(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 23 أيار 2020 07:56

و حدثت المعجزة…

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من قال إن زمن المعجزات قد انقضى؟ ألم يقل الله تعالى:” كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَ هَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَ مَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (سورة الإسراء2)؟ أليس المتحكم في الأسباب – سبحانه وتعالى – يُجريها و يخرقها كما يشاء لمن يشاء و متى يشاء ؟

عبدٌ من عباد الله المتقربين إليه بشيء غير ذي بال من العبادة و الطاعة واجهتْهُ معضلة دنيوية كبرى، فابتغى الأسباب من هنا و هناك لتجاوزها، و طرق الأبواب ، و قصد أصحاب الشأن و عرّج على المعارف و المسؤولية، و توسّل و ألحّ، لكن مساعيه باءت جميعا بالفشل، و عجز كل أولئك عن إغاثته، مرت الأيام و اقترب أجل انتهاء القضية، جفّت الأقلام و طويت الصحف و أغلق الملف نهائيا و لم يبق إلا القدَر المحتوم.

ضاقت عليه لأرض بما رحبت، نظر يمنة و يسرة فرأى أن الأسباب قد تلاشت…أييأس  و عالم التجريد مفتوح أمامه؟  أقامه الله في الأسباب فابتغاها فلما لم تسعفه بقي له أن يلتمس الحلّ بطرْق أبواب السماء مباشرة،   و رأى أن الحلّ يكمن في شيء واحد لا ثاني له هو حدوث معجزة ربانية…و ما ذلك على الله بعزيز، لكنه استحى اشدّ الحياء أن يسأل ربه ذلك، و من هو حتى يلين له الحديد أو يطير بغير جناح أو يمشي على الماء؟ يطلب خوارق و هو العبد الضعيف الهزيل الفاني؟ ألا يعرف نفسه مكبلا بخطاياه و تقصيره و جرأته على ربه؟ تهيّب و تلكأ و تردّد و صار يقدّم رجلا و يؤخر أخرى خشية سوء الأدب مع الله تعالى الذي ما قدره حق قدره،  ثم تذكّر دعاء عمر بن عبد العزيز ” اللهم إن لم أكن أهلا لأن أنال رحمتك فإن رحمتك أهل لأن تنالني” فتشجّع، و حفّزه قول ابن عطاء الله السكندري ” إلهي، مني ما يليق بلؤمي، و منك ما يليق بكرمك، كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمُك”، مع ذلك خاف أن يكون طلبه للمعجزة من الشهوة الخفية التي تنمّ عن الرضا عن النفس و تزكيتها و الاغترار بصلاحها و استقامتها، و أين هو من كلّ هذا، و منتهى آماله أن يلقى ربه ليس له لا عليه؟  و بعد تلعثم و تهيّب و تحت سياط الواقع الصعب المرير و مطالب البشرية الملحّة جدّد الهمّة و تجرّأ على ربّه الكريم، توَضأ و خلا بربّه و صلى و ارتمى بكُلّيته على عتبة باب الله و تنصّل من الحول و الطول و الادّعاء و الزعم و الزيف، و دعا بإخلاصِ المستضعفين و إلحاح الموقنين، و تضرّع و باح بسرّه لربّه و ناجاه و بكى و تبتّل بين يديه و تذرّع بضعفه و عجزه و فقره، و توارت أوصاف العبودية خلف أوصاف الربوبية، و قال ” يا ربي كيف أتجاوز قدري و أطلب الخوارق و أنا أنا ، لكن كيف لا أطلبها منك- و قد بلغ بي الضرّ هذا المبلغ- و أنت أنت ؟ لك العتبى حتى ترضى ولا حول و لا قوة إلا بك.”

سحب الملف من أهل الأرض و أودعه من لا تضيع عنده الودائع.

تذكّر تفريج الله لكربات عباده الصالحين من غير أسباب: نجاة ابراهيم من النار و موسى من اليمّ، و يوسف من البئر و من السجن، و يونس من بطن الحوت و لجة البحر، و أيوب على فراش المرض، و محمد صلى الله عليه و سلم في غار ثور… أجل هؤلاء أنبياء ليس له أن يقيس نفسه بهم، فقد سُبق سبقا بعيدا، لكنّه تذكّر قول الله تعالى بعد ذكر نجاتهم:”و كذلك ننجي المؤمنين”…أي هو عطاء رباني ممدود و ليس محدودا، و هو مؤمن مسّه الضرّ، يرجو أن يفعل به ربّه ما فعل بأولئك كما وعد.

تمرّ أيام قليلة، يرنّ هاتفه ليُخبره أحدهم أن مسألته قضيت هذا الصباح و انتهى أمرُها و الحمد لله.

هكذا إذًا؟ حدثت المعجزة.

تبادر إلى ذهنه قول الله تعالى على لسان سليمان عندما جاءه كرسي ملك سبأ من اليمن في غمضة عين: ” هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر.”

الرابط : https://islamonline.net/sahem/28147

قراءة 822 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 03 حزيران/يونيو 2020 07:55