قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 02 نيسان/أبريل 2015 06:57

من أجل هذه الكلمات....

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تظل الكلمات هي الوجه الأوضح و الأصدق للتعبير عما نحمله من أفكار، و ما نؤمن به من عقائد و قيم بكل دقة، و الأكثر شفافية و إيحاء عما تحتضنه جوانحنا من يقينيات تمتلئ بها نفوسنا و تستيقنها ، و تبقى صدى يتردد بكل ثبات و رتابة و إصرار، معبراً عن مدى إيماننا بمعتقداتنا و استعدادنا للتضحية من أجلها، و حماية أهدافها و الصبر على تكاليفها و متطلباتها .

و بقدر ما نحسه تجاه هذه الكلمات من تقدير و تصديق، و بحسب ما نتوقعه من روعتها و قدرتها على الارتقاء بنا كبشر مكرمين تكون تضحياتنا و ثباتنا على هذه الكلمات.

و الكلمات و الحال هذه لابد و أن تكون ثمينة و عزيزة و  صادقة و آسرة للوجدان، و مطمئنة للأفئدة الوجلى، و النفوس المضطربة و لكي تكون أهلاً للافتداء و الاتباع، لا بد لها أن تكون مقدسة في سويداء القلوب مستقرة بها، لا تستطيع النفس الهمس حتى مجرد الهمس بتركها و التخلي عنها أو استغلاء أي غال في سبيل علوها و امتدادها و بسطها وارف ظلالها على كل مكدود ضانك ملهوف مظلوم .

و تتألق الحقيقة بكل تجلياتها لنخلص إلى أنها لابد و أن تكون كلمات الله التي لا يأتيها الباطل و لا يمر من خلالها و لا يقدر على محوها زمن و لا طاغوت و لا متجبر متكبر، و لا حتى تجرؤ على تجاهلها و الاستخفاف بها نفس سوية عاقلة مدركة متفكرة .

و يحدثنا التاريخ بكل قرونه الممتدة، و طيات صفحاته الممتابعة و عبره المتعاقبة عن أناس دفعوا حياتهم و هم يستقلون بها، و بذلوا أرواحهم و هم يسترخصونها ، ثمناً لهذه الكلمات المقدسة ،التي ارتقت بالإنسان إلى أعلى مراتب الإنسانية و أذاقته حلاوة العدل بعد مرارة الظلم و أخذت بيده عبر المتاهة الظلامية البشرية إلى آفاق النور الرباني المشرق الواضح الفطري الجميل.

يحدثنا التاريخ عن امرأة في مقاييس الجاه أمة مملوكة، و في مقاييس الصور سوداء، و في مقاييس الأملاك و الأطيان معدمة، و لكنها في مقياس الإنسانية النقي الحقيقي إنسانة ممتلئة بإنسانيتها كريمة النفس متفكرة الفؤاد، لامست كلمات الله وجدانها فالتقطتها، و تمسكت بها، و قد أدركت أنها طوق النجاة الذي بحثت عنه طويلا، ليرفعها على أجنحة الوحدانية المكرمة إلى أعلى مراتب السمو و الكرامة، و رددت تلك الكلمات الخالدة خلود الأبد " لا إله إلا الله " .

و استشعرت لذة القرب بعد الفقد، و عزة الجانب بعد الذلة، و خفة التحليق في أفق الحرية بعد ثقل الأغلال، و وجدت في ترداد هذه الكلمات حنين روحها و برد راحتها، فاحتضنتها بكل جوارحها و قد نسيت ما سواها من الكلمات الفارغة الجوفاء.

و حين راودها الطغاة عن دينها و ربها و كلماته المقدسة الغالية، تلفتت حولها فإذا هي أم تحنو على فتاها الذي اختار نفس الاختيار، و اعتنق ذات الدين، و ترنم بذات الكلمات، ثم التفتت مرة أخرى لترى الزوج الحاني، و قد أثقلته السنون و تبعات الجاهلية، و مرهقات الغربة، و ضحكت مشاعرها، و سمت روحها، و امتزجت مشاعر الامومة و الحنو، و المحبة و الود، بمشاعر الفخر و الرضى، و الخوف الطبيعي الأمومي، فطافت بها طائفات شتى ،و وجدت نفسها تقارن بين الأمومة و خالقها، و بين العاطفة و مسخرها، و بين المودة و ملقيها في القلوب.

