قرأت هذا المقطع من تعليق قاريء فرنسي لجريدة فرنسية "لست أفهم ما هي رسالة صاحب المقالة، هل يريد تمرير لنا هذه الفكرة :لا بأس من الهجرة الغير الشرعية ما دام المهاجر الغير الشرعي يريد عمل محترم و هو يعمل بجد للعودة إلي بلده الأصلي ؟ في إعتقادي أي كانت دوافع هذا الشخص، فهو مخالف لقوانين فرنسا و لا مكان له بيننا ".
لم أفهم بدوري المغزي من إعطاء الكلمة لشاب ترك بلده بحثا عن لقمة عيش في غرب متأزم و الصورة التي دخل بها أوروبا تضر بالمسلمين أكثر من أي وقت مضي و تلك القناعة الساذجة التي تقول بأن المهاجر الغير الشرعي ضروري فهو لا يتكبر علي العمل و يقبل أي شيء إستهانة بكرامة الإنسان أولا و أخيرا.
من أسابيع فقط إستمعت لبوح مهاجرة : "ندمت علي مغادرتي للجزائر، هناك في فرنسا كل شيء قائم علي المنفعة المادية و لا وجود لذلك الدفيء الذي نشعر به و نحن محاطين بأقاربنا و أفراد العائلة."
فمن غير المفهوم كما قال مواطن فرنسي عاش في شمال إفريقيا ترك بلاد غنية بمواردها البشرية و المادية لنهج طريق محفوفة بالمخاطر من اجل أجرة لن تخفي الغربة و عداء المواطنين الأصليين.
فأي كانت الأوضاع في الغرب فليس كل شيء علي ما يرام و الإنسان في بلده مدعو لتفعيل وجوده فأي كان مستوي التخلف نحن قادرين علي تجاوزه، المطلوب الكثير من الإيمان و الثقة بالنفس. هذا و من الطبيعي الإصطدام بالصعوبات و الغير الطبيعي الهروب و عدم مواجهتها، فالتصدي للعراقيل له معني في ارضنا و أما في الغرب فأي كان عملك و إجتهادك فأنت غريب و كل ما تقوم به لا قيمة له في ميزان التفوق الحضاري الغربي.