(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 17 تشرين1/أكتوير 2020 20:39

أين نية الإخلاص لله في العمل و في طلب العلم ؟

كتبه  عفاف عنيبة

من ثلاث سنوات كنت اقرأ كتاب لأستاذ جامعي في علم الإجتماع و طوال صفحات الكتاب لمست عدة مرات علمانية الرجل و معارضته لتعاليم الإسلام  الأخلاقية ؟

و بعد إنتهائي من مطالعتي للكتاب القيم، غنمت منه الكثير من المعلومات المفيدة عن طبيعة المجتمع الجزائري الغارق في نمط معيشة تحكمها الأهواء أكثر منها تقوي الله، قمت بتدوين هذه الملاحظة :

"عجيب يبدو لي أن هذا الأستاذ الجامعي جمع حصيلة علمه في كتاب قيم لكن ظاهر من مؤلفه هذا أنه عند طلبه لهذا العلم و أثناء بحثه و إجتهاده، لم ينوي ذلك  خالصا لله."

و هنا أريد فتح قوس لأتحدث عن قضية جوهرية بالنسبة لي تحدد مسار نهضتنا كمسملين :

كل ما هو حق و جميل و مفيد علي مدار تاريخ إزدهار حضارة الإسلام كان مبنيا علي نية الإخلاص لله و دشن هذا التوكل الحق خاتم الأنبياء و الرسل محمد عليه و علي آله الصلاة و السلام.

إجتهد في تبليغ رسالة الإسلام لله و بإخلاص شديد لا يماثله أحد فيه و أحب الرسل إلي الله هو محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام.

فنية المسلم، الفيصل الذي يحسم القبول أو الرفض من الله عز و جل للعمل و أي عمل أو جهد يقوم به. فكيف بنا نصبح و نمسي و نحن لا ننوي شيء من أعمالنا لله بل يشوب عملنا و طلبنا للعلم الكثير من الشوائب التي تفسد علمنا شكلا و محتوي، فينعكس ذلك سلبا علي دورنا في الوجود.

نحن اليوم، كل ما حولنا من إجتهاد و إتقان حضارات غير حضارتنا، فنحن لم نستقل أبدا بإرادتنا الخيرة غداة خروج عساكر الغرب من أراضينا بل غرقنا في مستنقع النفس الأمارة بالسوء و الهوي يتدخل في كل أفعالنا بعيدا عن خشية الله و عبادته العبادة الحقة.

(إنَّها النيَّة، ذلك الفعل القلبيُّ، الذي لا يراه أحد إلاَّ الله سبحانه و تعالى إنَّها النيَّة، التي بمقتضاها يكون الجزاء: إمَّا ثواب، و إمَّا عقاب، إنَّها النيَّة، التي نغفل عنها في تعبُّدِنا و سائر أعمالنا، فلعلَّنا نخسر كثيرًا مِن ثواب أعمالنا، بسبب أنَّنا لا نستحضر نيَّتنا حين الفعل، فنؤدي بآلية، تَفتقِد إلى الخشوع، و تَفتقر إلى الرُّوح الإيمانيَّة، فنُلقي بأعمالنا إلى خواء، و نُضيِّعها و نحن لا نشعر.)*1

فمتي سنستفيق و متي نتوب و متي يتوقف السفهاء بيننا من فرض علينا عملا بلا نية لله و علما بلا إخلاص لله ؟

فالقاعدة الثابتة عبر الزمان و المكان في هذا الوجود إنبنت وفق هذا المنظور الإلهي "لن يفلح عبد أو أمة إن لم يستقيما و لم يخافا الله و لم ينويا أي عمل و أي فعل من أفعالهم خالصا لله."

فمهما فعل الإنسان لبلوغ مرامه لن يذهب بعيدا إن كان يفتقر عمله نية الفعل لله، مهما سيحصل للمسلم من خير و مال و جاه، فكل ذلك هباء فلا شيء يدوم في هذه الدنيا و الحصاد الحقيقي، ذلك الذي ينتظرنا في دار القرار يوم الحساب.

فحال مسلم هذا الزمان مثل ذلك الشخص الذي يتوهم ببناءه قصر من ماء علي صفحة البحر كأن بنيانه ذاك قائم علي قواعد صلبة و هو ماء في ماء علي ماء...

 

 

*1 https://www.alukah.net/publications_competitions/0/5622/

قراءة 622 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 20 تموز/يوليو 2021 09:27