(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 19 March 2015 07:58

المرأة بين الإسلام و المهانة

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

يحتل موضوع المرأة و حقوق المرأة و تحرير المرأة و غير ذلك من سلسلة العناوين الجاذبة الرنانة حيزاً كبيراً في جميع وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروؤة و حتى في المجالس و الأندية الاجتماعية فأصبح الناس و لا قضية عندهم إلا قضية احتلال الرجل الغاشم لحرية هذه المخلوقة الضعيفة يصب عليها أصناف المهانة، ماسحا ثقافتها ملغيا فكرها و وجودها، مستوليا على ثروتها و مصادرا شخصيتها بطغيانه و طغواه.

و هم لا يغفلون في استماتتهم بالدفاع عن هذه القضية أن يلصقوا التهم بالعادات الاجتماعية و الافكار الرجعية، بمعنى اللف و الدوران لإلصاق التهمة بالإسلام، فالأسطوانة هي نفسها، و الأقوال و المقالات تتناثر هنا و هناك، من أفواه و أقوال المنافحين عن هذه القضية سهاما طائشة تحط في أفكار الناس و قلوبهم، فيظن البسطاء و الجهلاء.

إن هذا هو حال المرأة المسلمة خاصة على حقيقته، و تعتقد المرأة المسكينة أنها حقاً كائن سليب الإرادة مهضوم الحق.

و الأسوا من ذلك ظنها بأن ليس هناك عدالة تحميها و تنصفها و تعطيها حقوقها غير منقوصة فأضحت أسيرة تلك الجعجعة التي لا طحن من ورائها، غافلة و هي تحت تأثير الإعلام المضلل أن كلمات الله الطاهرة هي الأصدق و أن شرع الله هو الأعدل و الأقوم و الأفضل لها.

و لو عادت إلى كلمات ربها وسيرة رسولهاصلى الله عليه و سلم- و ماضي أمتها العريق و سير المسلمات عبر الزمان لوجدت الأمر غير ذلك، و لعرفت أن الظلم إذ وقع عليها فإنما هو نتيجة عدم فهم لأحكام الإسلام، و لنسبت الخطأ إلى أهله و لنفته عن دينها و شرع ربها.

و هل نالت المرأة حقها و تحصلت على مكانتها الرفيعة ضمن أي حضارة أخرى قبل الإسلام؟.

وهل شاركت المرأة الرجل اجتماعياً و سياسياً و اقتصادياً و جهادياً و تربوياً و علمياً قبل الإسلام كما شاركت كل ذلك بعدل الإسلام و شرعه، قد يقول قائل نعم تلك كليوبترا، و تلك زنوبيا، و تلك و تلك.

فأقول: ارجع إلى التاريخ و ابحث عن حال النساء في ظل تلك الحضارات، هل استطاعت زنوبيا الوقوف في وجه الوأد، و أن تلغي الحكم بالموت على وليدة قد أبصرت للتو نور الحياة لا لشيء إلا لأنها أنثى؟ و هل شملت " كليوبترا " برعايتها المرأة فخففت الظلم و العنت الذي عاشته النساء في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الإنسانية؟.

إن الطفرات التاريخية ليست مرجعاً و لا هي صورة مثالية للعدالة الاجتماعية، و لكن عدالة الله تعالى هي القدوة و المثل، تقاس بها مقاييس الظلم و العدالة و تعرض عليها الإشكاليات الإنسانية و الاجتماعية فيكون فيها الحل الأمثل و الأرحم و الأجمل.

و لذا فإنه من نافلة القول أن نقول: إن الإسلام بعدالته و تعاليمه السامية هو الضمانة الوحيدة لحرية و كرامة المرأة، فقد كلّف الرسول – صلى الله عليه و سلم- بحمل الرسالة إلى الإنسانية بشقيها الرجل والمرأة، و منذ أول تكليف كان الرجل و المرأة على حدّ سواء و اكتملت الصورة المشرقة للمشاركة الفكرية و الحوارية بينهما.

فيهرع الرسولصلى الله عليه و سلم- إليها لتشاركه الرأي و المشورة فيجد عندها التثبيت و الطمأنينة فتكون أول من آمن به لا بإكراه منه و لكن بما عرفته فيه الصفات التي تؤهله لحمل مسؤولية الخير و العدالة، و التوحيد و الرحمة إلى ذلك المجتمع الجاهلي الممتلئ ظلماً و جوراً للإنسان و القيم، و انحداراً في الرؤى و المقومات الإنسانية .

