(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 04 آب/أغسطس 2020 05:31

خواطــــــــر صـيـفــيــة فــي ظـــل الوبــــــــــاء

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعيدا عن جهود إعمال الفكر هذه مجرد خواطر خفيفة متأثرة بأجواء الصيف و الوباء.
الخاطرة الأولى: عن الدخول الجامعي
ما رأيكم أيها الطلبة و الأولياء في هذا الموضوع ؟ بعيدا عن وعود الحكومة المعتادة و كلامها الجميل هل يمكن فعلا فتح الجامعات بعد شهر في أجواء الوباء المتزايد ؟ بكل موضوعية هل يمكن للوزارة التحكم في اكتظاظ المدرجات و قاعات الدرس و الحافلات و المطاعم و غرف النوم؟ كيف هذا؟ أنا لستُ مختصا في الصحة لكني أتكلم كولي من الأولياء و أطرح هذه الأسئلة المحرجة التي يتفادون طرحها: هل توجد ميكانزمات تسمح بالدخول الجامعي رغم الجائحة ؟ هل الكلام المطأمْن يحل المشكلة ؟ هل السلطة مستعدة لتبني هذا الخيار لإثبات «السيطرة» على الوباء؟ من يمكنه تحمّل مسؤولية كبيرة كهذه ؟ لستُ على اطلاع كافِ على خطط العودة إلى الدراسة في الدول الأخرى لكن كولي و كمواطن و كإنسان لو خُيرتُ بين مخاطر الوباء و السنة البيضاء لاخترت السنة البيضاء من غير تردد، فحياة الناس و المحافظة على صحتهم في المرتبة الأولى من مقاصد الشريعة و مسألةٌ لا يختلف حولها العقلاء…أليس كذلك؟
الخاطرة الثانية: الحمد لله…عاد جامع آيا صوفيا.
كان 10 جويلية 2020 يوما من أيام الله، عمّت فيه الفرحة قلوب المؤمنين، وعمّ الحزن قلوب خصوم الاسلام و أعداء الدين، أيا صوفيا كانت قبل الفتح أهمّ معلم ديني مسيحي في الدولة البيزنطية، و بعد الفتح اشتراها السلطان محمد الفاتح من الكنيسة الأرثودوكسية من ماله الخاص (أؤكد: من ماله الخاص) و حوّلها إلى وقف إسلامي و مسجد للمسلمين في العالم كله، و بقي كذلك حتى حوّله أتاترك إلى متحف في إطار مساعيه لاستئصال الاسلام…و ها هو يعود إلى أحضان الاسلام بحكم قضائي و ليس بقرار سياسي… نفرح و حُق لنا أن نفرح، كما فرحنا بعودة مسجد كتشاوة بعد أن حولّه الاحتلال الفرنسي إلى كنيسة… و إن تعجبْ فاعجبْ من رد فعل مرضى القلوب من «المسلمين» المتوافق مع موقف الأنظمة الغربية «العلمانية» التي ضجّت و ارتجّت لعودة آيا صوفيا !!! التقوا في القلق من آيا صوفيا كما التقوا من قبل في التعاطف مع كنيسة نوتردام الباريسية بعد الحريق، و لا تنسوا تضايق القوم عندنا من بناء جامع الجزائر… إنها معركة واحدة…و الله متمّ نوره.
الخاطرة الثالثة: الدعاء في زمن كورونا
