(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 30 نيسان/أبريل 2017 14:17

ما خلف كواليس.. أكاديمية إبليس..!!

كتبه  الأستاذة ندى بنت عبد العزيز اليوسفي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عادَت و كانت مختفية ثلاثة أيام، أخذت تتحدث بانتشاء عن رحلتها، و حضورها العرض الأخير لشيطان أكاديمي، تحدثت عن كيف جُهّزَ الأستوديو للتصوير، و كيف أُجلِسوا، و ماذا لبست، و غير ذلك مما دار خلف الكواليس و خفي على صديقاتها متابعات أكاديمية إبليس..!!!!

و بين ارتفاع الأصوات بعبارات التهنئة على هذا الشرف الذي نالته، و ليس بعده شرف، كان ذلك الاستقبال الأسطوري، للبطل الصنديد، و المجاهد الرعديد، في صالة التشريفات، و بمائة ألف أو يزيدون، بالأحضان و الورود و الدموع، و يهتف الأب بفرح: (أحمد الله فقد مثَّلَ ابني بلدهُ خير تمثيل)..!!!!، و يقول البطل بسعادة: (أحمد الله فقد كفّيت و وفّيت)..!!!!

أُتابِع هذه المواقف و أقرأ عن ذلك الاستقبال الأسطوري؛ و صوتُ الرّائي ينخر أُذني، لم يتنبّه إليه أحد وسط ضجّة الاستقبال و الاحتفال، يتلو نشرة الأخبار، يعلن أن الأمة تُذبح من الوريد إلى الوريد، و يقرأ بياناً تلو بيان عن منازل تهدّم، و دماءٍ تسيل، و مُقْعَدٍ يُذبَح، و عقولٍ تُوأَد، و عِفّةٍ تُنحَر..!!!!

انتهى البرنامج كما انتهى سابقه سيء الذكر، سوبر شيطان، و نصّب كما نصّب و مازال ينصّب غيره؛ أبطال الأمة و شجعانها، من صمدوا و جاهدوا و صبروا على كل ما لاقوا، من أول التصفيات حتى النهائي، بكل بسالة، و وقفت الجماهير العربية و المسلمة خلفهم، تعاضدهم برسائل الجوال، و الاتصالات، و أعمدة الصحف، و الإعلانات، و الدموع، بل و الدعاء..!!!!

لم يمر على الأمة الإسلامية زمانٌ كهذا الزمان، و لا فتنٌ كهذه الفتن، و لا محنٌ و مصائب كالتي نرى و نسمع، اشتدّت عليها الهجمة، و أغار عليها العدو، و استوطن بقاعها، برّاً و جوّاً و بحراً بل و قلباً و فكراً..!!!!

ظلماتٌ بعضها فوق بعض، كلما انقضت طامة من الطوام جاء ما هو أشد منها ألماً و خطراً و انفتاحاً و تحرراً و تغريباً و تمييعاً للدين..!!!!

الإعلام، أداة العدو المتربّص، الأداة التي فُعّلَت و استُخدمَت للنفوذ للأقطار التي لم يَتَسنّى احتلالها عسكرياً للآن، إعلام وُجّه أصلاً لإعدام شباب هذه الملّة، بعد أن فشلت كل الطرق؛ احتلوا العقول و العيون و القلوب و الألسن احتلالاً أعظم من ألف ألف احتلالٍ عسكري، و أكثر عملاً و تدميراً و إيلاماً، و الله المستعان..!!!!

الإعلام، أصبح أخبث ما يكون، يتابع بدقّة أدقّ الدقائق في حياة أقل القوم و أوضعهم في ميزان الأخلاق و العطاء، تُضخَّم صورهم و أخبارهم و خلافاتهم و انجازاتهم و حتى أفضل مآكلهم و مشاربهم، يصوّرون على أنهم الصورة المثالية للحياةِ النموذجية..!!!!

الإعلام، أخذ بكل خُبث ينظّم الحوارات و البرامج المصفوفة و المزينة و المنقوشة بكل دعوى إلى الخروج على المجتمع و أعرافه البائدة، و كأن الدين عُرفٌ أكل عليه الدهر و شرب، و تراث مكانه المعارض و المهرجانات و قصص الجدّات..!!!!

