(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 10 تموز/يوليو 2014 09:23

رمضان و نعمُ المنّان

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نزول القرآن العظيم، و فتح مكة، و غزوة بدر، نعمٌ أنعم الله بها على هذه الأمة، و كانت كلها في رمضان، هذه النعم تدلنا على عظمة المنّان عزّ وجل. المنّ لغة هو العطاء  و هو صنع الجميل، و هو الإحسان إلى من لا يستثيبه ( يطلب منه الثواب)، ولا يطلب منه الجزاء.

هل تعلم أن المنّة هي النعمة الثقيلة، فيقال : منّ فلان على فلان  إذا أثقله بالنعمة و منه قوله تعالى :(لقد منّ الله على المؤمنين) آل عمران 164.

و الله عز و جل هو المنّان على كل الأنام، عظيم الهبات و العطايا  و الإحسان، فهو سبحانه يبدأ بالنوال قبل السؤال، و هو المعطي ابتداءا  و انتهاءا،  و يعطي فوق الآمال و الرجاء.

و من مننه الجزيلة أنّه ينجي المؤمنين، و المستضعفين في كل زمان من المتكبرين  و المفسدين، فينعم عليهم بالأمن  و الأمان  و التمكين، قال جلّ ثناءه ( و نريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة  و نجعلهم الوارثين) القصص. فها هي الأمة الجزائرية تحتفل في هذا الشهر المبارك بذكرى استقلالها، هذا الاستقلال منة عظيمة من الله المنّان على هذا الشعب المسلم، بعد حقبة رهيبة من البؤس  و الاستدمار، هي نعمة ثقيلة هل أدّى الشعب شكرها؟

نحن نحيا الآن في فسحة الحرية، و نتذوق نعمة الحرية، إنّها و الله نعمة حقيقية افتقدها الكثير من الخلق.

ينبغي على هذا الشعب مشاهدة منّة الله عليه  و استحضارها  و مطالعتها، و الكتابة عنها  و استعمالها في طاعة مولاه المنّان.

تضرّع أجدادنا إلى الله بدعائهم  و أعمالهم حتى يحصدوا هذه المنّة، رغبوا إلى الله سنوات عديدة، و مات معظمهم دون بلوغ هذه النعمة التي أنت و أنا اليوم نحيا فيها، نعمة الحرية و الانتصار على العدو الكافر.

إذا تجاهلنا هذه المنّة، منّة الحرية ثم تجاهلها أبناؤنا، سنفقدها نعوذ بالله من ذلك، و يتجاهلنا الأخرون و لن تقوم لنا قائمة إذا استمرّ هذا التجاهل  و هذه الغفلة  و لم ينبّه عليها أولي الألباب و العقول.

هذه الأمة ترامت بين أنياب الظلم، و البؤس، و الحرمان من أدنى حقوق الإنسان  لعقود و سنوات، عاشت الجزائر دامية، تنزف، و تتجرّع مرارة الاستعباد، و كان الجلّدون يضعون حبل المشنقة في رقبة أبنائها ليلا نهارا،كانت صرخات اليتامى  و بكاء الثكالى يتعالى في كل أرجائها. أتدرون ماذا كانت أمنية المحكوم عليه بالموت بالمقصلة الفرنسية ؟ كانت أمنيته أن يسمع قبل أن يفرّق الموت بينه و بين الحياة، و قبل أن يعلّق على أعواد المشنقة أنّكم أمة تستحق الحياة، تستحق الحرية  التي تنعم أنت و أنا بها اليوم.

قراءة 2110 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 30 أيار 2017 08:28