(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 07 تموز/يوليو 2016 07:49

هندسة النجاح

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

فُطِر الإنسانُ على الرغبة في النجاح، و تحسين حياتِه و الارتقاء بها، ما يُفسِّر اشتراك البشر في مسارات البحث عن النجاحات و الإنجازات، غير أنَّ هذا الاشتراك لم يَعنِ يومًا الاشتراكَ في نفس النهايات، فنهايةُ المشوار بالنسبة للكثيرين اختلفَتْ في الأخير عن البداياتِ، فخلال هذه المسيرةِ يتوقَّف البعض عن متابعة طريق الأحلام و الانتصار، و يستسلم البعض الآخر للصعوبات و مفاوز الأخطار، و يتقاعسُ البعض فيعرِّضُ نفسه و خطَّه للانهيار، و قليل من السائرين من يستمرُّ حتى نهاية المشوار، و الفارق بين مَن واصلوا و وصلوا و بين من استسلموا و انسحبوا هو: أن الناجحين تمكَّنوا من هندسة النَّجاح، من لحظة التفكيرِ بالإنجاز و التحضير له، إلى لحظة الانطلاقِ في يوم مشرق صبَّاح، ثم تابعوا مشوارَهم على هذا النَّسَق التراتبي بعزمٍ و إلحاح، حتى حقَّقوا ما سعوا إليه و حقَّقوا تقديرًا مشرفًا لذاتهم بعد أن تماهَوْا مع عالم الفلاحِ.

ول أنَّ أسبابَ الفشلِ معروفةٌ غالبًا، فإننا سنخوضُ غمارَ هذه السطور للحديث عن: المتألِّقين في سماء المجد، فهم بحقٍّ عشَّاق مسارات النَّجاح، و أصحاب الهممِ العاليةِ، و النفوس المشرقةِ، يتوثَّبون إلى غدهم المشرف المشرق وثبةَ الفهود القناصة، و النُّسور الصيَّادة، بعد أن تعلموا أنَّ الحياة و النجاح مجموعة فرصٍ، يجب أن يكون طالبُها مثلَ الصيَّاد القنَّاص، الذي يترصَّدُ غايتَه، و هو يوجِّه إليها ناظرَه و تركيزه، و يسدِّد إليها سهمَه و هو موقن بالإصابة.

لن أطيلَ عليكَ أيها القارئ العزيز، و سأَدَعُك مع بعض مفاتيح النجاح، خُذْ منها المعنى، و دَعْ عنك التكلُّف في تطبيقِها، فالمعنى إن استوعَبْتَه قد يتحقَّق بعد ذلك بأسلوب و وسيلةٍ تُلائِمُك، و لا يشترط أن تُلائِمَ غيرك، فإلى مفاتيحِ النجاح؛ لعلَّك تفتح أبوابًا لطالما فَشِلَتْ مفاتيح الفوضى و التخبط في فتحها:

المفتاح الأول: تذكَّر أنَّك مسلمٌ قبل كل شيء؛ لذلك احرص أن يكون حبُّ الله و رسوله عليه الصلاة و السلام أعظمَ ما يسكنُ قلبك و نفسك، و إلا فلن تنالَ التوفيق، و تذكَّر دائمًا أنه كما تجري السُّحب بالرياح، فإنَّ الأمور تجري بالتوفيق.

المفتاح الثاني: كن عنيدًا قويًّا، و عوِّد نفسَك خوضَ التحدِّيات؛ حتَّى لا تستسلم للعقبات، و لا تترُكِ الأمر للمفاجآت، بل فاجِئ المفاجآت بتوقع كل الاحتمالات؛ فهذا من الاستعداد للشدائدِ و الصعوبات، و هذا هو المقصود بالعناد المؤدي إلى الانتصار.

المفتاح الثالث: من الهامِّ أن تواظِب على المطالعة المستمرة و المتنوعة، و طالع كلَّ ما تجده في طريقك مما هو مفيد؛ فالحياة سريعةُ المُضِي و متجددة في كل آنٍ، فما كان جديدًا الآن سيصير بعد يوم قديمًا، فكيف تواجه الجديد بالقديم؟ و اعلم أن قراءةَ سيرة حياة الناجحين و العظماء من مفاتيح النجاح؛ لأنك تأخذ زُبدةَ حياتهم و تجاربهم، و تختصر عليك الطريق.

المفتاح الرابع: أعداؤك سرُّ نجاحك، فاستَفِدْ منهم بدلَ الغرق في الخصومة معهم؛ فإنَّهم حينما يقفون على عيوبِك يُبصِّرونك بها، فسُدَّ الثَّغرات، و امضِ لا تلوِ إلا على النجاح، و ليكن السرُّ و الكتمان صاحبَيْك في المسيرة.

المفتاح الخامس: لا تستعجِلْ؛ فالعجلة شيء، و الحرص شيء آخرُ، و عليك بالتأنِّي و تحقيق خطواتك الواحدة تلوَ الأخرى، و كن قدرَ الله الغالب؛ فالمؤمن القويُّ خير و أحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف.

