(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 30 أيار 2023 03:17

"رأيتُ الهلالَ و قد حَلّقتْ نجومُ الثريا لكي تسبقه"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قيمة الأفكار لا تكمن في ذاتها، و إنما في الظروف التي كُتبت فيها. أفكار كتبت في السجون في هدوء الجدران، و أخرى كتبت خارجه تواجه الإعصار!!و في كلا الحالين كان الهلال و كانت نجومُ الثريا تتبعه لكي تسبقه.
و في كلا الحالين تحولت الأفكار من محنة إلى لوحة حضارية ثقافية بعمق ديني عقدي في تركيا.
أحرار تركيا و حرائرها أثبتوا للعالم أجمع أن ليس كل ما له حدود سجنًا، فربما حصل فيه المرء على حريته، و وجد فيه ذاته، و من ذلك وجود المرأة الحرة الأبية.
إلى جانب المجاهدين، جامعة بين انتظامها في سلك الحياة الأسرية التي تمثل المرأة عمود فسطاطها، و هي بمثابة مهمتها السامية التي تسمو على كل عمل و وظيفة و واجبها تجاه درء المفاسد و نبذ العلمانية.
مهما تم الترويج لفكرة تجاوز المرأة هذه المسؤولية، لتزاحم الرجال في ميادينهم لإثبات ذاتها أسوةً بالغرب، فسيبقى الأمر محاولة هزلية لإثبات المُثبت، وهو أن المرأة في ظل الإسلام حصلت على حريتها و أثبتت ذاتها، و جاء في الحديث «النساء شقائق الرجال» و ليست المساواة تعني المطابقة في أي حالة من الأحوال.
يزعم الغربيون و من يدور في فلكهم من العلمانيين أنها تبني الحياة من الخارج، مع أنها تخرب الحصن من الداخل، تلك الحياة الأسرية التي تجد المرأة فيها نفسها و حريتها حين تتربع كملكة على عرش لا ينافسها فيه أحد، و تكون فيه رائدة للبناء و بعث الإصلاح من الداخل. و إن اتهمنا البعض بأننا رجعيون و أسارى ما يحلو للبعض أن يسميه بـ»الميثولوجيا الإسلامية»، فإنه قد سبقنا إلى تلك الأفكار التي لا تروق لهم، جمْع من رموز الفكر و الثقافة و الأدب في الغرب، رجالًا و نساءً، سجلوا اعترافاتهم بأن المرأة و المجتمع بأسره قد عادوا من فرض هذا النمط الحياتي للمرأة المتحررة بخفي حنين.
الزّمن ليس واحدا عند كلّ النّاس، الزّمن مقترن بالعقيدة والقلب، وحين يكون القلبُ مبتهجا يتخلّىٰ عن الحبل الّذي يُمسك به الزّمن فيمرّ سريعا ورقيقا، وحينَ يكون مبتئسا ينجدل الحبل على القلب فيمرّ بطيئا وخانقا!
أحرا ر تركيا،
أخيرا أتى النهار الذي يُنهِي بهدوء ضجيج المسرحية الضخمة، وهم المُسافرون، الذين وجدوا أخيرًا ضالتهُم، أو وجدوه هم كنهاية غير مكتوبة ضمن سيناريُوهات القصة – الأتاتوركية-، أو أسوأ، كان لابد أن يتذوقوا مُر الحسرة ويدحضوا نظرية: "ما تبحث عنه يبحث عنك بالمقابل."
أدركوا أن هذه الحياة يجب أن تُعاش يوما بيوم، بلا قلق، بلا مخاوف، فقط نحن بخير والأمة الاسلامية بخير، وهذا يكفي جدا، وأنه يجب أن يؤجل الخوف من الغد؛ للغد، ربما جاء الغد خاليا مما يخفن، الحياة الآن، والآن فقط، وهي الآن جميلة، ورحيمة، وكافية..
"‏لو جمعُوا ما أصلحتهُ الأديَان والقوانين مِن أحوال النّفس وطباعها، ثم ما أصلحتهُ الأمراض منها، لرأينا أن للهِ أنبياء مِن هذه الأمراض يُرسلها إلى الدم الإنسانيّ، وبذلك يكون الإنسان دائمًا في حاجةٍ إلى بعض الأمراض، لا ليمرض ولكِن ليصِح!" ووجود تلك الآفة في تركيا هي حكمة من الله – مرض- لنصح.
الخطوات الأولى،
الخطوات الأولى ليست لنا، ولكن لنا الوجهة وإلينا الغاية.. إلى الأقصى الوجهة وإليه الغاية دوما ما رددها اردوغان. عندما تصلون إلى نقطة لا تتحمّلون بعدَها أي شيء، وتوشِكون على الانهيار، احفظوا هدوءكم، واحذروا أن تستنزفوا ما بقي من طاقتكم؛ ففي هذه اللحظة بالذات قد تتغيّر أقداركم بنحو لا يمكنكم أن تتوقّعوه.. فتوقيت الأشياء هو من يجعل لها قيمة عظيمة في قلوبنا وهو من ينزعها.. لا قيمة لوصولكم الآن وقد مللنا الانتظار مدة طويلة.. إن المُشكلة الأخلاقية المرتكزة على مقولةِ أن الصف الأخير لا يتّسمُ أصحابهُ إلا ببشاعةِ الفشل وجيناتهُم غير الكاملة لعدم احتواءهَا صفاتٍ نبيلةٍ مثل الهدف والعزمَ والجدّ والعمل، وإنهُ لا يدركُ إلا ذو بصيرة أن الكرسِي الأخير لا تصلهُ هتافاتٌ الآخرين، والوقتُ الذي لا يعُود عليهِ بفائدةٍ لانشغاله بموائدِ غيرهِ هو خسارةُ فادحة في حقهِ، فصاحب الحظَ من التفت إلى شأنهِ مُمسكًا عنه مُبارزة الجميع.

قراءة 362 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 30 أيار 2023 11:19