(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 29 تشرين1/أكتوير 2017 08:28

شعار جميل و لكن

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كثيرة هي الشعارات التي يطرحها حملة الافكار و الايديولوجيات و الطروحات التي يرون فيها صدى رؤيتهم  و امتداد تطلعاتهم التي يطمحون من خلالها الى تبني الآخرون لها و اندماجهم ضمن اطارها و سواء كانت هذه الطروحات سلبية او ايجابيه منطقية او غير منطقية مستندة الى تجارب اممية سابقة.

او يراد تجريبها على الفئة المستهدفة فانها و بلا استثناء تلجأ الى طرح شعار أو اكثر يشير بجلاء و وضوح الى الفكر الذي انبثقت عنه و بالتالي تبنيها لمبادءه و ارتكازها عليه و يبين ايضا النهج الذي ستتبعه في اقناع الاخر بجدواها و خيريتها و صلاحية برنامجها المتبع للتغيير المنشود و النتيجة المؤمل الوصول اليها.

و الحقيقة ان جميع الشعارات التي تطرح قد حسن مظهرها ورقت كلماتها و ائتلقت حروفها و برقت عباراتها و سخت وعودها و نمقت عبارات برامجها حتى غدت ديباجتها لحنا تترنم به احلام الكادحين و المحرومين و الطامحين الى الافضل الا ان هذه الشعارات غالبا لا تخلو من الافتقار الى مقوم او اكثر من مقومات النجاح و حتى الصلاحية للطرح و لما كانت الشعارات هذه الايام اشبه ما تكون بالبضاعة الكثيرة الكاسدة التي يمتلىء السوق بمثلها و التي يروج لها صاحبها باستماتة فان المتلقي لهذه الشعارات بات لا يقدر على المفاضلة بينها لتشابهها و تكرار عباراتها و نمطية آلية طرحها و الترويج لها، و كثيرا ما قوبلت هذه الشعارات بالرفض و الاعراض اما لمخالفتها الاعراف و العقائد و اما لمثاليتها الخيالية و استحالة تطبيقها واقعيا و اما لشعور الناس بانها لا تلبي حاجاتهم و لا ترتقي الى مستوى احلامهم و احتياجتهم على كافة الصعد.

ان الشعار الذي تعنيني مناقشته هنا شعار طالما سمعناه و رددناه و الفناه و احترمناه و تمنينا ان لو استجاب له كل الذين يدركون مضمونه و افضليته على سائر الشعارات استجابة ايجابية ادراكية فاعله تكون على مستوى هذا الشعار من حيث معناه الشرعي و الحضاري لكي يؤدي الغرض و الدور المنشودان منه انه شعار (الإسلام هو الحل) و لانني من الذين يتبنون هذا الشعار وفق رؤيتي الخاصة له فانني ادعو الى تفعيله بصورته الشرعية و النهضوية الدافعة الى البحث في اساليب و طرق تفعيله و تقديمه الى الناس كبرنامج يحمل الحلول الواقعية المستندة في فعاليتها الى الاسلام كمصدر حل لمشكلات البشرية بكل مجالاتها الحياتية و الانسانية و الاشكاليات الفكرية و الاعتقادية في نسق علمي و عملي مؤتلف مع شرع الله الحكيم و كمال الشرع الذي يستمد منه القه و قوته - و هو شرع كامل عظيم بلا شك- يدفع بحاملي هذا الشعار الى ابرازه بصورته الشرعية المؤصلة فيعملون على اثبات فاعليته و قابليته للتطبيق العملي حين نجدُ في الدعوة الى استثارة الهمم و اطلاق الادمغة و بث روح النهضة و ايقاد شعلة الحياة في حياة الامة حين نطرق كل ابواب العلم و الاختراع في كل مجال عرفته البشرية و حين نعي كل تلك المخاطر و الاساليب و الاقصاءات و الاثباطات و الايحاءات المحبطة لهمة العاملين على البرنامج النهضوي للامة حين نكسر ذلك الحاجز الوهمي من الخوف و التهيب من الآخر و حضارة الآخر و قوة الآخر حين نمضي في مسيرتنا الحضارية و مشروعنا الاسلامي المصيري الذي يحدد صفتنا الوجودية كامة حية متجددة خيرة غنية بكل مقومات الارتقاء و القيادة و التميز و الفاعلية معتمدين بعد الله تعالى على تلك الذخيرة البشرية التي بدات تتنفس معنى الحياة و تسعى الى اثبات وجودها كامة لها كيان حاضر لا تغيب شمسه و لن تغيب و معتمدين كذلك على ارثنا الشرعي و العلمي و الحضاري المؤثر و مقدراتنا التي انعم الله بها على ارضنا و في باطن ارضنا و بحرنا و برنا تلك الخيرات التي استلبتها الامم و اقتسمتها و نحن كالايتام على موائد اللئام فآن الاوان لهذا اليتيم الذي سلب ماله و اغتصبت ارضه و اوقف عن اداء دوره العلمي و الرباني الذي انيط به ان له ان يبلغ رشده و يقوم على امر نفسه مستانسا بشرع ربه و هدي نبيه صلى الله عليه و سلم و ان يباشر مهمته التي استخلف في الارض من اجلها و حمل امانة اعمارها ليكون هذا الدور الرائد الذي يحمل شعار الاسلام هو الحل امتدادا لذلك الشعار الذي حمله انبياء الله على مر الزمان الانساني. (ان اريد الا الصلاح ما استطعت) و هو الاصلاح الذي بسطت اصوله و قواعده و اساليبه و وسائل القيام به في شرائع الله الذي يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير.

