(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 25 أيلول/سبتمبر 2021 09:06

هل نحن في حاجة كمسلمين إلي الحزبية ؟

كتبه  عفاف عنيبة

في الصدر الأول للمسلمين كان نظام الحكم قائم علي مبدأ إستخلاف الرب تعالي في العباد و الأرض.

و هذا المبدأ لم يمنح الخليفة معصومية بل كان الخلفاء الأربعة الراشدين يحكمون وفق مبدأ آخر : الإستشارة، ما خاب من إستشار.

و كان العمل بالمشورة أمر مفروغ منه لدي الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم و طبعا عملا بتقليد سيدنا عمر رضوان الله عليه كان يقبل الخليفة تصويب العامة له عندما يؤم بالناس في مختلف المناسبات.

و لا نقارن بين عوام المسلمين في الصدر الأول من تاريخ الإسلام و عوام هذا الزمان، لهذا اسمح لنفسي بطرح هذا السؤال :

هل عرف زمن الخلفاء الراشدين ظاهرة الحزبية أي تكوين تيار معين بتصور و مشروع معين لحزب و جمع المناضلين و خوض الإنتخابات لإحتلال مقاعد في البرلمان و مناصب في السلطة التنفيذية ؟

طبعا لا، لماذا ؟

لأن مبدأ الخلافة يعطي الصلاحية لعلماء الأمة و المستشارين في تصويب الخليفة أو الرئيس بمفهومه العصري إن أخطأ أو إستبد، و أي خليفة ملزم بتطبيق نموذج المجتمع المسلم الذي جاء به رسول الحق عليه الصلاة و السلام. فلا وجود لتيارات فكرية و إيديولوجية تبحث عن فرض تصورها للمجتمع المسلم، و لا وجود أيضا لنماذج متعددة للمجتمع المسلم بإعتبار تطبيق الشريعة يرافقه الحكم بالعدل وفق ظروف الزمكانية لكل خليفة أو رئيس.

فيا تري ؟

هل نحن اليوم في حاجة إلي الحزبية ؟ مع العلم أن لدينا أحزاب علمانية و ملحدة و عنصرية و و... و كل هذه الأحزاب لا نعتبرها إضافة مفيدة لمجتمعاتنا.

كمسلمين نحتاج إل حكم عادل نحتكم فيه إلي قضاء مستقل يعمل بشرع الله أولا و أخيرا و أما تحويل واقعنا إلي صراع علي السلطة من أحزاب ذات برامج متنافرة يقودنا حتما إلي تصادم و هذا ما نعيشه في اليمن مثلا.

هل الجماهير تتوق إلي العيش الكريم أو الي تناطح الأحزاب في البرلمانات ؟

ثم لماذا نسخ تجربة الغرب في تنظيم الجهة المشرعة في دولهم و المعلوم لدينا من يشرع هو الله و ليس عباده.

 

قراءة 549 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 06 تشرين1/أكتوير 2021 09:22