(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 18 نيسان/أبريل 2021 02:41

صفات أهل الجاهلية الجزء الأول

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين و بعد:

من عرف الشر كان على حذر منه، و من جهله فربما وقع فيه و هو لا يدري.

من أبواب العلم هو معرفة الأشياء بضدها، أهل السنة هم أهل اجتماع، أهل الباطل متفرقون في كافة شؤونهم، أهل البدع هم أهل تفرق، و هم متفرقون في الدين و الدنيا، أتى النبي صلى الله عليه و سلم بالاجتماع في الدين، الدين يضاد الفرقة، و الفرقة ليست من الدين.

رغم تحذيرنا من الافتراق إلاّ أن هذه الأمة افترقت إلى ثلاثة و سبعين فرقة كلها في النار، إلاّ واحدة، قال تعالى: ( أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه) و قال عز و جل: ( إنّ الذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات).

الفرقة الناجية هي الجماعة، نهانا الله تعالى عن التفرق في الدنيا ( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا

تفرقوا) أهل السنة هم أهل إنكار بلا فرقة، قال بعض أهل العلم:{هم لا يحتاجون إلى غيرهم، و غيرهم يحتاجون إليهم}.

الخير يجتمع في في أهل السنة من أطرافه، ما من باب خير إلا وجد فيهم.

القاعدة الكبرى عند جميع الكفار أولهم و آخرهم هو التقليد المذموم، تقليد الآباء، و الناس و العشائر، و أكثر الناس، أمرنا الله عز ; جل بسؤال العلماء، و هذا هو التقليد الممدوح، و هذا ليس تقليدا و إنما اتباع، و لا يقلد العالم لذاته و لكن لما معه من الشرع، أما من قلّد غير العلماء، و اتبعهم فإن هذا هو التقليد المذموم الذي عليه مدار الشرك، و الكفر قال تعالى :( و كذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلاّ قال مترفوها، إن وجدنا آباءنا على أمة، و إنا على آثارهم مقتدون)، تكثر المخالفة في أهل الترف ( إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) فهم بما في بما في أيديهم أهل طغيان.

{ابتغوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}.

الاغترار بالأغلبية إذ يحتجون بها على صحة الشيء، و يستدلون بقلّة الشيء بغربته، و قلة أهله، فأتاه الله تعالى بضد ذلك، هذه قاعدة عظيمة يخرج بها أهل الجاهلية و هي حجة واهية؛ إن أكثر أهل الأرض في ضلال.

الاحتجاج بالمتقدمين (فما بال القرون الأولى)كما قال فرعون.

الاستدلال بحال أهل القوة؛ بقوة الفهم، بقوة الجاه، بقوة البيان و الفصاحة، بقوة الأبدان، بقوة الملك، إن هذه القوى إن لم يصحبها الحق فإنها ليست بحجة، قال تعالى:( و لقد مكانكم فيما إن مكناهم فيه و جعلنا لهم سمعا و أبصارا و أفئدة فما أغنى عنهم سمعهم و لا أبصارهم و لا أفئدتهم) العبرة بهداية الله عزّ و جل،{أوتوا ذكاء و لم يؤتوا زكاء} كما قال بعض أهل العلم.

العلم الذي كان عند اليهود لم ينفعهم لما انصرفوا عنه، و لم يعملوا به، هؤلاء الذين لم يعملوا بدينهم أشد على الدين من الجهلة.

الاستدلال على الشيء ببطلانه لأنه لم يتبعه إلا الضعفاء( أنؤمن لك و اتبعك الأرذلون) كما قال قوم نوح عليه السلام، و هذه حجة باطلة.

أمر الله تعالى بين العدل و الفضل، هدى من هدى بفضله، و أضل من أضل بعدله.

الاقتداء بفسقة العلماء و العبّاد، من حجج أهل الجاهلية؛ قال تعالى :( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار و الرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله)؛ قال سفيان بن عيينة { من كان له انحراف من علمائنا ففيه شبه باليهود، و من كان له انحراف من عبّادنا فله شبه بالنصارى}.

العبرة ليست بالألقاب؛ علماء، أئمة مساجد، دكاترة، العبرة بما عليه الرجل.

يحتجون على الأنبياء بأنهم على ضلال لأنهم لم يتبعهم إلا هؤلاء؛ بادي الرأي، الذين يسارعون إلى الموافقة ابتداءا و لأول وهلة ، دون تأمل؛ ليس لهم عمق و فهم و تدبر، جرب المجربون، و عرف حذاق الناس و أذكياؤهم أن العقل يتجدد له فهم و رأي، كما قال عمر رضي الله عنه:{ اتهموا الرأي على الدين} إذا تعارض الدين و الرأي، يجب اتهام العقل، و الفهم و النفس، و دين الله هو الصواب.

قراءة 835 مرات آخر تعديل على الأحد, 18 نيسان/أبريل 2021 12:17