قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 19 آذار/مارس 2015 07:58

المرأة بين الإسلام و المهانة

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يحتل موضوع المرأة و حقوق المرأة و تحرير المرأة و غير ذلك من سلسلة العناوين الجاذبة الرنانة حيزاً كبيراً في جميع وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروؤة و حتى في المجالس و الأندية الاجتماعية فأصبح الناس و لا قضية عندهم إلا قضية احتلال الرجل الغاشم لحرية هذه المخلوقة الضعيفة يصب عليها أصناف المهانة، ماسحا ثقافتها ملغيا فكرها و وجودها، مستوليا على ثروتها و مصادرا شخصيتها بطغيانه و طغواه.

و هم لا يغفلون في استماتتهم بالدفاع عن هذه القضية أن يلصقوا التهم بالعادات الاجتماعية و الافكار الرجعية، بمعنى اللف و الدوران لإلصاق التهمة بالإسلام، فالأسطوانة هي نفسها، و الأقوال و المقالات تتناثر هنا و هناك، من أفواه و أقوال المنافحين عن هذه القضية سهاما طائشة تحط في أفكار الناس و قلوبهم، فيظن البسطاء و الجهلاء.

إن هذا هو حال المرأة المسلمة خاصة على حقيقته، و تعتقد المرأة المسكينة أنها حقاً كائن سليب الإرادة مهضوم الحق.

و الأسوا من ذلك ظنها بأن ليس هناك عدالة تحميها و تنصفها و تعطيها حقوقها غير منقوصة فأضحت أسيرة تلك الجعجعة التي لا طحن من ورائها، غافلة و هي تحت تأثير الإعلام المضلل أن كلمات الله الطاهرة هي الأصدق و أن شرع الله هو الأعدل و الأقوم و الأفضل لها.

و لو عادت إلى كلمات ربها وسيرة رسولهاصلى الله عليه و سلم- و ماضي أمتها العريق و سير المسلمات عبر الزمان لوجدت الأمر غير ذلك، و لعرفت أن الظلم إذ وقع عليها فإنما هو نتيجة عدم فهم لأحكام الإسلام، و لنسبت الخطأ إلى أهله و لنفته عن دينها و شرع ربها.

و هل نالت المرأة حقها و تحصلت على مكانتها الرفيعة ضمن أي حضارة أخرى قبل الإسلام؟.

وهل شاركت المرأة الرجل اجتماعياً و سياسياً و اقتصادياً و جهادياً و تربوياً و علمياً قبل الإسلام كما شاركت كل ذلك بعدل الإسلام و شرعه، قد يقول قائل نعم تلك كليوبترا، و تلك زنوبيا، و تلك و تلك.

فأقول: ارجع إلى التاريخ و ابحث عن حال النساء في ظل تلك الحضارات، هل استطاعت زنوبيا الوقوف في وجه الوأد، و أن تلغي الحكم بالموت على وليدة قد أبصرت للتو نور الحياة لا لشيء إلا لأنها أنثى؟ و هل شملت " كليوبترا " برعايتها المرأة فخففت الظلم و العنت الذي عاشته النساء في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الإنسانية؟.

إن الطفرات التاريخية ليست مرجعاً و لا هي صورة مثالية للعدالة الاجتماعية، و لكن عدالة الله تعالى هي القدوة و المثل، تقاس بها مقاييس الظلم و العدالة و تعرض عليها الإشكاليات الإنسانية و الاجتماعية فيكون فيها الحل الأمثل و الأرحم و الأجمل.

و لذا فإنه من نافلة القول أن نقول: إن الإسلام بعدالته و تعاليمه السامية هو الضمانة الوحيدة لحرية و كرامة المرأة، فقد كلّف الرسول – صلى الله عليه و سلم- بحمل الرسالة إلى الإنسانية بشقيها الرجل والمرأة، و منذ أول تكليف كان الرجل و المرأة على حدّ سواء و اكتملت الصورة المشرقة للمشاركة الفكرية و الحوارية بينهما.

فيهرع الرسولصلى الله عليه و سلم- إليها لتشاركه الرأي و المشورة فيجد عندها التثبيت و الطمأنينة فتكون أول من آمن به لا بإكراه منه و لكن بما عرفته فيه الصفات التي تؤهله لحمل مسؤولية الخير و العدالة، و التوحيد و الرحمة إلى ذلك المجتمع الجاهلي الممتلئ ظلماً و جوراً للإنسان و القيم، و انحداراً في الرؤى و المقومات الإنسانية .

