(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 09 May 2019 17:27

جمعية ابن باديس وأساطير “الأقلام السوداء”.!

Written by  الأستاذ كمال أبو سنة
Rate this item
(0 votes)

لا تأتي ذكرى وفاة باعث النهضة الجزائرية الإمام عبد الحميد بن باديس-رحمه الله- المرتبطة بيوم العلم إلا و رفع بعض مرضى القلوب و العقول عقيرتهم عاليا محاولين تشويه صورة زعيم الجزائر و إمامها و جمعية العلماء، خير جمعية أخرجت للناس، التي أسسها هو و صحبه العلماء الكرام على تقوى من الله… و إنني لأزداد اقتناعا، كل يوم، بأن هؤلاء المخاصمين للجمعية و مؤسسها و رجالها، يستقون شبهاتهم من منبع آسن واحد، و يشتركون في كيدهم المستمر، و خصومتهم الفاجرة الكاذبة الخاطئة، بسبب إيديولوجيتهم التي تلقوها من عدو خرج من الأرض، و لكنه ترك بيوضه لتُحضن على عينه، و تُفرّخ كائنات غريبة تعيش لتكيل التهم لرجالات الجزائر العظام الذين أفنوا حياتهم في مدافعة الاستعمار، و بث روح المقاومة في الأجيال اللاحقة، فكان لسان حالهم يوصي بما أوصى به الشاعر الوطني محمد تقي الدين الهلالي أحبابه:
أعادي فرنسا ما حييتُ و إن أمت
فأوصي أحبائي يعادونها بعدي

إنني أتابع و أقرأ منذ سنوات عديدة لبعض الأقلام في الداخل و الخارج من المحسوبين على الاتجاه العلماني و”الحداثاوي”، و منهم من رددنا عليه بعلم، و منهم من تجاهلناه عن عمد، فوجدناهم يرددون نفس الأكاذيب، و يشيعون في الناس الفاحش من التهم الخرقاء، و منكرا من القول و زورا، باتفاق عجيب يوحي بأنهم يؤدون أدوارا مدروسة لتعفين تاريخ الإصلاح في الجزائر الذي تزعمته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، و رجالاتها الذين جاهدوا الاستعمار بنشر العلم، و محاربة الجهل، و إعداد جيل التحرير بعد التنوير، فمنهم من توفاه الله و لم يعاين شمس الحرية بمقلتيه، و منهم من توفاه الله شهيدا و هو ثابت فما وَهَن لِمَا أَصَابَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ مَا ضَعُف وَ مَا اسْتَكَان، و منهم من نَسَأَ اللّهُ في أَجَلِه حتى عاش لحظة طرد “الاستعماري العسكري” من الوطن و لم يُغيّر و لم يُبدّل، و واصل معركة تحرير العقل و اللسان من “الاستعماري الثقافي” الذي شايعته “كائنات استعمارية” منها التي احترفت صناعة الكتابة المشبوهة لخدمته بإخلاص منقطع النظير، فإذا كان للاستعمار العسكري “أقدام سوداء” فإن للاستعمار الثقافي “أقلاما سوداء”، و القاسم المشترك بينهما حبّهما لفرنسا، و إخلاصهما الكبير في خدمة مصالحها…
إن عودة جمعية العلماء سنة 1991م بعد منع دام سنوات طويلة كان تقديرا ربانيا ليغيظ بها خصوم القيم و الثوابت، و قد استطاع أبناء باديس أن يعيدوا نشر شُعَب الجمعية في كل ولايات الوطن لتستأنف مناشطها في مجالات كثيرة منها التعليم و الدعوة و الإرشاد و الإعلام و الإغاثة و غيرها…إلا أن بعض المنتسبين إلى الإيديولوجية العلمانية و”الحداثويين” ساءهم أن يُذكر اسم جمعية العلماء مرة أخرى في البلاد، فاستلوا أقلامهم المسمومة للكيد للجمعية و علمائها و أبنائها، و من هؤلاء أمين الزاوي الذي يكتب بين الحين و الآخر متحاملا على جمعية ابن باديس بخبول لشيء في نفسه يعلمه و نعلمه، و آخر خزعبلاته ما كتبه في العدد الصادر يوم 14/04/2019 من “جريدة العرب” التي تفتح صفحاتها لأكثر الأقلام الحداثوية و العلمانية، و تضيق بالرأي الآخر المخالف للعلمانية المتطرفة في خطابها حيث قال:
“من الأساطير المؤسسة للأمة الجزائرية و التي انتهك سريرها أيضا، جمعية” العلماء المسلمين الجزائريين”، و التي يجب تحريرها من مغتصبيها المعاصرين، خاصة و نحن في مرحلة أصبح فيها “الإسلام السياسي” مركبا لكل من هب و دب، و الدعوة إلى إعادة “جمعية العلماء المسلمين” للمدرسة التاريخية هو مساهمة في تحرير الديني من السياسي”.
تالله إن أمين الزاوي لن يتوب من ضلاله القديم-إلا أن يشاء الله-، و لا بد أن يدرك هو وأمثاله أن جمعية العلماء ما انقطع سندها الذهبي إلى ابن باديس و صحبه بعد عودتها، فقد أعادها رجال تربوا في مدرسة الإصلاح الباديسية أمثال المشايخ حماني و مغربي و مزهودي و مطاطلة و شيبان و بشنون و رمضان و قسوم و غيرهم مئات من العلماء و المشايخ المتخرجين من هذه المدرسة العريقة، و هم بدورهم أعدوا جيلا من الباديسيين الذين سيستأنفون المسيرة-بإذن الله- على نفس النهج الوسطي المعتدل الذي يفهم الإسلام فهما شاملا بعيدا عن “الدروشة” و التدين المغشوش بالأساطير و الشعائر المزيفة، هذا الجيل الذي يرى في الإسلام و شريعته منهاجا صالحا لسياسة الدولة التي تحترم الإنسان و حقوقه، و تربطه بربه الذي له الخلق و الأمر رغم أنف الزاوي و العلمانية..!

الرابط :

http://elbassair.org/5219/

Read 1378 times Last modified on Thursday, 16 May 2019 09:17