كنت أطالع بعض ما كتب عن التيار الرسمي المتذمر في مختلف مؤسسات الدولة الأمريكية من الإنحياز الأعمي للرئيس بايدن و وزير خارجيته أنطوني بليكن من تأييدهم لإستمرار حرب الإبادة في فلسطين ...كنت اقرأ بتمعن و تذكرت حينها فضيحة سجن ابو غريب و كيف أن السيناتور إدوارد كنيدي عند مساءلته لوزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد، قال ما يلي :
"ندعي الديمقراطية و إحترام حقوق الإنسان و سياساتنا كلها عبارة علي دعوة صريحة لترسيخ نظام الديمقراطية في كل العالم و نحن نبشر بها في كل مبادراتنا و علاقاتنا الدولية، فماذا سنقول للعالم بعد إنكشاف فظائع سجن ابو غريب ؟"
بدوري أتصور مثل هذا السؤال علي ألسنة جوش بول و كل النزهاء في الإدارة الأمريكية و هم يسائلون رؤساءهم و مسؤوليهم في البيت الأبيض و مجلس الشيوخ : ماذا سنقول للعالم عن الديمقراطية بعد حرب الإبادة في فلسطين و الذي نحن شركاء فيها بصفة مباشرة ؟
سأقول ما يلي :
موقف الإدارة الأمريكية من عملية طوفان الأقصي البطولية سيكون بمثابة آخر ضربة في نعش ريادة أمريكية تسجل إنهيار سريع الوتيرة و التاريخ أول من يدين مثل هذا الموقف اللاأخلاقي بالمرة. و لن نسمع بعد اليوم خطاب يشيد بمحاسن الديمقراطية علي الطريق الأمريكية لأن المخلصين سيسارعون بتصحيح الوضع مذكرين الجميع بقائمة شهداء فلسطين غزة تحديدا ...
علي الأقل سيتاح لنا التنفس بإرتياح حينها لأن كابوس هذه الريادة قد أنهته الإدارة الأمريكية بنفسها....
الموقف الثاني : موقف دول الطوق مصر و الأردن تحديدا و خاصة مصر الجيش الأول في إفريقيا، لا أظن و العلم لله طبعا ان الوضع سيبقي علي ما هو عليه حاليا في مصر. فالنظام المصري أثبت بما لا يدعو للشك أنه متورط مع الكيان الغاصب الصهيوني في حرب الإبادة الحالية علي إخواننا في فلسطين.
و ما سوف ينجر عن موقفه الإجرامي بعدم تدخله العسكري لإنقاذ الأبرياء و ردع الإحتلال الصهيوني لا معني له سوي معني واحد : نظام مصر مشارك في حرب الإبادة و أي تبرير من هذا النظام غير مقبول و إنعكاسات موقفه ستحدد مصيره علي المدي المتوسط علي الأقل إن شاء الله.