و أنزلت التشريعات السمحة تؤكد حقّ الأنثى في الحياة بعد أن كانت تسلب هذا الحق بالواد (( و إذا الموؤدة سالت ))  و سار ركب الهدى يحط رحاله في كلّ بقاع الأرض،  و طالت رحمته المرأة و الرجل على حدٍّ سواء، فأصبحت المرأة مكلفة و مسؤولة، تحمل أحد مجدافي قارب الحياة إلى شاطئ النجاة و يحمل الرجل المجداف الآخر.

و خطوة خطوة جرّد الإسلام قيم الجاهلية الغاشمة من كلّ ما فيه من اضطهاد للمرأة و أعطيت صلاحياتها في المجتمع و ها هي تشارك في البيعة، و في الهجرة ترسم مع شقيقها الرجل ملامح الدولة الإسلامية العادلة تنجب الأطفال و تحسن تربيتهم، تعدّهم رجالاً يحمون دولتهم و دينهم و تتاجر بمالها و تستقلّ به دون قيد أو شرط من الرجل أيّا كانت قرابته منها، و تحمل السلاح و تدافع عن موطنها و أرضها و حصن أمتها، و تشارك الرأي السياسي و الإجتماعي، و تناقش و تجادل رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و ربّ العزة يسمع شكواها.

و تنطلق مع جيوش الفتح الاسلامي في كل بقاع الارض تجاهد في سبيل الله و تنشر دين الله و تعلم الفقه و تروي الحديث.

و لو قارنا بين حال المرأة في الغرب اليوم و حال المرأة المسلمة لوجدنا الكثير من الغربيات يحسدن المرأة المسلمة على ما حققه لها دينها من كرامة و عدل و لكن الأقلام المرجفة التي أبت إلا أن تلصق بالإسلام النقائص لم تكن منصفة و لا حتى موفقة.

إنها أقلام مستغربة تكيل بمكيال الغرب، لتوهمنا أن الإسلام لايصلح لكل زمان و مكان، أو أنه أحكام كهنوتية جامدة لا تقبل النقاش و لا تتفاعل مع مستجدات الحياة، و القائلون بهذا لا يعرفون أو يتجاهلون مرونة الإسلام و مقاصده الرحيمة. لقد ترك الإسلام لنا باب الاجتهاد مفتوحاً لنواكب به كل العصور و المستجدات و المتغيرات.

أما أولئك الذين يجادلون في ثوابت الإسلام فنقول لهم: إنّ ثوابتنا أرسخ من ان تهزها ريح أحقادكم، و أن قناعتنا بعدل ديننا أعظم من أن تنالها شبهاتكم الواهية المغرضة، فدعوا ما حاوله غيركم لقرون طويلة من محاولات الهدم و التشكيك العقيمة، التي لم تسفر إلا عن ازدياد لمعان جوهر الإسلام العظيم، فتجلت روعته اكثر فأكثر و غدا مطلبا و ملاذاً لكل من يبحث عن العدالة في خضم بحار الظلم العقائدي و الاجتماعي الذي يسود العالم اليوم.

و كم من عقول أدركت عظمة هذا الدين و اعترفت بأفضليته و سماحته و كم من قلوب لامستها يد الرحمة الإلهية فأسلمت قيادها و مشاعرها لهذا الدين.

فهل آن الآوان أيتها الأقلام التي تنكرت لمبادئ دينها و طلبت العدل عند جلاديها، و عاشت في ظل الشبهات و الأوهام التي أرادها مروجوها حربة توجه لهذه الملة و لهدم حصون الأمة المنيعة و أرادها الله سبحانه سبباً لإقبال الكثيرين على هذا الدين، يدرسونه و يتعرفون إليه ثم يتبعون هدية (( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون )) .

أيتها المرأة المسلمة لن أقول لك أعظم مما قاله لك ربك (( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى )) و لا أبلغ مما قاله رسولك الكريم- صلى الله عليه و سلم- ( النساء شقائق الرجال ) .

هذا هو دينك و هذه هي عدالته، فلا تتركي دخان الحقد الأسود يطمس نور الحقيقة المشرقة في قلبك، و اقبلي بشرع ربك دون تردد و لا حرج فما كان لك ان ترتابي قيد أنملة بحب الله لك و عدله و رحمته إياكي، فلا تقبلي شرع غيره ، و لا تركني لسواه و الحمد لله على نعمة الإسلام.

http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=10902

قراءة 1279 مرات آخر تعديل على الأحد, 30 آب/أغسطس 2015 11:35

أضف تعليق


كود امني
تحديث