(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 06 أيار 2017 15:15

شجرة طوبي مشهد حلقة 12

كتبه  عفاف عنيبة

و قد كانت فرصة سانحة لنا بعد إنتهاء تدخل الدكتور لمناقشة دور الإعلام و كيف أن إعلام مستقل و حيادي كفيل بأن ينقل الحقيقة كما هي و كم نحن في أمس الحاجة إلي مثل هذا الإعلام.

-فإيران بالذات يهمها أن ينظر لها بحيادية بعيدا عن لغط المغرضين، قالت لنا أخت عراقية كريمة، مضيفة :

من الأفضل ان لا يقع تسويق الدور الإيراني من خلال وسائل إعلامها و إنما من أطراف يشهد لها بالإستقلالية و المهنية.

تساءلت بين نفسي "أين هي وسائل الإعلام هذه ؟" علمتني تجربة السفر أن لا أحكم علي شيء أو شخص بدون سابق معرفة مباشرة به و ليس كل أحد بإمكانه أن يسافر إلي إيران و من لا يحمل نفسه عناء البحث و التمحيص من أين له المعرفة الصحيحة ؟ فنحن و أقولها بمرارة نقبل علي كل ما هو جاهز من الأكل الجاهز  إلي الخبر الجاهز، هذا و الديمقراطية و الإعلام علي السواء يخدمان من يدفع لهما أكثر.

من سنين عدة و أنا أقرأ التشكيك و الطعن في مصداقية الحكومات الإيرانية المتعاقبة تجاه قضية جوهرية مثل قضية فلسطين، لماذا الإنزعاج من مساهمة إيرانية فعالة في نصرة فلسطين بالسلاح و ليس بالقمم الفارغة و معاهدات الإستسلام ؟

طبعا الكل يدين إستراتيجية إيران في التوسع و الهيمنة و لا أحد يعترف بانه يحق لإيران ان تكون لديها إستراتيجية خاصة في المجال الأمني، فلا بد لنا أن نتذكر حرب الثماني السنوات التي جرت بين العراق المعتدي و بين إيران المعتدي عليها. فالمسؤولون الإيرانيون لا يرغبون في حضور أمريكي قوي عبر عساكره في الخليج و عبر إتفاقيات أمنية مع العراق.

في نهاية اليوم، إستأذنا في زيارة الطبيب، فالحالة الصحية لأختي أمال لم تتحسن، فأوصت منال المترجم الذي إستقبلنا في اليوم الأول بأخذ الدكتورة إلي عيادة حكومية غير بعيدة عن مقر إقامتنا. رافقتها و قد كنت أريد ان أري عن قرب الخدمات الصحية العمومية في إيران، و لم نذهب بعيدا، بعد عشرة دقائق مشي وصلنا. كان الليل قد خيم و قد دخلنا إلي قاعة إستقبال، أول شيء جذب إنتباهي، أصوات الفريق الطبي و المرضي الخافتة، و النظافة الشديدة التي عمت أرجاء المكان. هذا  و سرعة إستجابة مكتب الإستعلامات للمرضي الوافدين بحيث عملية التوجيه المنضبطة تطمئن المريض و مرافقيه، أن حالته ستجد العناية و الإهتمام من الطبيب و هذا ما تجسد فعليا في حالة أختي الدكتورة امال شواكري. بعد إنتظار قصير، جاء الطبيب و توجهنا إلي مكتبه، بعد وصف دقيق لحالتها أوصي لها بالدواء. و قام المترجم بإقتناء الدواء من صيدلية العيادة دون أدني تأخير.

و نحن في طريق العودة، قيمت أداء الممرضين و الأطباء الإنساني و كيف كانوا يتعاملون بمنتهي الإجترام و الإهتمام مع المريض، فمثل هذه المعاملة أعدها نصف العلاج بينما ما نعانيه في بلادنا، هو الإفلاس الأخلاقي. فلا أحد في وزارة الصحة الجزائرية كلف نفسه عناء تحليل الأداء المهني و معاينة أسباب رداءته، فكليات الطب في بلادنا أخفقت قيميا في تخريج جيل من أطباء رحمانيين.

قراءة 1455 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 24 تشرين1/أكتوير 2017 16:59