(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 01 أيلول/سبتمبر 2016 08:35

لنوظف التكنولوجيا فيما ينفع ويفيد لا فيما يضر ويبيد...

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن الله سبحانه و تعالى وهب لنا الكثير من النعم الظاهرة و الباطنة، و إنها من أكبر النعم علينا على الاطلاق، فلا بد للمرء منا أن يشكر النعمة بالحفاظ عليها، و يكون شكرها باستعمالها فيما يرضي الله و ليس العكس...

صوَّر الله - سبحانه و تعالى- الأذن بإبداعٍ و تناسُقٍ مُتناهٍ، و بحِكمة لا تتجلَّى إلا له هو – سبحانه - فللأذن وظيفتان أساسيتان، هما: السمع، و حِفظ التوازن.

فالأذن - أوالصيوان – تجمّع الصوت، و تَنقله بشكلٍ ميكانيكي عبر غشاء الطبلة و العُظيمات الثلاث إلى القوقعة في الأذن الداخليَّة، و من ثَمَّ تُحوِّل خلايا القوقعة الصوت إلى نبضات كهربائيَّة، فتُرسله إلى مركز السمع عبر العصب الثامن، و منها إلى الدماغ، فتتحقَّق عمليَّة السمع.

هل هذا الصُّنع العجيب الذي لا يَستطيع أحدٌ أن يفعلَه من أجْل اللعب و اللهو، و سماع المحرَّمات ؟ و عدم الحفاظ عليها، و إتلافها أم من أجْل شيءٍ عظيم ؟ قال تعالى:﴿ وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾الذاريات: 56. نعم هذا صنع الله سبحانه و تعالى.

فلذا كان لزاما على الوالدين أن يراعوا هذا الجانب الهام من هذه الحواس و منها حاسة السمع مع أبنائهم منذ نعومة أظافرهم ...

إن ما نلمسه اليوم من الشباب – من كلا الجنسين – من إقبال على استعمال سماعات الهاتف المحمول التي تلصق بالأذنين في الشارع، في البيت، و في كل مكان، رغم أضرارها الكارثية على حاسة السمع، و رغم استعمالها فيما لا يرضي الله، و رغم تسببها في إهدار الوقت فيما لا يفيد ..و ما ينجم عن استعمالها الدائم و اليومي من أخطار مدمرة تلحق الضرر بالجانب الجسمي و النفسي، فمن الناحية الجسمية تتسبب في إتلاف الجهاز السمعي، كما أنها تعيق مستخدمها عن سماع تنبيهات السيارات و هو يعبر الشارع، مما قد يودي بحياته، أما من الناحية النفسية فإنها تعيق عملية النمو العقلي السليم للفرد لأنها تشغله بالاستماع على الموسيقى و الكلمات الهابطة، عن القراءة و المطالعة و محاورة الغير، أي أنها تحد من تنوع منافذ المعرفة لديه، فيعيق ذلك تفتح ذهنه و نمو عقله...

و يذكر أهل الاختصاص أن هناك الكثير من الأشخاص يجهلون ضرر السماعات في الأذن، و يعتقدون أن أضرارها تقتصر على ضعف السمع فحسب، و في الحقيقة أن أضرارها تصل إلى الرأس، و ذلك بزيادة الشحنات الكهربائية التي تسبب الصرع، و التشنجات في بعض الأحيان ... فالكهرباء الزائدة في المخ أو الرأس تحدث بسبب اختلال وقتي و عدم انتظام في النشاط الطبيعي للدماغ بين الخلايا العصبية للمخ. و الطبيب وحده من يقدر على معرفة كمية و قدر الشحنات الزائدة الموجودة في الدماغ، و يصف العلاج و الدواء المناسب.

إذن نستطيع أن نستنتج أن شباب اليوم بعد مضي عشر سنوات أو أقل يكون قد فقد جزءا من سمعه أو سمعه ككل، و أنه استخدم التكنولوجيا الحديثة فيما يسيء لتكوينه، و شغل نفسه بسفساف الأمور عمّا يفتح ذهنه و يرقي فكره، فلو أنه استعان بها لحفظ كتاب الله، أو سماع الشعر البليغ، أو وظّفها في سماع محاضرات هامة لأعلام الإنسانية في صنوف المعرفة المختلفة،  لكان ذلك أجدى عليه و أنفع له، و لكان في ذلك تعويضا له عن الضرر الذي يلحق سمعه بعد حين من الدهر، لكن أن يستخدمه فيما يضره و لا ينفعه فذلك هو الحمق بعينه أعاذنا الله و إياكم منه...

قراءة 1672 مرات آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017 21:12