و إن لم يكن هذا و لا ذاك، فأخبث ما صنع على الإطلاق، رفع أهل البدعة، و تقديمهم للجمهور، على أنهم الرحمة المهداة، و أصحاب المنهَج الحق، و نشر خزعبلاتهم و عرض طوامهم و مشادّاتهم..!!!!

تعذّر من تعذّر أن متابعة الأخبار، و الأحداث أولاً بأول، هي ما تلتَفِت إليه أنفسهم، و أنهم لا يولون اهتماماً بما عدى ذلك، و ما رأيتُ حجّة أعجب من هذه، فهل نحنُ صنّاع قرار حتى تحمل النفس همَّ متابعة الخبر لحظة بلحظة..؟!!، و هل نملك أن نغيّر من الحال شيء؟!!، و هل ملك صنّاع القرار أنفسهم تغيير شيء..؟!!، و كيف تحتمل النفس مشاهدة مناظر القهر و الإبادة ليل نهار..؟!!، و كيف يهنأ لها نومٌ و عيش مع ضعف الحيلة و تقطّع الأسباب دون الوسيلة..؟!!

أما الفتاة فهل تتابع الأخبار..؟!!، أم آخر التحليلات السياسية..؟!!، أم في أحسن الأحوال تتابع برنامجاً عن الإعجاز العلمي و خفايا الطب..؟!!!!، إنها تتسمّر أمام 500 قناة في غرفة مغلقة، تتقلب بين هذه القمامة و تلك، تراقب تمايل هذه، و تقبيل ذاك، و تراقُص تلك..!!!!، و يمضي بها الوقت، و تحتار ماذا تصنع بهذه النفس، تخرج إلى الأسواق و تغوص في بحار النت، تبحث عن قشة تتعلق بها، تُنَفِّس عمّا في النّفس..!!!!

لست ألوم العدو المتربّص، و لا أمتدح ذكاؤه و معرفته من أين تُؤكَل الكتف؛ و إنما ألوم من جعل من نفسهم إناءً بل قمامة تستقبل كلما هبّ  و دب، ألوم من جلب هذا البلاء لنفسه و داره، و يستصرخ اليوم: وااااامُنقِذاه..!!!!

قبل سنوات كان أئمة المساجد و العلماء يستصرخون، ينادون، يحذرون، من هذه الأطباق الفضائية، و لاقت الدعوى حينها تسفيهاً من البعض و استخفافا، و اليوم هم من يدفع الثمن بشهادتهم، فأطفال الأمس، أصبحوا كباراً اليوم، و ضاعت القيم، و تثبطت الهمم، و شُغِلَ فراغُهم بالعفن و مُلِئَت بطونهم من النّهَم..!!!!

لن يغفر الجيل الجديد أبداً لمن عطّل قدراته، و شغل تفكيره، و أضاع أوقاته، و لكن عندما يستيقظ من سكرته و يتنبّه لحاضره و يعرف عدوّه..!!!!، و حتى ذلك الحين فبين بعض أبناء الأمة و الوعي بالعدو الفضائي مسافات، خاصة مع تخفّيه، و تكلمه بألسنتنا و دعمه مادياً و معنوياً من قِبَلِ بعض بني جلدتنا، و إلباسه الباطل النّتِن لباس الحقّ الفاتن..!!!!

و لن ينفع مع هذه الأداة الإعلامية القوية، و التي سخرت كل شيء لخدمة أهدافها، و إعادة صياغة جيل أمة الإسلام بشكلٍ يَسهُل معه استيطان عقولهم و أفئدتهم قبل أراضيهم؛ إلا أداة إعلامية قوية أخرى موجّهة و مضادّة لهذه الهجمة الشرسة، تكتسحهم اكتساحاً، و تبعثر أوراقهم، و تكشف خططهم، و تفضح عداءهم..!!!!

لكن للأسف، و بما أننا أمة صادق القول، و عظيم الفعل، فما إن خرجت مؤسسة إعلامية هادفة موجّهة دعوياً و إسلامياً، تفعل ما تستطيع لاستقطاب الإبداعات الإعدادية و الإخراجية و عباقرة صنّاع الإعلام الهادف، حتى تناولتها فئةٌ بالهجوم و التبديع..!!!!، في وقتٍ هي أحوج ما تكون فيه للدعم المعنوي و المادي..!!!!، و استكثر البعض عليها ريالاً و نصف في اليوم يدعم مسيرتها، و يعزّز جهودها، و يعينها على مزاحمة ما مُليء بهِ الفضاء من عَفَن..!!!!، منتظرين أن تمدّ لها إعلانات الشامبو الماجنة و الفوط النسائية المقزّزة يد الدعم و المؤازرة..!!!!!