إن اعتبار شعار الاسلام هو الحل شعارا غير ديني هو اعتبار من وجهة نظري مجانب للصواب لانه شعار يدعو الى الاصلاح و التغيير و التقدم و حل جميع الاشكاليات بكل مصادرها و نتائجها و ازالة العقبات التي تحول بين الامة و مجدها و رخاءها و تقدمها ضمن معطيات هذا الدين و وفق الشواهد التاريخية و التجارب الحضارية التي شهدت لها الامم الاخرى بالنجاح و القدرة التي لا تضاهى في هذه المجالات بل ان الاسلام طالب الامة بالمجاهرة بانتمائها لهذا الدين الاصلاحي عندما تتقدم به الى غيرها ليتبعوه و هم على يقين و قناعة بانه سبيل الخلاص الوحيد (و من أحسن قولا ممن دعا الى الله و عمل صالحا و قال انني من المسلمين) و اذا عرفنا معنى قول الرسول صلى الله عليه و سلم (الخلق عيال الله أحبهم الى الله انفعهم لعياله) عرفنا ان السعي على مصالح الخلق و جلبها و درء المفاسد عن حياتهم و اقامة العدل فيهم و الاجتهاد المخلص في ايجاد الحلول الشرعية للمشكلات التي تواجههم فريضة شرعية قولا و فعلا دعوة الى خير و عمل صالح بكل معاني الصلاح و النفع لبني الانسان و هو عمل حق الرقابة المطلق فيه لله و لرسوله و للمؤمنين و ينضوي تحته كل عمل صالح نافع للبشرية (و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون).

و بما ان التاريخ الانساني لم يعرف للاسلام مثيلا في الكمال و القدرة و الاهتمام الدقيق بكل تفاصيل و مقومات الحياة الانسانية فانه لمن المأمول من امته التي اختارها ربها للشهادة على الناس و جعل رسولها شاهدا عليها ان ترفع هذا الشعار بكل ثقة و شعور بالمسؤلية الكاملة و الوعي المسؤول بمقتضيات حمل و رفع و طرح هذا الشعار و هذا يلزمنا امام الله تعالى ثم امام من أملوا خيرا بهذا الشعار و امام التاريخ الذي سيسجل كل مالنا و ما علينا بتحريك هذا الشعار و ملئه بالحياة و تفجير كل الطاقات التي تخدمه و تخرج به من دائرة القول الى دائرة العمل فالشعارات تظل مجرد كلمات مصفوفة جامدة مالم يصدقها العمل و تؤيدها التجارب الناجحة و تقود خطواتها عقول و همم شحذت بالاخلاص لله و الصدق معه في القول و العمل و نعم ثم نعم ايتها الامة المتطلعة الى احقاق الحق و تسييد العدل و تعميم الرحمة و الخير على العالمين كما كلفك ربك (نعم الاسلام هو الحل

قراءة 1698 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 13:28