(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 11 آب/أغسطس 2016 09:57

لا تدعوا الإسراف يحيل أفراح أعراسنا إلى أتراح...

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مع دخول موسم فصل الصيف تبدأ مواسم الأعراس و ما تفرضه من ترتيبات، و توجبه من نفقات، بدا من لوازم الخطبة و انتهاء بتكاليف حفل الزفاف نفسه، و يترتب على ذلك عدة أمور نذكر منها تجهيزات العروس و منها ما يسمى (تصديرة العروس) و التي لا يخفى على أحد ما تشتمل عليه من الألبسة و الذهب و المجوهرات و الاكسسوارات المختلفة الأنواع، و من تجهيزات البيوت أو ما يسمى كذلك (بتفريشة العروسة) والتي تنقل معها تقريبا نصف متجر إلى بيت الزوجية ...ثم الحلويات على كل الأشكال و الأنواع  بكميات كبيرة و ثمنها الذي يفوق الخيال، و التحضيرات اللازمة لإقامة االعرس..و استئجار لقاعات الحفلات و التي لا بد أن تكون فخمة و في غاية الجمال، و هذا طبعا له تكاليفه المادية الباهضة، و كل هذا لا يتوفر بسهولة، و إنما تتطلب بذل المبالغ الطائلة التي قد تفرض على هذا الطرف و ذاك اللجوء إلى الاستدانة....

اليوم نقول ما استخلصناه من أعراس كانت في سنين مضت، عايشتها أمهاتنا و جداتنا التي كانت تبدو لنا بسيطة في مظهرها، لأنها خلت من البهرج و الأبهة، و كل ما يشير إلى حب الظهور، فنعجب لتطلع الأسر اليوم إلى ما هو أفضل و أجمل و أفخم و أبهظ ثمنا، و ذلك كله حتى تتفادى كلام الناس من أهل و جيران، الذين تظن أنهم سيسخرون منها إن هي لم تنفق بسخاء على الزفاف و لو بلغ الإنفاق حد السرف...

و ها هو الزفاف قد تم، و انتقل العروسان إلى بيت الزوجية، و ها هما يصطدمان بواقع مرير، إذ يكتشفان أنهما مكبلين بديون طائلة ترهق كاهليهما، و عليهما أن يقترا على نفسيهما أشد التقتير، ليتمكنا من سدادها، و ها هي الشهور و الأعوام تتوالى، و تنفتح لهما أبواب إنفاق جديدة، لا مناص منها و لا محيد عنها، فقد رزقا أولادا و للأولاد تكاليفهم، و هكذا كلما تقدمت بهم الأيام ازدادت أعباؤهم المالية، فيركبهما القلق، و تتولد بينهما أسباب التوتر، حتى تبلغ حد التشنج، و عندها تنفلت الأعصاب، و يقع الطلاق...و هكذا يستحيل ذلك العرس من سبب للفرح إلى علة للترح، و لو أنهما أنفقا بمقدار عليه، لما اضطرا إلى الاقتراض و الاستدانة، و لتمكنا من مسايرة ظروفهما الجديدة بعد أن منّ الله عليهما بالخلفة، و يسعدا بها أيما سعادة، و لما كانت سببا للضغط على أعصابهما، و تشتيت شملهما...

فلنحذر إذن الإسراف في الإنفاق على الأعراس، لمجرد إرضاء الناس، فهم لن يسعفونا بشيء، إذا ما وقعت الفأس بالراس، فأكثرهم قد يكونون ممن يأكلون الملَّة، و يسبون المِلَّة...

قراءة 2136 مرات آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017 21:14