في بداية ظهور الوباء كتبتُ و حاضرتُ حول «لماذا ندعو فلا يستجاب لنا؟» و أكدت أن الدعاء ليس هو الطلب إنما هو عبادة لله بإظهار الضعف و قلة الحيلة و العبودية الكاملة للخالق ثم هو تضرع ليرفع الله البلاء لأنه هو المتصرف في الكون بما فيه و من فيه…و ها هو الوباء ما زال يضرب و مع ذلك دعاؤنا لا ينقطع لأن عقيدتنا صحيحة، لكن لديّ ملاحظات: مسؤول كبير في وزارة الثقافة يصرح ألا دخل لله في الفيروس لأنه ظاهرة طبيعية !!! كان البعض يتوقع أن يتوب الناس و لم يحدث ذلك بل بالعكس زاد الأشرار شرورا، حتى العيادات الطبية – بدل أن تساعد المرضى- ترفع أسعار سكانير بشكل جنوني، أين الرحمة و الشفقة؟ الحكومة تتهم الشعب بالتسبب في عودة الوباء بقوة بسبب استهتاره- و هذا صحيح – لكن هل تسييرها للأزمة الصحية في المستوى؟ هل يرضى الله عن دستور يستبعد دينه ؟ طال أمد إغلاق المساجد…الدعاء في حاجة إلى شعب مؤمن و سلطة مؤمنة و ثقة كاملة بالله و حرارة غائبة عن القلوب في كثير من الأحيان.
الخاطرة الرابعة: إني أتّهم…
أتّهم أبناء الصحوة بالنكوص و التراجع… كثير منهم تركوا الدعوة و ذابوا في السياسة أو المادة أو «قتل الوقت»، تركوا المأثورات و الأوراد و معاني الأخوة الإيمانية و أخلدوا إلى الراحة في هذا الوقت العصيب و تركوا الساحة للمتطرفين و العلمانيين، أتّهم الاسلاميين بفتنة الناس بتشتتهم وعدم قدرتهم على تكوين كيان قوي ينصر الثوابت و يحجّم الأقلية التغريبية، أتّهمهم باتّباع مخططات و شعارات الفرنكوبربريست – باسم الاعتدال -، بعضهم زوجته و بناته متبرجات و أبناؤه غارقون في الإنحراف و المهلوسات…أتّهم الأزواج بالاستقالة وعدم التحكم في نسائهم…أتّهم الآباء بالانجاب و دفع الأبناء إلى المخدرات و البنات إلى الفاحشة…أتّهم الأولياء بالتسبب في انتشار العري و الفواحش…أتّهم القلوب بالموت و العقول بالجمود…أتّهم نفسي بالتقصير في خدمة مجتمعي و أمتي…أما السلطة فلا أتّهمها بأي شيء… لأن الشيء من معدنه لا يُستغرَب.
الخاطرة الخامسة: د. أحمد بن محمد لا بواكي له
هو معارض شرس للنظام منذ 1989، ناله التضييق في العشرية الحمراء و في زمان بوتفليقة و انتهى به الأمر إلى الإقامة الجبرية لأنه يعبر عن رأيه بوضوح و قوة، شارك في الحراك و تكلم، و ها قد جاء إلى محاكمته وحيدا، لا أتفق مع أسلوبه لكني أتضامن معه لأنه مظلوم، و أطرح سؤاليْن، الأول :أين دعاة حقوق الإنسان الذين صدعوا رؤوسنا بالدفاع عن المعارضين؟ أين الأحزاب «الديمقراطية»؟ أين «لجنة الدفاع عن الموقوفين» التي تضامنت مع ربراب و لويزة؟ الثاني و هو الأهم: ما هو شعور الاسلاميين الذين يستميتون في التضامن مع الملحدين وغلاة العلمانيين مثل أميرة بوراوي و فضيل بومالة و أعضاء منظمة «راج»؟ ألم ينتبهوا إلى أن مبالغتهم في «الطيبة» يفسرها النّاس بالغباء؟ الأدهى أني لم أسمع بحزب إسلامي أثار قضية د. بن محمد و لا أصدر بيانا بشأنه بينما عهدنا القوم يسارعون إلى الاصطفاف مع مواقف الفرنكوبربريست: «أيبتغون عندهم العزة؟ فإن العزة لله جميعا».

الرابط : https://elbassair.org/10335/

قراءة 782 مرات