(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 06 أيار 2014 07:25

نصيحة من أميرة زمانها

كتبه  الدكتور خاطر الشافعي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

على ضوء الشموع، تأبطَتْ ذكرياتها الجميلة، بعد أن نفضت عن عاتقها هَمَّ النهار، و أخذت تُحَمْلِق في المرآة باحثةً عن صورتها، و بالكاد تمخضت الصورة عن "بقايا إنسان" لإفزاعها، كَمِ السنون التي انقضت كما البرق؟ و أدركت أن ربيع العمر قد ولَّي، و أن أحلامها تؤذِن بالرحيل، فانهمرت سيول الأسئلة الضاغطة على جدار العمر: أهذه أنا؟!

أم أنَّ مرآتي كاذبة؟!

تذكَّرَت كيف كانت كل العيون تلاحقها؟ و هي أميرة زمانها، ولم يَدُرْ بِخَلَدِها أبدًا أنَّ لكل زمان أميرته، فانقضت السنون، و دارت رَحَى الأيام تسحق بلا هوادة ملامح الأميرة، و حُلْم الفارس المغوار و حصانه الأبيض يملأ منها القلب و الخاطر، و ما دَرَتْ أنه بمرور الأيام تذبُل الزهور، و تتقلص الفرصة، بعدما اعتَلَت عَتَبَاتِ الإمارة أخرياتٌ، فعجَلَة الزمان لا تكُفُّ عن الدوران!

و كما يسيل الشمع الدافئ، سالت على خدّها دمعة حزينة، و رأت أن تكتب لبنات جنسها نصيحَتَها قبل أن تذوب الشمعة، و يرحل ما بقي من ضوءٍ مع ما بقي من حلم.

أمسَكَت بآخِرِ أوراق خريفها، و بدأت الكتابة:

أختي الغالية:

مع أني لم أرَك، و لم أعرفْك، إلا أنني أهمس في أذنك بنصيحة: لا يُغَرَّك شبابك، و امنحي نفسك فرصة الاستقرار على اختيار، ليس بالضرورة أن يكون مثاليًّا، بل على الأقل لا يتنافى مع عُرفٍ أو شرع، فالكمال لله وحده، و الأصل في الزواج شراكة بها تكتمل الحياة، و ما لا يُدرَك كله لا يُترَك كله.

التوقيع

من كانت يومًا أميرة زمانها

أمسَكَت الورقة برفق، و بلَّلَتْها بدمعة حزينة، وتَمَنَّت - و هي تلقيها من نافذة الحجرة - أن تتلقفها يد إحدى أميرات الزمان!



رابط الموضوعhttp://www.alukah.net/Literature_Language/0/64656/#ixzz2zhznhVkG

قراءة 2051 مرات آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 09:22