(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 09 حزيران/يونيو 2018 10:59

و فتحت ابواب الجنّة

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
و أهل الهلال المرتقب بهالة من نور وضيء، و تلهج القلوب قبل الألسن بالدعاء إلى الله تعالى، ان يجعله هلال يمن و بركة و يتعالى نداء المآذن السامقة عبر السحاب، أن هلموا إلى الفلاح و الرضا و الطمأنينة، إلى القيام و الذكر و الرجاء و القربات و في القلوب ما فيها من فرح بعودة رمضان المبارك، ممتزجا بالحزن و الأسى على مايحيق بأمة محمد صلى الله عليه و سلم من بلاء و ضنك، و قتل و تشريد و أذى، و تطوف الأرواح في مرابع الحبور و كلها رجاء أن لا تحرم الصوم المقبول و القيام الخاشع و العمل المبرور.
و تتسابق الارواح المخبتة المشتاقة إلى موسم الرحمة و الغفران، تتسابق إلى مواطن التعبد و القرب، يحدوها الأمل بأن تكون ممن تفتّح لهم أبواب الجنان، و تغلق دونهم أبواب النيران، يتواردون فرادى و جماعات إلى تلك الواحات الندية، صفوفا تلهج بالتكبير، و تنشط راكعة ساجدة لتغيظ الشيطان، و قد قبع مذؤوما مدحورا مغتاظا في سلاسله الثقيلة، لا يقدر على شيء مما اعتاده، حين كان طليقا يعيث فسادا و كفرا و تضليلا، فما عاد له على القلوب المؤمنة من سبيل، و لا سلطان و تستكين النفوس الى وعد ربّها بالمغفرة و الرحمة في ليالي رمضان، و تنشط  في القربات عسى ان يتسلّم منها ربّها هذا الشهر الطيب الكريم، و قد غفر لها ما تقدم من ذنوب و اسراف في المعاصي، و يحدوها الامل بان لا تكون ممن شقوا و زلّوا و ضلّوا، و يتوارد قول الحبيب المصطفى على الخواطر يملأها بهجة و اطمئنانا و امانا من كيد الشيطان، و هو يقول مبشّرا الطائعين (إذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَ سُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ) رواه البخاري و مسلم فتتنسّم شغاف القلوب رائحة الجنان، و قد فتّحت ابوابها للتائبين الرّاكعين السّاجدين و المستغفرين بالأسحار و تمضي في رحلة الشهر الكريم الذي شرع صيامه ليربي النفوس على التقى، و يقوّم السلوك على درب الهدى، و يأخذ بالايدي المتلمسة للدرب القيوم نعبر ظلمات الحياة و صخبها و ضجيجها، فيرشد خطواتها، و يمحو زلّاتها، و يرفع درجاتها، إذا هي مستقيمة على أمر ربّها القائل جلّ و علا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.)
فالتقوى هي القصد، و الغفران هو الرجاء، و الجنّة هي المطلوب، و غاية المنى و المطلب في كل هذا ان تلتحق الارواح بعالم الرضوان، فتغدو و قد رضي عنها مولاها و أرضاها و غمرها بفيض الجود و العطايا الرمضانية الربانية الكريمة :
)اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَ الْإِيمَانِ وَ السَّلَامَةِ وَ الْإِسْلَامِ رَبِّي وَ رَبُّكَ اللَّهُ)
 
قراءة 1376 مرات آخر تعديل على الخميس, 14 حزيران/يونيو 2018 11:04