(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 26 تشرين2/نوفمبر 2017 11:13

و نشتاق اليك يا رسول الله

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

المجلس النبوي الطاهر يضم النبي صلى الله عليه و سلم و نجوم طيبة الزّاهرة، تلك الكواكب الدرّية، الهادية المهدية ، تحيط بنبيّها الحبيب ، و قد حظيت برؤية وجهه الوضّاء ، و شرفت بصحبته في السّلم و الحرب، و نشطت لطاعته في السرّاء و الضرّاء، مجلس تلألأ فيه نور النبوّة وأفاض على الدنيا هدى ورحمة وإشفاقا ،وأشرقت فيه الوجوه الطيّبة بالطاعة والرضى والتسليم ،ورقّت فيه قلوب معدنها البرّ، و جلاؤها اليقين ، قلوب صحابة رسول الله الذين قال فيهم حبيبهم صلى الله عليه و سلّم {لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، ما بلغ مدّ أحدهم و لا نصيفه }و أنّى لنا يارسول الله؟ ان نبلغ مدّهم، و عملهم و جهادهم، و افتداؤهم إياك، و إتّباعهم سنّتك اتباع المحبّ الموقّر المعظّم الطامع برضى الله و جنّته و صحبة نبيّه فيها ؟


قوم ما أظلت السماء مثلهم اقمارا، و لا حملت الأرض مثلهم أطهارا، يحبّون نبيّهم حبّا لا تصفه الأقلام، و لا يبدّلون هذا الحب بمال و لا ولد و لا نفس تحملها الضلوع، و يحبّهم نبيّهم و يحرص عليهم و لا من بعدهم بشهادة ربّ العالمين في كتابه الكريم {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}يسيرون يوما مع نبيّهم يزورون أصحابا لهم سبقوهم بالشهادة أو قضوا نحبهم غير مغيّرين و لا مبدّلين،َ و يسمعون رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لمّا أتى الْمَقْبُرَةَ يقول :{ السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَ إِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ. وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا. قَالُوا : أَوَ لَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَ إِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ. فَقَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ، وَ أَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ : أَلا هَلُمَّ، فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا . }


يودّ حبيب الله أن لو رأى إخوانه، أولئك الذين يشتاق إليهم، و لم يراهم و لم يصحبوه، تعلّقت به قلوبهم، و اتّبعوه على أمل اللقاء في ظلال الجنّات، يطمعون بالصحبة في رحابها و قد فاتتهم الصحبة في الدنيا، و يرجون الشفاعة، فيسألون الله له الوسيلة، و الفضيلة، و الدرجة العالية الرّفيعة، لينالوا بها شفاعة الحبيب يشتاق إليهم و يخبر أصحابه بأنّه يعرفهم، يعرفنا نحن الذين لم نجتمع معه، و لم نجاهد معه، و لم نسر معه في هجير مكة، و لم نبايعه بيعة الرضوان، و لم نعش معه رهبة ليالي الخندق، لم نكن مع آل ياسر في العذاب، و لم تصهر عظامنا بالصخرة الثقيلة كما حدث لبلال مؤذن رسول الله، و لم ننحر فداء لدين الله كما نحرت سمية الطاهرة، و لم نركب البحر إلى الحبشة، و لم نطو البيداء مهاجرين إلى يثرب، و لم نقتسم اموالنا مع المهاجرين، و لكنّه مع ذلك يشتاق إلينا، و نحن و الله إليه مشتاقون.
يودّ لو أنّه يرانا، و يسمّينا إخوانه، {وددت أننا قد رأينا إخواننا}، فيسأله الصحابة عليهم رضوان الله : أو لسنا إخوانك يارسول الله ؟و يأتي الجواب الرفيق : أنتم أصحابي، أجل هم أصحابه و هم الذين نالوا شرف الأخوة و الصحبة، و لكنّه النبيّ المحب لأمته، يحبّهم و يؤاخيهم و يحب أن يبلغ ذلك الحب أسماع أولهم و آخرهم، و أن يلامس ذلك الودّ الصادق قلوب أوّلهم و آخرهم، فيصبح اتّباعهم له أعظم، و اقتداؤهم به أدوم، و رغبتهم بالورود على حوضه أشدّ، فيصفهم لأصحابه، مؤكّدا أنه يعرفهم يوم يردون عليه، ليشربوا من يده الشريفة شربة لا يظمأون بعدها أبدا، و يحرصون على ألّا يبعدهم العصيان عن حوضه، و ألّا تكون مخالفة هديه سبب افتراقهم عنه يوم القيامة، فيتّبعون سنّته اتباع المحبّ، و يرجون لقاءه لقاء المشتاق، نشتاق إليك يا نبي الله، و نرجو الله ألّا يبعدنا عن حوضك و أن يجعلنا رفقاءك في الجنّة، يا من آخيتنا و لم ترنا و الله لقد أحببناك و لم نراك و تظل ّ فينا يا حبيب الله نورا للهداية و الصلاح، و تظلّ سنّتك الرشيدة في زمان الغيّ مشكاة الفلاح، و نحنّ كالجذع الذي لفراق أحمد فاض دمعا و اشتكى، و نحنّ حين نمرّ ركبا للمدينة ساريا، فهنا نما غرس الرسول هنا زكا، و نطوف أنحاء المدينة في جوانحنا حنينن، تتعلق الدمعات بالأهداب حرّى، حين نذكر مجلس الهادي الأمين، و على بساط الرّوضة العصماء نسجد للذي بعث المشفّع شاكرين، و نظلّ نرجو ربّنا ألّا نردّ مع العصاة الخائبين، و نظل نرجو أن نكون من الذين يودّ رؤيتهم نبيّ العالمين.
اللهم إجز سيدنا محمد عن امته خير الجزاء

قراءة 1847 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 كانون1/ديسمبر 2017 12:22