(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 10 تشرين2/نوفمبر 2018 10:05

نداء مستعجل لعلماء الجزائر المحروسة

كتبه  الأستاذ محمد سبرطعي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هي كلمة مختصرة نبعث بها نداء استجداء إلى من نحسب أنهم حملة النور و وارثي النبوة، من رفع الله شأنهم و أعلى ذكرهم و مجّد مقامهم و أعظم واجباتهم.
إلى علمائنا في هذه البلاد الطيبة المباركة المحروسة، نشكو لهم ما يعلمونه حقّ العلم من تطاول بل و تكالب عدد من أبناء جلدتنا - ممن يتسمّى بأسمائنا و يعيش بين ظهرانينا - على المحكمات من ديننا و القطعيات من شريعة ربنا.
يا سادتي الأماجد، إني أحمل إليكم ألم شباب تربى على احترام عقيدته و تبجيل نصوص دينه حتى و لو كان غير ملتزم بها تمام الالتزام و لكنها في وجدانه ذات أهمية و توقير و غيرة.
شبابنا يعاني من ازدواجية قاتلة، فعلى مستوى عالمنا الذي نعيش فيه نرى جمهرة من دعاة الوسطية و الفهم الموقظ المزعج للباطل خلف قضبان الزنازين، و فئة من الدعاة ارتمت في حضن الطاغية مستعمَلة في تلميع إجرامه و تبييض ظلمه و افترائه باسم الدين و الحق، و قسم ضعيف الصوت هزيل الأثر أنهكته الجبهات الكثيرة التي تفتح نار كيدها ضده، في المقابل نرى التمكين الواضح لدعاة انتهاك حصون الهوية و مخرّبي القيم في مجتمع نشأ لا يعرف إلا أن الدين أهم ركيزة في حياته و إن كان عربيد خمارات مفرطا في واجباته.
يا سادتي، لقد بلغ الأمر مبلغا ما أصبح معه السكوت ممكنا و لا التغاضي أمرا يطاق، فزمننا زمن الشبهة و كثرة ملتقطيها، و الجهل و كثرة الناطقين باسمه، وقلّ الراسخون ممن جمع بين قوة العلم و فصيح المقال و شجاعة تعرية الحقيقة و تسمية الأمور بواضح مسمّياتها، و لا نرى من يتصدى لهذا – إن كان هناك تصدّ من الأساس – إلا أنصاف المتعلمين و أرباعهم و أثمانهم ممن يذكي لهيب الشبهة فيورث الشفقة و يكون محطّ تشهير و سخرية.
يا سادتي، ماذا يبقى لنا إذا مسّ القرآن و تطرق إليه التشكيك، و إذا أصبحت سنة نبينا التي نستقي منها تشريعاتنا و حلالنا و حرامنا مجرد تراثٍ عفنٍ المزابلُ أولى به و السعيد بل و المتنوّر من سارع بالتبرؤ منه و رميه خلف ظهره، و إذا أضحى الصحابة الكرام حواريّو خاتم الأنبياء مجرد أناس عاديين همّهم المال و النساء، يلهثون خلف غنائم الحروب و قطاع طرق غزاة همجا.
ماذا بقي لشبابنا حين ينعت الفاتحون حاملو رسالة الحق بأنهم رعاع مصاصو دماء، و بأن العربية لغة القرآن هي معين الإرهاب و نموذج الانحدار الحضاري، حين يُتهم رجال تاريخنا و قدواتنا الكبار في ذممهم و يُسعى في تحطيم جميل صورتهم فالأمير عبد القادر خائن مستسلم و ابن باديس عميل درويش خادم لأجندة فرنسا و دعاة الإصلاح شعوبيون تجاوزهم الزمن.
يا سادتي، أنتم آخر الحصون و أمتنها التي التجأنا إليها إيواء لشبابنا تمسح غبار الضيق و الحيرة عن قلوبهم و عقولهم و تنعش فكرهم و تريح نفوسهم، و لا تدعهم يعيشون انفصاما بين توجيهٍ رخوٍ تلقوه طيلة عقود من أسرهم و مساجدهم و مدارسهم بالتزام دينهم و بين ما يعيشوه بعد ذلك حين انفتحوا على الحياة و خالطوا الناس و استمعوا للكلام المعسول المتمسّح بغبار العلم و العقل و التنوير و التجديد و مواكبة العصرنة.
هل هناك قيمة لمشروع أو نشاط و ربنا سبحانه يُشكَّك في وجوده، و كتاب الله تطاله أيدي الاستهزاء، و قطعيات ديننا محل نظر و انتقاد في بلاطوهات التلفزيون و برامج الإذاعات، و شبابنا ذخر مستقبلنا يتعرض لحملات تشويه و زلزلة من جهات كثيرة عظيمة التأثير و الانتشار في مقابل الخواء الفكري المقاوِم
و لو ألف بانٍ وراءهم هادمٌ لكفى * فكيف ببانٍ وراءه ألف هادم
يا سادتي، قد قالها السياسيّ و هو يتحدث عن موارد المال و وضع الاقتصاد و عرض حال الواقع المصرفي ( الموس وصل للعظم ) و نحن نستعيرها منه تجاه رصد انتهاكات هويتنا و ثوابث اعتقادنا.
يا سادتي، أنا لا أدق الناقوس فقد ضاق الوقت على الناقوس و من يدقه، و لكني أبعث بكلام واقعي لا تشاؤم فيه و لا تهويل لأولي أمرنا أن كونوا الظهر المتين لشبابنا فكرا و تكوينا و للمشككين محاججة و إلجاما، حفظ الله البلاد و العباد و هدانا أجمعين سواء الصراط.

قراءة 1153 مرات آخر تعديل على الخميس, 15 تشرين2/نوفمبر 2018 17:38