(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 25 أيلول/سبتمبر 2020 16:48

وقفات مع القاعدة القرآنية (و قولوا للناس حسنا)

كتبه  الأستاذ يزن الغانم
قيم الموضوع
(0 أصوات)

﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا 

المقدمة في ذكر القاعدة القرآنية:

بسم الله والحمد لله؛ أما بعد:

لما كان الإنسان لا يسَعُ الناس بإحسانه من جهة ماله، مهما كان عنده من المال - أمره تعالى بالإحسان إلى كل مخلوق، و هو الإحسان بالقول؛ فقال تعالى: ﴿ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، فهذه القاعدة على وجازتها، فإنها تضبط أقوال العبد في كلامه مع الناس، فلا يخرج من لسانه إلا الخير و الكلمة الطيبة.

الوقفة الأولى:

في دلالة الآية على أن العبد عليه أن يقول القول الحسن، فيدخل في ذلك كل كلمة طيبة في التعامل مع الخَلْقِ؛ من الوالدين و الأزواج و الأولاد و الإخوان و المؤمنين، و عموم الناس، حتى مع الكفار، و من القول الحسن أيضًا الأمرُ بالمعروف و النهي عن المنكر، و تعليم الناس العلم، و بذل النصيحة، و السلام مع البشاشة، و طريقة التخاطب العادي بين الناس، و غير ذلك من كل كلام طيب؛ قال العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى: "و قوله تعالى: ﴿ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾: أي: كلموهم طيبًا، و لينوا لهم جانبًا، و يدخل في ذلك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالمعروف؛ كما قال الحسن البصري في قوله: ﴿ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾: فالحسن من القول يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، و يحلم، و يعفو، و يصفح، و يقول للناس حُسنًا كما قال الله، و هو كل خلق حسن رضيه الله"؛ [تفسير القرآن العظيم (145/1)].

الوقفة الثانية:

في دلالة الآية في النهي عن قول السوء؛ لأن من لازم القول الحسن اجتناب قول السوء، فيدخل في ذلك كل قول قبيح؛ من شتم و فحش و بذاءة، و لعن و مخاصمة، و نميمة و غيبة و كذب، و دعوة إلى منكر، حتى ما يكون فيه أدنى أذية للناس، و غير ذلك من كل كلام باطل و قبيح؛ قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية: "فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار؛ و لهذا قال تعالى: ﴿ وَ لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [العنكبوت: 46]"؛ [تفسير السعدي (57/1)].

الوقفة الثالثة:

في دلالة الآية في اختيار ما هو أحسن من الأقوال، فإن الآية تأمر بالقول الحسن، و كل ما كان القول أكمل في الحسن فهو أولى، فإنه إذا كان هناك قولان حسنان فينبغي اختيار أحسنهما؛ قال العلامة ابن باديس رحمه الله تعالى في تعليقه على الآية في قوله تعالى: ﴿ وَ قُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء: 53]: "و أفاد قوله تعالى: ﴿ أَحْسَنُ ﴾ بصيغة اسم التفضيل أن علينا أن نتخير في العبارات الحسنة، فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام"؛ [مجالس التذكير، (ص: 152)].

الخاتمة:

فحاصل هذه الوقفات اجتناب الكلام السيئ جملة، و الاقتصار على الحسن، و انتقاء و اختيار الأحسن من بين ذلك الحسن.

و على العبد أن يسعى في التزام القول الحسن، و يراقب الله في أقواله؛ ليفوز بالجنة و ينجو من النار و سخط الجبار، وي دعو فإن الدعاء من أعظم أسباب التوفيق و الهداية.

فاللهم اهدنا لأحسن الأقوال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

الرابط : https://wefaqdev.net/art6219.html

قراءة 864 مرات آخر تعديل على السبت, 26 أيلول/سبتمبر 2020 07:37