و أنزلت التشريعات السمحة تؤكد حقّ الأنثى في الحياة بعد أن كانت تسلب هذا الحق بالواد (( و إذا الموؤدة سالت ))  و سار ركب الهدى يحط رحاله في كلّ بقاع الأرض،  و طالت رحمته المرأة و الرجل على حدٍّ سواء، فأصبحت المرأة مكلفة و مسؤولة، تحمل أحد مجدافي قارب الحياة إلى شاطئ النجاة و يحمل الرجل المجداف الآخر.

و خطوة خطوة جرّد الإسلام قيم الجاهلية الغاشمة من كلّ ما فيه من اضطهاد للمرأة و أعطيت صلاحياتها في المجتمع و ها هي تشارك في البيعة، و في الهجرة ترسم مع شقيقها الرجل ملامح الدولة الإسلامية العادلة تنجب الأطفال و تحسن تربيتهم، تعدّهم رجالاً يحمون دولتهم و دينهم و تتاجر بمالها و تستقلّ به دون قيد أو شرط من الرجل أيّا كانت قرابته منها، و تحمل السلاح و تدافع عن موطنها و أرضها و حصن أمتها، و تشارك الرأي السياسي و الإجتماعي، و تناقش و تجادل رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و ربّ العزة يسمع شكواها.

و تنطلق مع جيوش الفتح الاسلامي في كل بقاع الارض تجاهد في سبيل الله و تنشر دين الله و تعلم الفقه و تروي الحديث.

و لو قارنا بين حال المرأة في الغرب اليوم و حال المرأة المسلمة لوجدنا الكثير من الغربيات يحسدن المرأة المسلمة على ما حققه لها دينها من كرامة و عدل و لكن الأقلام المرجفة التي أبت إلا أن تلصق بالإسلام النقائص لم تكن منصفة و لا حتى موفقة.

إنها أقلام مستغربة تكيل بمكيال الغرب، لتوهمنا أن الإسلام لايصلح لكل زمان و مكان، أو أنه أحكام كهنوتية جامدة لا تقبل النقاش و لا تتفاعل مع مستجدات الحياة، و القائلون بهذا لا يعرفون أو يتجاهلون مرونة الإسلام و مقاصده الرحيمة. لقد ترك الإسلام لنا باب الاجتهاد مفتوحاً لنواكب به كل العصور و المستجدات و المتغيرات.

أما أولئك الذين يجادلون في ثوابت الإسلام فنقول لهم: إنّ ثوابتنا أرسخ من ان تهزها ريح أحقادكم، و أن قناعتنا بعدل ديننا أعظم من أن تنالها شبهاتكم الواهية المغرضة، فدعوا ما حاوله غيركم لقرون طويلة من محاولات الهدم و التشكيك العقيمة، التي لم تسفر إلا عن ازدياد لمعان جوهر الإسلام العظيم، فتجلت روعته اكثر فأكثر و غدا مطلبا و ملاذاً لكل من يبحث عن العدالة في خضم بحار الظلم العقائدي و الاجتماعي الذي يسود العالم اليوم.

و كم من عقول أدركت عظمة هذا الدين و اعترفت بأفضليته و سماحته و كم من قلوب لامستها يد الرحمة الإلهية فأسلمت قيادها و مشاعرها لهذا الدين.

فهل آن الآوان أيتها الأقلام التي تنكرت لمبادئ دينها و طلبت العدل عند جلاديها، و عاشت في ظل الشبهات و الأوهام التي أرادها مروجوها حربة توجه لهذه الملة و لهدم حصون الأمة المنيعة و أرادها الله سبحانه سبباً لإقبال الكثيرين على هذا الدين، يدرسونه و يتعرفون إليه ثم يتبعون هدية (( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون )) .

أيتها المرأة المسلمة لن أقول لك أعظم مما قاله لك ربك (( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى )) و لا أبلغ مما قاله رسولك الكريم- صلى الله عليه و سلم- ( النساء شقائق الرجال ) .

هذا هو دينك و هذه هي عدالته، فلا تتركي دخان الحقد الأسود يطمس نور الحقيقة المشرقة في قلبك، و اقبلي بشرع ربك دون تردد و لا حرج فما كان لك ان ترتابي قيد أنملة بحب الله لك و عدله و رحمته إياكي، فلا تقبلي شرع غيره ، و لا تركني لسواه و الحمد لله على نعمة الإسلام.

http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=10902

Read 1291 times Last modified on Sunday, 30 August 2015 11:35