ هَانُوا
فَيَنْأَى الَّذِينَ خَانُوا وَيَنْأَى الْقُطْرُبُ
وَمِنْ النِّسَاءِ اظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ
فَأَجْمَلَهُنَّ ذَوَاتُ الْخُلُقِ الأرْحبُ
وَاحْذَرْ مِنْ كُلِّ ذَا نَابٍ أَزْرَقٍ
وَاحْذَرْ مِنْ الْبَهَمِ الْاَصْعَبُ
الْخَيْلُ خَيْرَ مَطِيَّةً، وَخَيْرُ
الْخُيُولِ مِنْهَا الأَشْهَبُ
وَكُلُّ مَا لَذَّ مِنْ الطَّعَامِ وَ
خَيْرَ الطَّعَامِ مِنْهُ َ اَلتَّمْرُ اَلْأَطْيَبُ
مِنْ النَّخْلِ لَا تُكْثِرْ فَ
حَسْبُكَ سَبْعَ حَبَّاتٍ حِين يُرَطِّبُ
إنَّ الْكَرِيمَ وَانْ ضَاقَتْ مَعِيشَتُهُ
بِالْفَضِيلَةِ تَحَلَّى وَبِهَا يَتَشَبَّبُ
وَاللَّئِيمُ وَإِنْ طَالَتْ عِزَّتُهُ يَبْقَى
صَغِيرَاً وَأَعَزُّ مِنْهُ الجُنْدُبُ
وَأَيْنَمَا ذُكِرَ الْأَصِيلُ طَابَتْ سِيرَتُهُ
وَالْرَخِيصُ سَيَبْقَى دَوْمَاً طِبْطِبُ
وَتجاهل اللَّئِيم فِي رِفْقَةٍ
واعْتَزِلْهُ كَمَا يُعْتَزَلُ الْأَجْرَبُ
إنْ مَاتَ الْكَرِيمُ أَوْرَثَ عِزَّةً
وَإِنْ مَاتَ الْبَخِيلُ مَالُهُ يُنْهَبُ
تَبًّا لِدَارٍ لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا
وَمَا فِيهَا يَوْمَئِذٍ يَخَرَبُ
فَلَا تَرُجُ مِنْ بَشَرٍ قَيْدَ أُنْمُلَةٍ
وَالنَّصِيحَةُ خَيْر لِمَنْ يُجَرِّبُ
اُنْظُرْ حَوْلَكَ فَمَا تَرَى، فَهَلْ
تؤوبُ الْأُمُورُ وَتِعَقِّبُ
مَا دَامَتْ الْحَيَاةُ لِبَشَرٍ، لَكِنَّهَا
لِلرِّجَالِ دَوْمًا عَصَاً تُؤَدِّبُ
مَا دَامَتْ للأنبياء قَبْلَنَا
وَلَا دَامَ فِيهَا الْأَعَزُّ الأنْجَبُ
غَيْرَ تَقْوَى اللَّهِ فلا نفع
فَالتَّقْوَى خلق الأعز الْأهْيَبُ
وَخلقٌ الْإِسْلَامِ خُلُقُ مُحَمَّدٍ
وَخُلُقُ كُلُّ تَقِيٍّ مُهَذَّبُ
الْمُؤْمِنُ صُورَةَ دِينِهِ، وَصَلَاتُهُ
لِلْمَوْلَى فِيهَا الطَّاعَةُ وَالتَّقَرُّبُ
مَا كُسِيَ الْمُؤْمِنُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ
وَمَا كَسِيَهَا إلَّا الْعَاصِي الْمُكَذَّبُ
لَا خَيْرَ فِي وُدٍّ امْرىٍء مُتَقَلِّبٍ
أَنْ تَقْلَّبَ الدَّهْر كَانَ مِثْلُهُ يَتَقَلَّبُ
الْجَوْفُ لَيْسَ بِئْرَاً نمْلَأهُ
فَقَدْ ذُلَّ بِجَوْفِهِ أَشْعَبُ
وَلَا تَأْمَنْ الدَّهْرَ فَإِنَّهُ
مِنْ الْقِدَمِ لِلْرِجَالِ مُؤَدِّبُ
وَمِنْ عَدُوِّكَ أَنْتَ فِي مَأْمَنٍ
وَمِنَ الصَدِيقِ كُنْ دَوْمَاً مُتَرَقِّبُ
وَاحْذَرْ إنْ رَأَيْتَ اللَّيْثَ مُتَبَسِّمَاً
فالْلَيْثُ يُبْدِي نواجذه إذْ يَغْضَبُ
وَإِنْ رَأَيْتَ الثَّعْلَبَ مُتَمَلِّقَاً
فَاحْذَرْ فَبَيَّنَ فَكَّيْهِ يَكْمُنُ عَقْرَبُ
يَقْطُرُ مِنْ طَرَفِ لِسَانِهِ عَسَلَاً
وَيَجْعَلُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِكَ تَلْهبُ
لَا تَقْطَعْ وُدًّاً مَعَ حَبِيبٍ وَتَجَاوَزْ
فَإِنَّ التَّجَاوُزَ عَنْ الْهَفَوَاتِ أَصْوَبُ
وَكُن لِقَرِينِكَ دوما مُخَلِصا
فَالْقَرِينُ لِلْقَرِينِ دَوْمَاً يُنْسَبُ
وَاخْفِضْ جَنَاحَ الذُّلِّ لِلْوَالِدَيْنِ
فَالْعَاقُ فِي النَّارِ لَا بُدَّ مُعَذَّبُ
وَلَا تُصَاحِبْ كَاذِبَاً فَالْكَاذِبُ
لِلْبُيُوتِ دَوْمَاً مُخَرِّبُ
وَاعْلَمْ أَنَّ قِصَرَ اللِّسَانِ فَضِيلَةً
وأنت فِي كُلِّ مَجْلِسٍ تَخْطبُ
فَمَا نَفَعُ الْكَلَامِ الْكَثِيرِ وَمَا
نَفْعُهُ حِينَ يَجْرَحُ وَيَعْطُبُ
وَلَا تَفْضَحْ أَحَدَاً بِسِرِّه
فَالْفَضِيحَةُ تَفْتُنُ وَتَنَكُبُ
فَإِنْ نَشَرْتَ سِرَّ امرئٍء فَ
النَّاسُ سَوْفَ تَزِيدُ وَتَكَذِبُ
اطْمَئِنْ فَأَنْتَ فِي مُلْكِهِ
هُوَ اللَّهُ الرَّزَّاقُ الْمُثَوِّبُ
مَالِي أَرَى إلْيَاسَ فِي الْعَيْنَيْنِ مُرْتَسِمَاً
وَالْقَلْبُ الْغَضُّ بالأحْزَانِ يَصْطَخِبُ
سَيُبْعَثُ اللَّهُ مِنْ أَفَاقِ رَحْمَتِهِ
لُطْفَاً يُرَمِّمُ فِي الْجَنْبَيْنِ الْعَطَبُ
طَمِّنِ الْفُؤَادَ فَالْأقْدَارُ حَانِيَةً
وَفِي الْحَيَاةِ سُرُورٌ يُرْتَقَبُ
وَفِي السَّمَاءِ هَدَايَا الْغَيْب دَانِيَة
يَوْمَاً سَتَأْتِي البُشْرَى وَتَذْهَبُ النُّوَبُ
وَسَوْفَ تَنْهَمِرُ الْعَطَايَا فَ
مَنْ غَيْرَ اللَّهِ لِلدَّاء مُطَبِّبُ
كَمْ أَغَاثَ مَلْهُوفَاً بِرِزْقِهِ
وَالرِّزْقُ مِنْ اللَّهِ يُسْتَجْلَبُ
وَكَمْ مِنْ دَاعٍ لَهُ إجَابَةً
وَمَا كَانَ لِمن دعاه مُخَيِّبُ
فإِنْ قَسَتْ الدُّنْيَا عَلَيْكَ
وَنَالَكَ الْأَمْرُ الْأَشَقُّ الْأصْعَبُ
فَإِلَى الْبَارِي اضْرَعْ فَهُوَ
أَدْنَى مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وَأَقْرَبُ
وَاحْذَرْ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَهِي سَهْمٌ
وَدُعَاءه إلَى اللَّهِ لَا يُحْجَبُ
وَإِنْ ضَاقَ عَلَيْكَ الرِّزْقُ پأرْضٍ
وَخَشِيتَ أَنْ يَضِيقَ الْمَذْهَبُ
فَارْحَلْ، فَإِنَّ الْبَسِيطَةَ وَاسِعَةٌ
طُولَاً وَعَرْضَاً شَرْقُهَا وَالْمَغْرِبُ
عَلَيْكَ بِالتَّأَنِّي فِي لُؤْمِ الْعَزِيزِ
وَأَنْتَقِ دَوْمَاً مِنْ الْكَلَامِ الْأعْذَبُ
طَمِّنْ الْفُؤَادَ فَالْأقْدَارُ مَكْتُوبَةً
وَلَا تَجْلِسْ يَوْمَاً حَظَّكَ تَنْدُبُ
وَاصْبِرْ عَلَى ضِيقِ الْحَيَاةِ وَمُرُّهَا
الْقَطْرُ سَيَأْتِي وَيَزُولُ الْعَنْدِبُ
يتَنَافَرَ الصُّبْحُ ويغيب الضُّحَى
والْعُمُرُ يمضي وَالآجَالُ تقربُ
بِالْنُصْحِ أَخْتُمُ مقُولَتِي فَ
النُّصْحُ أثْمَنُ مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ

Read 352 times