(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 25 كانون1/ديسمبر 2014 07:51

طوبى لمن كرمت سجاياه

كتبه  الأستاذة قوادري أم وفاء
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 أخلاقنا تيجان على رؤوسنا، متى افتقدناها تهاوت عروشنا، ضاعت ممالكنا و سقطت هيبة سلطاننا. تفرق عنا الحشم، و تجرأ علينا الخدم، فتهنا في دروب وعرة من الذل و الخذلان، و صرنا إلى الهوان، فلا الأرض تقلنا و لا السماء تظلنا.

أخلاقنا حصون تحمي قلاعنا، و دروع واقيات لصدورنا، إن حرصنا على الارتقاء بها كنا في أمان، و سلم لنا الدين و العرض معا.

مدح رب العزة خلق نبيه الكريم (صلى الله عليه و سلم) فقال:{ و إنك لعلى خلق عظيم } القلم/04

و سئلت أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) عن خلقه (عليه الصلاة و السلام) فأجابت :

{ كان خلق نبي الله القرآن } (1)

فهل حرصنا على أن نكون قرآنا يمشي على الأرض بأخلاقنا..؟؟

ليس بعيدا و الله منا ذلك، و لكنها الهمة و الصدق و الإقبال. و من رحمة الله أننا نؤجر على نياتنا

الصادقة، و إن توانى بنا الجهد و إن تخلف منا العمل؛ فالنية أبلغ من العمل، بل كثيرا ما كان

صدق النية سبيل التوفيق إلى أفضل الأعمال و أتمها.

ثم إن مدار الكلام كله في القرآن الكريم، بل و فيما سواه من الشرائع. يدور على محور الأخلاق.

 إذ عليها تتوقف سعادة المرء أو شقاوته في الدارين؛ قال تعالى: { و نفس و ما سواها فألهمها

فجورها و تقواها قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها } (سورة الشمس/7-10)

فالتزكية التي هي تهذيب الأخلاق،  و تربية النفس على الفضائل؛ هي سبيل الفوز و الفلاح.

أما الإعراض عنها - و هو ما عبرت عنه الآية بالتدسية أي التخبئة و التصغير- فذلك نهج

المفلسين السالكين سبيل الخيبة و الخسران. و في الحديث: " المفلس من أمتي من يأتي يوم

 القيامة بصلاة و صيام و زكاة، و يأتي قد شتم هذا، و قذف هذا، و أكل مال هذا، و سفك دم هذا،

و ضرب هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته، و هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل

أن يقتص ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرح عليه، ثم طرح في النار"(2)

فالأخلاق القرآنية كالأشجار المثمرة و الأزهار اليانعة، تحتاج منا إلى كبير رعاية و اهتمام.

 أما السلوكات السيئة، و التصرفات المشينة، فمثلها كالحشائش الضارة،  و الأشواك المؤذية

 تنموا على ضفاف الأودية و المستنقعات.

و لا قيمة عندنا في الإسلام للتدين السلبي، الذي يفتقر صاحبه إلى دماثة الخلق و حسن السيرة.

كقصة المرأة التي كانت تقوم ليلها، و تصوم نهارها،  لكنها تؤذي جيرانها. فسئل  رسول الله

(صلى الله عليه و سلم) فقال :{ لا خير فيها هي في النار }(3)

و الخلق عندنا و الإيمان  يتلازمان و يتكاملان. فيتمم أحدهما الآخر أو ينقصه ، قال عليه

الصلاة و السلام : { أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا } (4)

و ها هي بشرى رسول الله إلينا تزف؛ يعبق طهرها و يفوح أريجها. محفزا إيانا للسمو

الأخلاقي قال (صلى الله عليه و سلم): { إن من أحبكم إلي، و أقربكم مني مجالسا يوم

القيامة؛ أحاسنكم أخلاقا } (5)

فطوبى لمن حسن خلقه و كرمت سجاياه؛ فخفض كنفه و اجتمعت القلوب على محبته.

1)رواه مسلم

2)صحيح الترمذي   

3) أخرجه الحاكم/ والإمام أحمد

4)رواه الترمذي/

حسن صحيح

5)رواه الترمذي/حسن

قراءة 1510 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 09:37