(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 14 كانون2/يناير 2015 10:49

عراق طفل

كتبه  الأستاذة مها راجح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كـَبـِرتُ في هذه المدينة ..ذكرَاها لن تذوب أبداً في داخلي..

ستظل تُعذبني مثل ترنيمة رتيبة لها صدى خاص تـُفاجؤني كل صباح.

كانت العصافير تنتفض و تصطخب فوق أسيجة مزارعها المملوءة بالنخيل التي تشم رائحة جذوعها حينما تُصهدها الشمس طوال النهار ..

بيوتها الصغيرة الدافئة تُشرق وراء أبوابها أمهات يخبزن العجين ..و يُسخنّ حليب أطفالهن اللذين يتجولون حول الأزقة يلعبون..وجوههم الصغيرة تحمِل صفو البراءة ..العالم بالنسبة لهم ساحة لُعب ..كنا نكره اقتراب ِالليل لأنه يُؤجـِّل الفرح إلى الغد..ذلك الغد الذي نصحو فيه على رائحة خبز التنـّور و رائحة الزعتر مع أكواب الشاي و الحليب ..و هكذا يتجددُ يومنا..نضع رؤوسنا على وسائد نظيفة و نحلُم..

مـرّت أكثر من عشر سنوات منذ لعِبنا في هذه الشوارع التي تبدو لنا كمهدٍ للذهب ..الآن..نرى أعشاب ضارة تتفجـّر خلال الشقوق في الشوارع و أرصفتها...البيوت الدافِئة لم تعُد تحتضِن بأمهاتٍ آمنات ..و لا بأطفالٍ سعداء ..ضاقت الدروب .. بل أضحَت كالملاجيء من قسوةِ الإنفجارات مرة للهجوم و مرة للإنتقام..خلفت سَديماً طويلاً..منعت دِفء الشمس من السطوع ..تركت نوافذاً مُحطمة و خزانات مِياه جَافة و آثار دمارالإنتقام مخلفاً عالماً مأساويا تحول لمصحةٍ عقلية و مستشفى و سجون ..

وهكذا وجَدتُ مدينتي التي يَحتضِنها نهرين امتلآ بالرصاصِ تـَقِفُ مُرتبكة ..حَزينة حين وَضعت ثِقتها في وعود تَرنمَت بإيقاع ِالخديعة .

الرابط:

 

http://www.arabicstory.net/index.php?p=text&tid=21066

 

قراءة 1979 مرات آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 09:44