المفتاح السادس: حفِّز نفسك؛ فإنَّ التحفيز الذاتي من أعظم ما يدفعُ النفسَ إلى الطموحِ و العمل، و لا تلتَفِتْ إلى الفاشلين إلا لتستفيدَ من أخطائهم، و ركِّز عينَيْك على تجارب و نجاحات مَن سبقوك، فهذا من أقوى المحفِّزات.

المفتاح السابع: عِشْ لأمَّتِك، و لا تحرِصْ على الجَريِ وراء الدنيا، و اعلم أنَّ مَن عاش لأمَّتِه، نالَتْه الرعاية الربَّانية، و بورك له في أيامه.

المفتاح الثامن: لا تحقِرْ نفسك أبدًا، و لا تظنَّ أنَّ كل ما يلمع ذهبٌ، فقد تكون أحسن من أولئك الذين يُقدَّمون لنا على أنهم القُدوات و النماذج المُثْلى، و لا تقبل أن يكون لغيرك وصاية على عقلك و إرادتك بشكل مطلَقٍ و غير مدروس؛ فإنما أنت عبدٌ لله وحده.

المفتاح التاسع - و قد يكون غريبًا عليك -: كُلْ و اشرب و نَمْ جيدًا؛ فالصحة أعظم نعمة بعدَ الإيمان، و من دونها لن تستطيع المضيَّ إلى أهدافك، و لن تصل إلى طموحاتِك، فحافظ عليها؛ فهي رأس مالك، و لتَكُنْ علاقتُك بجسدك علاقةَ عطف و حبٍّ؛ فتلك الأرجلُ هي التي تمشي بك إلى المطلوب، و تلك الأيدي هي التي تدفعُ عنك و لك، و تلك الأعينُ هي التي تقودك؛ فحافِظْ على نعم الله تعالى بالرياضة و التغذية الجيدة.

المفتاح العاشر: لا تستعجِلْ حصادَ ما زرعت، فالزمن جزء من معادلة النجاح، واعلم أن الذين تقتدي بنجاحاتهم ما نالوها إلا بعد مشقَّة كادت تفني حياتهم.

المفتاح الحادي العاشر: لا تنسَ نصيبَك من السفر و لو في داخل بلدك، فالسفر يفتحُ لك ذهنيَّتك بعد أن انغلقَتْ على مساحة محدودة، و ليكن شعارُك: فسيحوا في الأرض؛ فإنَّ السفر طريقٌ للعلم، و هو خير أستاذ.

المفتاح الثاني عشر: عِشْ آلام الآخرين و عذاباتهم، افعل ذلك فقط و ستَنال صدقَ الحديث و قوة الإقناع؛ لأنَّك بذلك تدخلُ كلَّ نفس تحدثها؛ لأنك ستعيش في نفوس الآخرين و بيوتهم و كأنك واحد منهم، و إن لم يشعروا بك.

المفتاح الثالث عشر: احذر القَوْلبةَ، و كن أنت و لا تكن غيرَ ذلك، فلا تلغِ شخصيَّتك، و اعلم أنَّك مُميَّز عن الآخرين بشيء ليس عندهم، و أنَّك تحسنُ ما لا يحسنه الكثيرون، و أنَّ ذلك مطيَّة فوزِك و فلاحك.

المفتاح الرابع عشر: إذا أردت أن تُقْدِم على شيء، فعليك أن تمهِّد له بتفريج كربات المكروبين، و قضاء حاجات المحتاجين، و مساعدة المهمومين؛ فدعواتهم تفتحُ لك طرقًا في الجبال.

المفتاح الخامس عشر: كن قنَّاصًا، و تذكَّر أنَّ الحياة فرصٌ، فإن لم تقتَنصْ ما أُتيح لك من فرص، فاعلم أن غيرك سيقتنصُها؛ فالحياة اقتناص، و إياك أن تظنَّ أنَّك قد وصلت، فذلك علامة الخيبة، الحياة قنصٌ، فواصل ثم واصلِ القنصَ إلى الرَّمق الأخير من حياتك.

الأمر السادس عشر: اعلم أن الحياةَ ابتلاء، و أنَّ العثراتِ سبيلُ النجاح، و أنَّ الإرادة تصنعُ الفارق بينَك و بينهم.

أخيرًا و ليس آخِرًا: تأكَّد أنَّ التدبير نصف النجاح، و أنَّ هندسة الحياة تُبارك جهودك و حياتك، فلا تدَعْ حياتك للمفاجآت، و لا تنتظر الحظَّ، وتَطلَّع أمامك و سِرْ على بصيرة، و شُقَّ بحار الحياة المحفوفة بالمخاطر بسلاحِ الإيمان، و سلِّح كلَّ إصبع من أصابع يدِك بمفتاح من مفاتيح النجاح - تُحقِّق أهدافك، و تَنَلْ غاياتك؛ فالحياةُ مبنية على قوانين كونيَّة، و سنن تاريخية و حياتية، مَن أهمَلَها ندم و اندثر، و من أخَذَ بها وصل، فهل تفعل؟



قراءة 1519 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 16:45