(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 14 تموز/يوليو 2018 12:14

الثورة الصناعية الثالثة و خروجنا من التاريخ

كتبه  عفاف عنيبة

من عدة أسابيع، أهداني أخي كتاب جيريمي ريفكن الصادر في ٢٠١١ بعنوان "الثورة الصناعية الثالثة"

في أول ايّام رمضان المعظم بدأت قراءته.

كوني معتادة علي اُسلوب الخبير المستشار ريفكن غصت في قلب الثورة الصناعية الثالثة التي تبشر بنهاية عهد الطاقة الأحفورية من نفط و غاز و بداية عصر جديد نراهن فيه علي التصالح مع الطبيعة باعتماد مختلف انواع الطاقة الخضراء من رياح ، مياه جوفية ساخنة الي أشعة الشمس الي فصل مكون الهيدروجين عن بقية المواد الملتحم بها.

كنت اطالع و بين عيني وضعنا البائس في عالمنا العربي، لم نضع اقدامنا بعد في الثورة الصناعية الثانية فكيف بالثالثة ؟ هذا و قد أشاد مؤلف الكتاب الامريكي بنباهة و ذكاء الاتحاد الأوروبي في توظيف كل امكاناته للحد من انبعاث ثاني غاز أوكسيد الكربون و التحضير فعليا في الميدان لتجاوز عتبة الثورة الصناعية الثانية و دخول الثالثة، و هذا بنهج خطة عمل مبتكرة تجمع بين الأعمدة الخمسة للثورة الصناعية الثالثة :

١-الانتقال الي الطاقة المتجددة

٢- اعادة تجهيز كل العقار بانظمة انتاج طاقة نظيفة و خضراء

٣-وضع في كل عقار تكنولوجيا الهيدروجين و وسائل لتخزينه

٤-استعمال الانترنت لتحويل الشبكة الكهربائية  الي شبكة ذكية

٥-اعادة تجهيز أسطول وسائل النقل ببطاريات قابلة للاحتراق او طاقة كهربائية و التي تزودها مراكز توليد الطاقة الموجودة في كل بناية

بفضل قيادتها المحنكة و علي رأسها إنجيلنا ميركيل و هي فيزيائية قبل ان تمتهن السياسة، قررت أوروبا عدم انتظار أمريكا في الذهاب الي خيار الطاقة الخضراء بالنظر الي حجم الخسائر الفادحة التي انعكست علي التوازن البيئي لكوكبنا الارض.

شرح ريفكين في كتابه هذا ضرورة كسر حاجز الخوف من المجهول و الفرار من المصير المحتوم إذا ما بقي الحال علي ما هو و التسريع من وتيرة التخلص من سلبيات الثورة الصناعية الثانية و تبني خيار اعمال العقل و الفكر في كل ما من شأنه ان يحفظ الانسانية من الهلاك و هذا بدون التصادم مع الطبيعة.

هذا و لعلم القراء الكرام مدة الإنتقال من عصر صناعة النفط إلي زمن الطاقة الخضراء لن يستغرق أكثر من خمسين سنة، و قد بدأت الشركات العالمية الكبري مثل سيمنس الألمانية الخوض في مجال توليد الطاقة النظيفة بل غامرت دول مثل إسبانيا و أوجدت حديقة "ولقا" و هي حديقة ذات طابع علمي و تكنولوجيا المحيط الحيوي، تحتمي بها مراكز البحث التطبيقية للجامعات و شركات فتية لتكنولوجيات متقدمة و شركات مختصة في النشاطات الصناعية و التجارية للثورة الصناعية الثالثة.

و هذه الحديقة تنتج الطاقة المتجددة التي تحتاجها، و تعتبر نموذج يحتذي به في أوروبا و العالم بأكلمه.

هذا و الثورة الصناعية الثالثة ستقضي علي نموذج إتخاذ القرارات السائد في عالمنا حاليا و عوض أن تصدر القرارت بشكل عمودي من فوق إلي أسفل، ستكون أفقية بحيث يتمكن أكبر قدر من الناس من التشاور فيما بينهم  و التوصل إلي صيغة توافقية تتيح لهم المشاركة في صنع القرار و تطبيقه، و هذا سيعزز الحس بالمسؤولية لدي العامة.

قراءة 1194 مرات آخر تعديل على السبت, 18 شباط/فبراير 2023 11:53