(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 18 September 2014 15:01

العمر الشريف

Written by  الأستاذة كريمة عمراوي
Rate this item
(0 votes)

الزمان حجة للإنسان أو عليه، كل يوم يمر و ينقضي هو حجة لصاحبه أو عليه، إما أن ينتفع بساعاته و يقضيها في الطاعات، و إما يقضيها في اللعب  و الّلهو، أو في المعاصي فتكون حجة عليه.

الكل يطلب المزيد من المال و الكل يترخص لكسب المزيد من المال، و هذا من شدّة الحرص، و الحرص على المال له وجهان، الأول: الحرص على جمعه من حله  و ممّا حُرّم.

 الثاني: يكون بعدم إنفاقه في مضانه، و في النفقة الواجبة.

و هذا يكون في أهل الدين، فالكثير من الأفاضل ابتلوا بهذا، يحرصون على عدم إنفاقه في أوجهه المشروعة. إذا هناك ثلاثة أصناف من الناس :

1- الصنف الأول جمع بين الحرصين.

2- الصنف الثاني أبتلي بأحدهما.

3- الصنف الثالث الذين عفاه الله من الحرصين، و هذا الصنف هو من خير الناس، يكتسب المال من وجهه و ينفقه في وجهه. و الحرص على المال يضر و يهلك دين صاحبه، كما جاء في حديث  كعب بن ماك الأنصاري يرفعه للنبي صلى الله عليه و سلم: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لهما من حرص المرء على المال و الشرف لدينه.)

قال الترمذي حسن صحيح.

الحرص في اللغة هو شدّة الإرادة، الحرص على الدين ممدوح و الحرص على الدنيا فيه تفصيل.

متى يكون الحرص على المال مذموما أو ممدوحا ؟

هنا نرجع إلى النصوص، الحرص على المال قد يمدح إذا كان لا يصحبه محرّم، أي لا يكون الحرص على المال حاملا على ارتكاب محرّم أو التقصير في واجب، النصوص جاءت لحفظ الدين، العناية به و الحرص عليه و التحذير من الحرص على المال  و الشرف غاية التحذير، و الحديث دليل على أنّ الحرص حتى على المباح من المال قد يفضي إلى شيء محرّم، إما بالاكتساب و إما بالبخل في النفقة.

إن كان في الحرص إلاّ تضييع العمر الشريف الذي كان يمكن لصاحبه اكتساب الدرجات العلى  و النعيم المقيم و ضيّعه الحريص في كسب المال المضمون المقسوم، و لا يأتيه منه إلا ما قد قسم له، ثم يتركه لغيره  و يرتحل عنه فيبقى حسابه عليه  و نفعه لغيره و يرتحل ثم يتركه لغيره، فيجمعه لمن لا يحمده و يقدمه  لمن لا يعذره. الرزق مقسوم و الحريص محروم.

إنّ خير ما قضيت فيه الأعمار طلب العلم الشرعي الذي تصحّ به العبادة و يستقيم به المسلم على دينه الذي خلقه الله من أجله، و من المعلوم المقرر أنّه لا عبادة صحيحة إلا بعلم صحيح فإن هذا الدين مبناه على أصلين عظيمين هما: الإخلاص لله عزّ و جل في العمل  و المتابعة للنبي صلى الله عليه و سلم فيه.

Read 1784 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 21:27