(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 09 حزيران/يونيو 2019 12:46

لم أفهم؟؟

كتبه  د. محمد باباعمي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

كتبت قبل سنوات مقالا تحت عنوان "آلام التفكير"؛ و ها اليومَ أعاني و أعلن أنَّ من أعتى أنواع الآلام تلك التي تمزقك حين لا تفهم أمرا ما؛ ذلك أنَّ الكثيرين من هؤلاء و أولئك، من هذه الجهة أو تلك؛ قد حسموا أمورهم، واختاروا مواقعهم؛ لا على أساس من الفهم، لكن بناء على أسباب أخرى، ليس المجال مجال عرضها؛ لكني لا أقبل التخندق يمينا أو يسارا، و لا أبغي التحزب شمالا أو جنوبا؛ و لا أستسيغ التقدم حين لا تكتمل أسباب الفهم عندي... وهنا أجد من واجبي العقدي قبل الاجتماعي، الإيماني قبل الوطني، أن ألوذ بالوقوف، استجابة لحديث رسول الرحمة: "اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو أظلَم، أو أجهل أو يجهل علي" الحديث.


لم أفهم؟

فمن سنوات ونحن نتابع بحرارة و عاطفة جياشة قضية فلسطين، و لكن إلى اليوم و فلسطين لم تتقدم خطوة إلى الأمام، و لا تزال دار خديجة على حالها.

لم أفهم؟

و قد أمَّل الكثيرون في ربيع عربي، ثم انتهت بلادهم (بل بلادنا) إلى رمادٍ، و استساغ العالم (الثائر و الرافض للثورة) هذه الحال، و تونس اليوم أسوء من تونس في عهد ابن علي، و مصر أرذل من حالها يوم كان على السدة حسني مبارك؛ و ليبيا أخس دركة من يوم كان على رأسها القذافي... رغم أني أمقت ابن علي و مبارك و القذافي على السواء...

لم أفهم؟

وتبقى الجزائر محلَّ مساءلة وسؤال:

هل تحقق تحولا أفضل من جيرانها؟

و هل يتم نقل الصلاحيات من آخر ممثلي جيل الثورة إلى أول صف في جيل ما بعد الثورة بسلام؟

و هل يصبر الأطراف جميعا، فيتنازل كل طرف عن بعض أوهامه و رغباته لأجل حال أحسن و حالة آمنة لبلدنا؟

أم أنَّ الزعامة و البطولة ستفعل فعلها في القاصي و الداني، و تثير نعرات و حماقات لا حد لها؟

لا أفهم؟

لا يعني عدم الفهم عدمَ الإحساس، و لكنه موقفٌ مسؤول تجاه ما يدك القلب من ألم مبرح مميت؛ ذلك أنَّ محاولة الفهم تستدعي أوامر الشرع، و مقتضيات العصر، و سياقات العالم، و تجارب الآخرين...

فعدم الفهم أحيانا صدقٌ و صدقية، بديلا عن التهور، و عن الاندفاع إلى مساحات مجهولة، ربما يكون أطرافها بيد جهات داخلية أو خارجية، لا يهم...

لكن عدم الفهم قد يبعد المرء أحيانا عن "التبعية" وعن "الغوغائية" و عن "القابلية للتحكم" إلى موقف إرادي، قد يكون ضعيفا، أو هزيلا، أو غير مقنع للآخرين؛ لكنه موقف مسؤول صادق يستحضر عين الله تعالى، التي تراقب و تعلم و تحاسب...

كل أملي أن لا يعلق على الخاطرة إلا من "لم يفهم" أما من فهم، و بلغ درجة إصدار الأحكام، فله مساحات أخرى يستطيع أن يكتب فيها، و نحترم رأيه، و لا نصادره، و لكن نستسمحه ليترك المجال لمن لم يفهم، بغية أن نفهم في يوم ما، و إذا فهمنا أن نحسن، و إذا أحسنّا أن نمكن لبلدنا و أمتنا و ديننا... بلا ادعاء و لا تهور... و سبحان من قال: "ولا تقْف ما ليس لك به علم، إن السمع و البصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" ثم قال سبحانه: "ولا تمش في الارض مرحا..." الآية

https://www.facebook.com/Dr.Babaammi/

رابط المقالة :

http://www.veecos.net/2.0/article/%D9%84%D9%85-%D8%A3%D9%81%D9%87%D9%85%D8%9F%D8%9F

قراءة 975 مرات آخر تعديل على الخميس, 13 حزيران/يونيو 2019 08:45