في منتصف الليلة بعد 12 قمت لأقف علي تهاطل الغيث بغزراة، بت للحظات أتابع زخات المطر الكثيفة و أنا أسبح بحمد الله علي نعمة الغيث....الغيوم متراصة و أنوار جزء من بلديتي تشع فرحا بالماء النازل من السماء المعطاءة بغيومها السوداء.
في الصباح إتجهت إلي مساحة تجارية صغيرة و في طريق تحفه الحقول و لون التراب المبلل و الندي، إنتبهت فجأة إلي سرب من النورس يحلق في السماء و كأن الجمع ينتظر لحاق طيور أخري من النورس به و التي جاءت من البحر تضرب بأجنحتها الفضاء الرحب و النضر و العامر بدعوات الحمد و الشكر علي الغيث و التي ترتفع من عباد الله في الأرض إلي رب العباد.
دخلت المحل و بدأت انتقي مشترياتي و في كل مرة كنت اسأل عن السعر و أندهش :
أين لجنات التفتيش لوزارة التجارة الجزائرية ؟
من المفروض مرور و تفتيش المفتشين للمساحات الكبري و الصغري و الأسواق و المحلات بأي حجم كانت. فمن يقدر صراحة علي شراء قهوة تركية بسعر 700 دينار جزائري في زجاجة جد صغيرة ؟
من يقدر علي شراء 200 غرام جبنة جافة ب600 دينار جزائري ؟
يستحيل علي رب عائلة أن يفي بإحتياجات المأكل فقط بأسعار مثل هذه و هو أب ل3 أبناء، هذا و جل الأزواج اليوم في الجزائر ينجبون طفل واحد او إثنين لا أكثر.
آه علي جزائرنا الجديدة ...لن أحاسب الرئيس إنما أريد معرفة أجندة نوابنا الكرام في البرلمان الجزائري و تلك الخاصة بوزير التجارة اليومية و هل يصله يوميا باروميتر الأسعار كي يدرك معاناة المواطن الذي لا يتجاوز دخله مليونان و نصف سنتيم ؟ و لا ندري إن كان سيد وزير التجارة يتبضع في الجزائر أو في دول أجنبية ....من العجيب عقد إجتماع خلف إجتماع في الوزارة المعنية لضبط الأسعار و لا نري نتائج الإجتماعات بشكل ملموس في المحلات و المساحات التجارية الصغري و الكبري، ما الذي يمنع من نهج سياسة تسعير جذابة للمنتوج الوطني و هكذا نشجع و ندعم فعليا دورة الإنتاج الوطني، إن لم نفعل عامل الذكاء في حماية و زيادة منتوجنا الوطني علي كل الأصعدة ما الفائدة من موازنة مالية مغرية أو بحبوبحة مالية أو أي شيء من هذا القبيل ؟
الكل يعلم في الجزائر من الطفل الذي لا يتجاوز عمره 5 سنوات إلي الشيخ في 95 من العمر أن عصابات حقيقية تتحكم في الأسعار و توحي للبائعين برفع الأسعار مختلقة ضغوط عليهم و أقولها بعض التجار يصلحون ليكونوا مستقبلي ساكني جحيم سقر...
مهمة وزارة التجارة النزول بثقلها لتأديب بسنوات سجن و تغريم كل من يرفع الأسعار بشكل تشحن بعض النفوس بنقمة عملاقة ستتحول إلي طوفان و ليس حراك...إن إستمرت الأوضاع علي ما هي عليه.
لهذا رسالتنا للسيد الوزير المعين حديثا الإنتباه إلي الألغام التي تزرعها وزارته بعدم ضربها بيد من حديد علي التجار و جشعهم و طمعهم و من خلفهم عصابات شيطانية.