بيدنا أن نصنع أعظم أداة إعلامية نقية هادفة، بيدنا أن نخرج لمخاطبة العالم أجمع بصورة إعلامية جميلة، متوازنة، سليمة المنهج، إسلامية التوجّه، و لكن متى ما اتّحدت الجهود و خَلُصت لله النيات، و ربّينا النفوس على الصبر، و توكّلنا على الله، ( و لن يَتِرَكُم أعمالكم)..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا وحّدنا الخطاب الدعوي، و نسينا حظوظ النفس، و تسامينا عن الخلافات الشخصية، و المشادّات الكلامية، و الهجوم و الأخذ و الردّ الذي ما ضرّ إلا خطابنا الدعوي، و طعنهُ في الصميم، حينما انشغل به البعض عن العمل الجادّ لهذا الدين، و اهتزت بذلك صورته عند البعض، و الله المستعان..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا تولّى الإشراف على هذا الخطاب الإعلامي خيارنا، من العلماء و أصحاب الفضيلة و طلاّب العلم، و الدعاة، و من عُرِف عنه صحة التوجّه، و سلامة المنهج، و صفاء العقيدة، مما يُكسب الخطاب المصداقية و القوّة..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا وثقنا بقدراتنا ونمّينا في دواخلنا عزّة المسلم التي تدفعه لكل محمَدة، و تسمو به إلى آفاق العزّة، و تحملهُ على كل برٍّ و خير، و استغلال كل طاقاته في نشر كل فضيلة و محاربة كل شرٍّ و رذيلة، بخطابٍ مدروس و منطلقاتٍ ثابتة، و توجّهات سليمة، و عقيدة صافية..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا تحمّلنا في ذات الله ما نلاقي، و صبرنا، و لم نستعجِل الثمرة، و تقبّلنا النقد مهما كان، و تعاملنا مع بإيجابية، تدفع العمل الإعلامي الإسلامي نحو الأمام..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا قيّمنا أنفسنا، و قوّمنا معوجّها، و حاولنا أن نصل بها لأعلى مراتب الكمال كما أراد لنا هذا الدين، و كنّا قدوةً في أنفسنا و تعاملنا و أخلاقنا و سمتنا و عطائنا، تنطق إنجازاتنا، و ينطق خطابنا بعظمة و محاسن هذا الدين، بكل واقعية، بكل شفافية، بكل إبداع، و عطاء، لا ينتظر شكراً من أحد؛ إلا من الواحد الأحد..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا أدرك صاحب القناة الفضائية الإسلامية و المجلة الإسلامية و الكتاب الإسلامي و الكاتب الإسلامي و الشريط الإسلامي و المؤسسة الإسلامية جميعهم أنهم على ثغرٍ واحد، تتعاضد جهودهم، و يتعاون أخيارهم، و يبحثون عن كل وسيلة لتطوير طريقة عرضهم، و ملاحقة الإبداع أنّى كان ليخدم توجّههم و خطابهم، بما ليس فيه تمييع الدين و لا ما ينتظره المتربصون من سَقْط القول و خطأ الأسلوب و الوسيلة..!!!!

هاهم يعلنون عن عرض شيطان أكاديمي إكسترا..!!!!، و الجماهير الإسلامية ما بين شاجبٍ و مستنكر و آخر بفرحٍ و حماسٍ مُترَقّب، و تستمر الحرب الإعلامية، و تطيب النفس برؤية بعض أبناء الأمة المخلصين وسط هذا الغثاء، بإخلاص و تفانٍ يعملون، و عن الإبداع في الطرح يبحثون، و في القلوب النقيّة لفسائلهم الطيبة يغرسون، ببطء يسيرون، لكن على درب العزة هم سائرون، و بالحكمة و الموعظة الحسنة العالمَ يُخاطبون، للنقد بصدورٍ رحبةٍ متقبّلون، أقول لهم: لا تحزنوا، الله معكم و لن يَتِرَكُم أعمالكم، أمّا الظالمون فسيعلمون أيّ منقلبٍ ينقلبون..!!!!

https://saaid.net/daeyat/nada/3.htm

 

قراءة 1651 مرات آخر تعديل على الجمعة, 05 أيار 2017 07:59