(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 25 تشرين1/أكتوير 2016 10:50

وحدة مترامية الأطراف

كتبه  عفاف عنيبة

مقارنة بالماضي القريب، ثلاثين سنة إلي الخلف، كنا لازلنا نعرف طعم النزهة و تصفيف باقات الورد و اللعب مع الحمام في ساحات مدننا و قرانا.

مرعب هذا الشعور الذي يتملكنا و نحن نكاد لا نرفع أعيننا عن شاشة النقال، لوحة الإيباد و الحاسوب،  تلفنا وحدة مترامية الأطراف و المخرج قصير المدي، ساعة نمضيها في عجلة من أمرنا لنعود و نتسمر مرة ثانية و ثالثة و هكذا حتي تنطبق جفوننا تعبا.

ما الذي يجعلنا نصرف نظر عن الطبيعة من حولنا و كيف نقابل بعضنا البعض برسائل إلكترونية جافة؟

أين هو التواصل المفعم بالنشاط و المحبة ؟ نصبح و نمسي و لا نعرف عن محيطنا سوي ما نلتقطه علي شبكات التواصل الإجتماعي. نظن خطأ أن العزلة التي نسبح فيها طوال اليوم، باب سحري ينفتح علي عوالم مجهولة. أخفي عنا فضولنا أفراح الروح و أستبدلنا الضوء الطبيعي بأشعة إصطناعية تتلف البصر.

كل همنا أن نعرف ما الذي يجري علي آلاف الكيلومترات منا و نجهل كل شيء عما يحدث علي أمتار منا. نراهن علي عالم إفتراضي و لا نعبأ بالفرص المتاحة في واقعنا المباشر، متي تنجلي غيوم الإنبهار لتصبح إطلالتنا حقيقية ؟ متي نطلق الجمود لنسعي إلي العيش في أبعاد مألوفة ؟ يرافقنا الأمل في غد أفضل، صانعين لمصيرنا، مؤثرين غير منفعلين. 

هل ستظل هذه الأمنيات حبيسة السطور أم أنها قابلة للتحول في يوم ما قريب ؟

لا ندري، الأكيد أنه آن الآوان لمراجعة ذاتية جادة، فتغريدة التويتر صامتة بينما أصوات البلابل علي أغصان الأشجار نداء حي و ساحر، مذكرة إيانا بعظمة الخالق و ضآلة المخلوق. أي كانت إغراءات الشبكة العنكبوتية، تحيلنا إحتياجاتنا إلي مجالنا الخاص و العمل ضمن مساحة حرية أفضل بكثير مما يتيحه لنا العالم الآخر، فضاء وهمي لانهائي.

قراءة 1837 مرات آخر تعديل على الخميس, 03 تشرين2/نوفمبر 2016 11:10