فلا ترى فيها سواه فتسكن إليه روحها و تنحاز إليه تعابيرها فتنطلق كلمات التوحيد ردا قاطعا و تبحث في مواثيق ربقة الجاهلية و إصرها، و تقارنها بنور الإسلام و عدله، بين تلك الكلمات الخرقاء التي تمجد حجارة و جمادات و كل فان مهين، و بين هذه العبارة الرحيبة و الصادقة المهيبة، الباعثة للحياة في أرواح ماتت فيها كل إشراقات الحياة.

فلا تأخذها مسيرة المقارنة طويلاً فالاختيار واضح لكل ذي لب لبيب، و الكلمات العظيمة أغلى من كل ماتملك و من تحب، و اسمى من كل المشاعر و الأحاسيس ما تحسه و تلمسه و تعيش في ظله، منذ آمنت بأنه لإله إلا الله، فاختارت الموت الكريم على الحياة المجردة من روح الحياة، موقنة بأنه السبيل إلى الكرامة و الخلود، فخلدت " سمية " ذكرا و بطولة و مثلاً و فازت بسبق الإستشهاد. و يحدثنا التاريخ عن رجل عالم أديب توصلت نفسه غلى اعماق الكلمات الربانية، و تشربتها روحه الطيبة.

و تمثلها سلوكا و فكرا فحورب لأجلها و سجن و حكم عليه بالموت ظلما و عدوانا و فرعنة حتى إذا آن أوان الاستشهاد من عليه الطاغوت بمن يذكره و ياللسخرية أن يذكره بالكلمات التي يحكم عليه بالموت لأجلها، فيلتفت إلى الشيخ المعمم و قد طلب منه النطق بالشهادتين.

يلتفت إليه بكل اطمئنان المؤمن و أدب الأديب و سكينة من يحس بأنه يقف على عتبات الواحد القهار العادل، و بكل ثقة الراضي برضى ربه قائلا :{و هل تراني جئت إلى هنا إلا من أجل هذه الكلمات}.

فخلد سيد قطب مثلا و علما و أدبا و ثباتا و شجاعة و صدقا و خاب الفرعون و استنزل على نفسه اللعنات و أفضى إلى ما قدم.

و يحدثنا التاريخ و آه من حديث التاريخ حين يجنح به الريح إلى منازل العبر و العظات يحدثنا عن فرعون حين أصر على كلماته الخاسرة و صدّق كذبته التي ألقاها في روعه شيطان الكبر و طاغوت الجاه " أنا ربكم الأعلى " فدارت عليه كأس السنن فشربها " فأخذه الله نكال الآخرة و الأولى " .

و يحدثنا التاريخ عن أمة عاشت في ظل كذبة كبرى مبنية على كلمات مكذوبه فأحرقت البلاد و أهلكت العباد ،و استباحت بيوت الله و حرماته ، و داست القيم و سرقت الأوطان، و زورت التاريخ و علت في الأرض بغير الحق، و أسرفت في ظلمها و علوها، و لم تلق بالاً لتلك الكلمات المقدسة المتوعدة الصادقه الربانية " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم ".

كل هذا و هي تدعي " نحن أبناء الله و أحباؤه " و تظل الكلمات مداراً يسير في مساره يعبر فيه أهل الصدق عن صدقهم، و يتلاعب فيه شيطان الكذب بأوليائه، و تبقى النفوس الرحبة المطمئنة الرجّاعة إلى ربه، ا تدفع راضية مرضية ثمن ولاءها لكلمات الله الخالدة؛ لأنها تستحق التضحية.

كيف لا و هي  النبع الفياض الدائم العصي على النفاد الماضي دون تراجع و لا تغيير و لاتبديل، و كيف يتبدل العدل و بم؟ و كيف تنفد الرحمة و الرزق و العطاء و لم؟

" قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا " فتبقى كلمات الله هي الكلمات التي من أجلها تقبل الأرواح على الموت و هي مستبشرة بصدق الوعد و رحمة الواعد و روعة اللقاء " اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ".
 

http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=11118

قراءة 1403 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 12:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث