(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 03 تموز/يوليو 2017 15:13

شعب الإيمان

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ذكرت شعب الايمان في حديث أبي هريرة الذي اخرجه الشيخان (الايمان بضع و ستون شعبة أعلاها شهادة  أن لا اله الا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان ).

اعتقاد المؤمن أن للإيمان شعبا، و هي متنوعة هذا اصل عظيم من أصول هذا الدين، كما دل الحديث على أن الشعب فيها أعلى و أدنى، لا إله إلا الله شعبة قولية، و إماطة الأذى عن الطريق شعبة عملية  و الحياء شعبة قلبية.

 و هده الشعب تزيد عن الستين، و في رواية مسلم بضع و سبعون، قال العلماء قبل أن يكتمل التشريع جاء في  الحديث بضع و ستون   شعبة، و لما اكتمل التشريع جاءت رواية بضع و سبعون. و قيل هدا بحسب الاجمال و التفصيل، قد تصل عند التفصيل بضع و سبعون.

 الشعبة في اللغة هو ما تفرع عن أصل، مثل: شعب الشجرة ما تفرع عن اغصانها، و شعب النهر و هو ما تفرع عنه، لأن الشعب ترجع إلى الاصل، إذا ذهب الأصل ذهبت الشعب، مثل الشجرة أذا ذهب اصلها ذهبت فروعها، كذلك الإيمان قد تذهب الفروع و يبقى الأصل، لكن إدا ذهب الأصل ذهبت  شعب الإيمان، و تظهر لنا حكمة الله تعالى بتسمية هده الخصال بالشعب.

لم يدل النص عليها كلها، و لكن دل على بعضها، كشهادة أن لا إله إلا الله، و إماطة الأذى عن الطريق، و لكن اجتهد العلماء في جمعها، و أول من جمعها الحليمي، ثم البيهقي في كتابه شعب الأيمان.

المسلم ينبغي له أن يعرف هذه الشعب، ثم يجتهد العمل بها، لأنه كلما عمل بالشعب زاد إيمانه و قوي، و كلما نقص العمل بها نقص الإيمان، و أعلى الشعب هي أركان الإيمان الستة، المذكورة في حديث جبريل، و هي الأصول التي تتفرع منها الشعب، و شعب الإيمان هي الفروع، و الأجزاء هي القلب و الجوارح و اللسان و الشعب تقوم بها.

الإحسان من شعب الإيمان و هي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، و أركان الإسلام  الخمسة أيضا، حب الله من أعظم الشعب الإيمانية بعد أركان الأيمان و أركان  الإسلام  ثم محبة الرسول صلى الله عليه و سلم، ثم يأتي تعظيم الله عز و جل و رسوله، و خوف الله و رجاءه، هذه من أعظم شعب الإيمان، أركان التعبد ثلاثة خوف و محبة و رجاء، و شبه ذلك بالطائر رأسه هي المحبة و جناحيه الخوف و الرجاء، إذا كسر أحد الجناحين تعذر على الطائرأن يطير، كذلك الإنسان إدا فقد الخوف لا يستطيع أن يسير في العبادة فأفسدها، بعض الناس غلب عليهم الرجاء فأفسدهم، و بعضهم غلب عليهم الخوف فأفسدهم، بل بعضهم مات من الخوف، و هذا حصل في بعض عصور السلف، كان أحدهم إذا قرأ عليه القرآن يصعق فيموت، و بعضهم يغشى عليه، سئل السلف عن حال هؤلاء فقال «حال هؤلاء أفضل من حال المفرطين و حال النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه أفضل من حال هؤلاء". هؤلاء حصل لهم تقصير في الرجاء، في مقابل هؤلاء أناس مسرفون على أنفسهم في الشهوات و المعاصي و إذا قيل لهم اتقوا الله قالو أن الله غفور رحيم. خوف بلا رجاء مفسد و قاتل، و رجاء بلا خوف مفسد و قاتل، لكن الأول مات بدنه، و صاحب الرجاء الكاذب مات قلبه و لهذا وصفهم الله عز و جل بالأنعام (ان هم كالأنعام بل هم أضل) لأن البهائم مسخرة لشيء تعمل لأجله، و هذا الانسان خلقه الله لعبادته، لكن لم يفعل ما سخر من أجله و خلق من أجله، و ان كانوا يتفاوتون في هذه البهيمية. حال هؤلاء كالبهائم تعيش في هذه الدنيا لتحقيق الوطر من أكل و شرب و نكاح، و العبادة هم في معزل عنها.

و من الناس من يشبه الملائكة ليسوا ملائكة ينتقل من شعبة إلى شعبة، بل بعض العلماء فضل صالحي بني آدم على الملائكة، لأن الملائكة عصموا عن المعاصي، و هؤلاء يجاهدون أنفسهم على ترك المعاصي.

 كلما عمل المسلم بشعبة من شعب الإيمان وجد حلاوتها  في قلبه، و تنهيه عن المعصية، و زاد إيمانه، و تقرب إلى الله عز و جل. 

قراءة 1950 مرات آخر تعديل على الجمعة, 07 تموز/يوليو 2017 07:35