(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 25 تموز/يوليو 2021 10:02

الإستشارة الإجتماعية و النهي عن المنكر

كتبه  عفاف عنيبة

من مدة معينة لاحظت ان بعض المستشارين الإجتماعيين يصبون الزيت علي النار بتبرير إنحراف بعض أصحاب الإستشارة، لهذا إرتايت كتابة هذه المقالة لتصحيح توجه سينتهي بنا إلي الهاوية إن إستمرينا فيه.

عادة من يطلب الإستشارة يشرح وضعيته الإجتماعية و النفسية و في حالات يعترف بإرتكابه لموبقات و معاصي و يبحث عن نصيحة تنقذه مما هو فيه. و من المعلوم أن يلقي توجيه من المستشار الإجتماعي يؤنبه علي إنحرافه و يشجعه علي التوبة و يبين له الخطوات المنقذة له و الواجب الإلتزام بها، أما أن يجد إنحرافه تفهم المستشار بل أن يقول له ما يلي : "من الطبيعي إنحرافك و قد عشت تلك الظروف العائلية الصعبة منذ طفولتك، فلا تلوم نفسك و عليك بكذا و كذا ..." فمثل هذا الكلام يشجع كل أحد علي تبرير إنحرافه و هذا غير مقبول فلا بد أن نبين للسائل مدي عظم المعصية التي إرتكبها و أنه ينبغي أن يبادر سريعا إلي التوبة و إصلاح أحواله منبهين إياه :"ظروفه الشخصية أي كانت دقتها و صعوبتها فليست عذرا للمعصية."

فإما أن يضطلع المستشار الإجتماعي بدوره طبقا لأحكام ديننا الحنيف و إما عليه أن يبحث عن عمل آخر، كي لا يضر أفراد مجتمع تائهين. نحن لسنا في حاجة لمزيد من الزيغ و الإنحراف، فمهمة مثل هؤلاء، أخذ بأيدي أصحاب المشاكل فليصدقوا معهم في النصيحة و لا يبيعونهم الوهم...فالله عز و جل لم يرخص للمعصية بأي شكل من الأشكال.

كل أحد مبتلي في ماله و صحته و عائلته و الإبتلاء في ذاته ليس عذرا للإنحراف الأخلاقي، فلنتقي الله في عباده و لنعينهم علي الصلاح و الفلاح عوض أن نشبعهم مغاطات. علي كل شخص يعاني أن يعود إلي الله أولا و أخيرا و أن يضع ثقته في الله و يترفع عن الخطيئة و الوقوع في المعصية، هكذا يتقبل منه خالقه تعالي و يرفع عنه المحنة و ييسر له أموره، فالصبر مفتاح الفرج عند العسر و الشدة. و من دون صبر و الإحتساب فسهل علي ضعاف النفوس الإنحراف.

يهمنا حث الناس علي تصحيح عقيدتهم و تفعيل إيمانهم ليعيشونه سلوك عوض الشكوي و اللجوء السهل إلي المعاصي و الكبائر. هذا و الإنحراف الأخلاقي لن يحل مشاكل الفرد بل يعقدها أكثرـ فماذا سيكون قد كسب حينها سوي الخسران المبين...

و لنعمل بهدي رسول الحق عليه أفضل الصلاة و السلام :

ما رواه مسلم في صحيحه عن تَميمٍ ابن أَوْسٍ الدَّاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلهِ وَ لِكِتَابِهِ وَ لِرَسُولِهِ وَلِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَ عَامَّتِهِمْ» (صحيح مسلم؛ برقم: [55]).*

و النَّصيحة لعامة المسلمين؛ أن يحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسه، و إرشادهم إلى مصالحهم، و تعليمهم أمور دينهم و دنياهم، و سَتْر عَوْراتِهم، و نُصْرَتُهم على أعدائهم، و الذبُّ عنهم، و مُجانبة الغشِّ و الحسد لهم، و ردُّ من زاغ منهم عن الحقِّ بالتلطُّف، و الرِّفق في الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر محبّةً لإزالة فسادهم...*


 

*https://ar.islamway.net/article/60031/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%AD-%D9%84%D9%83%D9%84-%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85

 

قراءة 589 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 28 تموز/يوليو 2021 09:26