(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 16 آذار/مارس 2016 07:28

هل نعتذر ؟

كتبه  فاطمة المزروعي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

طبيعة الحياة و طبيعة الأعمال و المهام اليومية أن تحدث فيها أخطاء، و كما يُقال الذي يعمل لا بد أن يخطئ .. و الأخطاء أنواع، منها الذي يحدث خلال مهمة عمل ما، مثل تجاوز إجراء محدد أو تحويل معاملة لموقع غير صحيح و غيرها .. و هناك اخطاء تحدث و ترتكب ضد الآخرين، و هذا هو النوع الذي أود الحديث عنه، فكما نعلم بأن طبيعة الحياة الاجتماعية فيها الاحتكاك و سوء الفهم، و أيضاً أخطاء قد تكون متعمدة أو غير متعمدة، و في كلتا الحالتين، الاعتذار و الأسف هما السبيل أو الطريق الأول لمعالجة هذا الخطأ. 

المشكلة الحقيقية هي جهل البعض بأهمية الاعتذار و وجوبه كمرحلة أولى لإصلاح الخطأ الذي ارتكب، ثم كمرحلة ثانية عدم معاودة الخطأ و تكراره. الذي يحدث مع الأسف في كثير من الأحيان، إن مرحلة الاعتذار تتحول إلى مشكلة أخرى بسبب التبرير و محاولة إظهار أنه هو أيضاً ضحية أو ارتكب عليه خطأ. و هذا له نتائج عكسية وخيمة، فلن يكون الاعتذار له أي فائدة أو له أي صدى لأنه ببساطة تم تجريده من محتواه و معناه العميق. فأنت بدلاً من الاعتذار بدأت تسوق جملة من المواضيع لتبرر ما ارتكبته. 

و هنا سيبدأ نقاش مشحون يتم خلاله تبادل الكلمات القاسية ضد بعض، فتتحول جلسة الاعتذار إلى جلسة مشاحنة تتسع خلالها هُوة الخلاف و الشقاق .. طريقة الاعتذار بحد ذاتها فن و أسلوب يجب تعلمهما، فبمقدورك الاعتذار و توضيح وجهة نظرك دون الدخول في نقاش طويل عقيم لا فائدة منه.
هناك جانب آخر من المعضلة، حيث إن البعض أيضاً تلاحظه في زاوية محاصراً فيها، و الخطأ عليه بشكل واضح لا لبس فيه، لكنه رغم ذلك يتجاهل أن يقول «آسف»، و إذا قالها تخرج من غير تغيير في سلوكه و طريقة تعامله، بل يكرر الخطأ. هنا مؤكد أنه على المدى البعيد سيخسر أصدقاءه و مجتمعه، و في غفلة من الزمن سيجد نفسه محاصراً بالوحدة، الكل يتجنبه و يتجنب الحديث معه أو حتى الإصغاء إليه.
إذا أخذ الناس عن شخص تصور أنه غير مكترث بمشاعرهم أو لا يولي وجهات نظرهم أي اهتمام أو إصغاء، فإنهم و من المؤكد سيبتعدون عنه و يقررون تجنبه، لأن هذا هو الأسلم لهم، بل إنه قد يصبح بعيداً حتى عن مجتمعهم، و لا يرحب به أي شخص .. و الذي أشير إليه هو أهمية أن نتعلم ثقافة الاعتذار لأنها صفة تزيدنا احتراماً أمام الآخرين و ليس العكس.

Link : http://www.banatmag.com/default.asp?peagSh=subTopi&ID=4133

قراءة 1340 مرات آخر تعديل على الجمعة, 18 آذار/مارس 2016 06:29