(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 12 تشرين2/نوفمبر 2015 08:34

نحن الرياحين ...

كتبه  أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في الحديث الذي رواه مسلم يقول النبي صلى الله عليه و سلم: " من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا و هو كهاتين و ضم أصابعه " و في سنن ابن ماجه و حسنه الألباني قال صلى الله عليه و سلم " ما من رجل تدرك له ابنتان فيحسن إليهما، ما صحبتاه أو صحبهما، إلا أدخلتاه الجنة. "

و لعظيم هذا الأجر تستحق تربية البنات أن يوليها الآباء عناية كبيرة خاصة إذا تيقنا بالعاقبة السيئة على الفرد و المجتمع إن أهمل في تلك التربية.

إذن تربية البنت بالأخص في ديننا الحنيف، هي مسؤولية كبيرة واقعة على الأم و الأب معًا، رغم أننا ندرك كذلك أن الأم هي المحرك الأول لابنتها، بما تتلقاه منها من أخلاق و دين و سلوك، فهي الأم المستقبلية التي تقوم عليها ركائز اسرتها مثلما قامت على سابقاتها...

أمنية كل أم مربية مسلمة، أن تكون ابنتها من اللواتي تحصلوا على العلم الغزير، تعيش بالإسلام و للإسلام.
و سيـبـقـى ذلك مجرد حلم للأم التي تظن أن الأمومة تتمثل في الإنجاب، فتجعل دورها لا يتعدى دور آلـــة التفريخ...! أو سيبقى عبارة عن رغبات و أماني لأم تجعل همها إشباع معدة أبناءها؛ فكأنها قد رضـيـت أن تجعل مهمتها أشبه بمهمة من يقوم بتسمين العجول...! و تلك الأم التي تحيط أبناءها بالحب و الحنان و التدليل و تلبية كل ما يريدون من مطالب سواء الصالح منها أو الطالح، فـهـي أول مــن يكتوي بنار الأهواء التي قد تلتهم ما في جعبتها من مال، و ما في قلبها من قيم، و مـــا في ضميرها من أواصر؛ فإذا بابنها يبعثر ثروتها، و يهزأ بالمثل العليا و الأخلاق النبيلة، و يقطع ما أمر الله به أن يوصل.

فالأم المسلمة بالتحديد، أصبح اليوم مطلوب منها الكثير من العلم و الوعي و التفكير و التفهم، لتصل بتربيتها لأبنائها لبر الأمان، خاصة و هي في زمن غير زمانها، زمن تغيرت فيه المفاهيم و كل المقاييس، و لعلها بالأمس كان يساعدها البيت المحافظ على الأخلاق الحميدة، و كانت تساعدها المدرسة و المعلم، بل كان يساعدها الجد و الجدة أو بعض الأعمام و الأخوال، و لكن اليوم تغيرت كل تلك المقاييس.

علماً بأن النصائح لن تجدي إن لم تكن الأم قدوة حسنة، فيجب أن لا تدعو البنت لمكرمة، و هي تعمل بخلافها. و إلا فكيـف تطلب منه لساناً عفيفاً، و هـي لا تسمع منها إلا الشتائم و الكلمات الـنـابـيـــة تـنـهـال عليها؟! و كيف تطلب منها احترام الوقت، و هي ـ تمضي معظم وقتها في ارتياد الأسواق، و الثرثرة في الهاتف، أو تهدره في مشاهدة المسلسلات التي ضرره أكبر من نفعها ؟! و كيف تطلب منها الستر في اللباس، و هي تراها لا تلبس اللباس المحتشم خاصة عند خروجها للتبضع، عليها إذن أن تستلهم مجموعة من الأخلاق الطيبة من التعاليم الإسلامية و تحرص على التحلي بها، و مراعاتها داخل البيت و خارجه، حتى تراها ابنتها ماثلة أمامها كل يوم، فتألفها و تتشبع بها و تنشأ عليها إذ التربية المؤثرة تعتمد على الأفعال أكثر من اعتمادها على الأقوال.

و لا ننسى طبعا دور الأب، إذ له عند البنت مكانة خاصة، و قد جاء في المثل العربية أن " كل بنت بأبيها معجبة" خاصة في مراهقتها، حيث أن توفيره للأمان النفسي لابنته أهم بكثير من الأمان المادي، و حينما يقصر في ذلك، و تشعر البنت أنها قد افتقدت ذلك النوع من الأمان عند أبيها، و في بيت أسرتها ستطلبه خارجه، فتتلقفها الأيدي الكاذبة الخادعة الماكرة ذات المنطق المعسول و ما أكثرها، و حينها لا يلومن الأب إلا نفسه بعد فوات الأوان، و يكون هو الذي دفع ابنته للانحراف بسبب سلوكه ذلك و تقصير في النهوض بمسؤولياته.

و في سيرة النبي صلى الله عليه و سلم، و في تعامله مع بناته ما يؤكد ذلك، فقد كان يعظم شأن بناته، و يشعرهن بوافر حبه و رحمته بهن، فها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها توضح ذلك فتقول: ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً و هدياً و دلاً برسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ من فاطمة رضي الله عنها، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها و قبَّلها و أجلسها في مجلسه، و كان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبَّلته و أجلسته في مجلسها. رواه أبو داود والترمذي

قراءة 1671 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 08:15