(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 26 August 2015 06:39

ضحية استدراج إلكتروني

Written by  د.جاسم المطوع
Rate this item
(0 votes)

دخل على زوجته حزينا و هو يردد و يقول: لا أعرف ماذا أفعل؟ و كيف أتصرف؟ فقالت له: هل تقصد مشكلتك التي حدثتني عنها بالعمل؟ قال: لا، الموضوع أكبر من ذلك. قالت: هل حصل لوالديك شيء؟ فسكت. قالت: لماذا سكت.. أخبرني؟ نزلت دمعة من عينيه، ثم قال: مصيبة عملتها قالت و هي متوترة: تحدث معي، قل لي ماذا حصل لك؟ قال: القصة طويلة و لكن بدايتها كانت من رسالة عبر هاتفي المحمول، فقالت باستغراب: رسالة ماذا تقصد؟ قال: رسالة وصلتني بالوتساب فيها صورة لفتاة بملابس فاضحة و رقم هاتفها فأهملتها، و بعد أسبوع تسلمت مثل هذه الرسالة مرة أخرى فأهملتها كذلك، ثم أرسلت لي مرة ثالثة ففتحتها و قلت لنفسي و ماذا سيضرك لو جربت تتحدث معها، فلما كلمتها صارت المصيبة، ثم سكت.

قالت: أكمل، ماذا حصل بعد ذلك، قال: لا أعرف ماذا أقول لك ولكني أريد حلا لمصيبتي، فقد حصل التواصل بيني و بينها عبر الهاتف ثم تطور التواصل من خلال برامج التواصل المرئية ثم تطور التواصل حتى صرنا نتحدث مع بعض و نشاهد بعض، ثم سكت، فقالت: و ماذا حصل بعد ذلك؟ و هل مازال التواصل مستمرا؟ قال: نعم و حصلت أشياء بيني و بينها لأول مرة أفعلها بحياتي عبر الهاتف.

قالت و بصوت مرتفع: اتخذ قرارا الآن بقطع علاقتك بها و ألغ بياناتها من هاتفك النقال حتى تنتهي المشكلة، قال: لا أستطيع، قالت: و لماذا لا تستطيع؟ قال: لأنها كانت تصورني عندما تحدثت معها و قد عرضت علي الصور الفاضحة الخاصة بي، و بدأت تطلب مني مبالغ مالية و تقول لي إذا لم تدفع لي المبالغ التي أطلبها منك، فإني سأنشر صورك على الشبكات الاجتماعية و أفضحك أمام أهلك و مجتمعك، فصرت أحول لها المبلغ الذي تطلبه بين فترة و أخرى، قالت: لا حول و لا قوة إلا بالله، قال: و أنا ترددت أن أصارحك في البداية و لكن قلت إنك ستتفهمين غلطتي لأني أول مرة أفعلها، و لا أريد أن أستمر فيها و أريدك أن تساعديني فإني لا أعرف كيف أخرج منها، قالت: أترك الموضوع علي و أنا سأساعدك للتخلص من هذه الأزمة.

و بعد تفكير علمت الزوجة أن هناك قسما يتبع وزارة الداخلية متخصص بالنظر في مثل هذه الوقائع فذهبت مع زوجها و قدم شكوى على تلك المرأة بأنها تهدده بنشر صوره و تمت معالجة المشكلة بصمت و سرية و إغلاق الحسابات الإلكترونية المتعلقة بهذا الأمر، و الأمر فيه تفصيل لا يسعني أن أذكره بهذا المقال، و هذه قصة واحدة من مجموعة قصص كثيرة تعرض علي بنفس الأحداث و لعل آخرها شاب دفع لفتاة تهدده بنفس الطريقة أكثر من عشرة آلاف دولار.

كنت مترددا في الكتابة بهذا الموضوع حتى رأيت أن هذه الحوادث كثرت و صارت ظاهرة بعدما كانت في السابق حوادث فردية، ففي الشهر الماضي فقط عرضت علي ثلاث حالات متشابهة لشباب تم استغلالهم من خلال الوتساب و الإنستغرام و الفيسبوك، و واضح أن خلف هذه الأحداث مجموعات تعمل بهذا المجال لكسب المال بالطرق الرخيصة، مستغلين في ذلك حب الشباب للدردشة و مشاهدة الصور و الأفلام فيتم استخدامها ليكونوا ضحايا هذه الشبكات.

فالشباب صنفان، صنف يبحث عن هذه الأمور و يمارسونها و لا يهمهم إذا تم تصويرهم أو تسجيلهم، و صنف يقع ضحية لهذه الشبكات مثل القصة التي ذكرتها، فتوعية الشباب أمر ضروري في هذا الجانب، و الغريب أن هؤلاء لا يهمهم عمر الشاب فسواء كان عمره خمس عشرة سنة أو هو رجل كبير تجاوز عمره الستين عاما فإنهم يصطادونه بألاعيبهم، و حتى نحمي شبابنا علينا عمل ثلاثة إجراءات مهمة، الأول توعية شبابنا بطرق و أساليب اصطيادهم من قبل الفتيات المستأجرات، و الثانية وجود قسم مثل المباحث الإلكترونية لمساعدة الشباب، و الثالثة غرس الإيمان و التقوى في نفوس شبابنا.

http://www.alanba.com.kw/kottab/jassem-almotawwea/577513/10-08-2015

Read 1430 times Last modified on Friday, 28 August 2015 06:17