(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 11 كانون1/ديسمبر 2020 16:42

القيادة بالقيم

كتبه  د. ماجد بن سالم حميد الغامدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعتبر القيم حاكم السلوك الأول، رغم أن تكوين القيمة يحمل معنى وجداني بنسبة تزيد عن ٧٠٪؜ من المعاني المعرفية و المهارية؛ و لذلك يكثر الخلط بين مصطلح «القيم» و مصطلح «المبادئ» أحيانًا كثيرة!.

و بالنظر إلى مصطلح « القيادة بالقيم » نجد أنه يختصر معنى " دمج القيم في الإدارة " بحيث يصبح القائد شخصية ذات قيم و مبادئ ثابتة يضيفها إلى تعامله مع الأشخاص الذين يعملون تحت قيادته، و يصل هذا النمط القيادي إلى ترسيخ و غرس الولاء و الشعور بالذات و الميول و الدافعية في داخلهم، و يزيل تناقضاتهم حتى يصبح تفكيرهم و هدفهم الأول هو نجاح هذه المؤسسة و نجاح قائدها و تحقيق أهدافها و مهامها.

و لعل هذا المصطلح قد برز في الفترة المتأخرة بعد نجاح الأنماط الإنسانية في القيادة و قد بدأ هذا المصطلح يتبلور بوضوح من العام ٢٠١٠ م من خلال بعض الدراسات العالمية و الإدارية تحت مسمى « القيادة بالقيم »، و« القيادة الروحانية »، و« القيادة بالسمات ».

و عليه فالقائد بالقيم هو في الحقيقة القائد الأخلاقي الذي يتعامل مع الإنسان أولًا قبل القوانين و الآلة.

و بتعامله بهذا النمط يوظف كل الإمكانات لخدمة أهدافه.

و لكي يتبنى القائد هذا النمط في القيادة فيلزمه بناء استراتيجيته الكاملة من البداية إلى النهاية وفق قيم محددة ذات مرجعية ثابتة بطرق علاجية ناجحة و إلا فلن يتمكن من تطبيق هذا النمط القيادي بطريقة صحيحة.

و لينجح القائد في تطبيق « القيادة بالقيم » فلابد من تحقيق عدد من المتطلبات لهذا النمط ثم عدد من المعايير الخاصة بالقائد ثم استراتيجية قيمية متكاملة، و فيما يلي تفصيل لكيفية تطبيق هذا النمط القيادي بشكل صحيح و علمي:

أولا: متطلبات القيادة بالقيم:

١- الفهم الدقيق لأهداف المؤسسة التي سوف تقاد بهذا النمط، و من خلال هذا الفهم و التحليل يستطيع القائد تحديد القيم المناسبة لتعامله مع الأفراد في كل مرحلة من راحل العمل، و لتحديد القيم في هذه المرحلة أهمية كبيرة إذ تساعد على التفكير العميق في أهداف المؤسسة و تنظم الأعمال بدقة و سرعة عالية و كذلك تسهم في استقطاب الأفراد ذوي المهارات و الجدارات المناسبة و احتياجاتهم، و تحدد أولويات العمل، و تبعث على راحة العامل و القائد، و المستفيد من هذه المؤسسة إذ سبق و أوضحنا ارتباط القيم بالوجدان و الميول النفسي و الروحي تجاه المؤسسة و أهدافها. بل أن بعض الكتّاب العالميين مثل (توم بيتر) حينما سئل عن نصيحة تعطي الامتياز لأي منظمة كانت اجابته (عليك بتحديد القيم).

٢- تحديد مصادر القيم التي سيتبناها لقيادة مؤسسته و لهذه القيم عدد من المصادر و منها:

 القيم الدينية الثابتة اللازمة.

♦ القيم المجتمعية.

 سمات العاملين الذين سيقودهم.

♦ التشريعات و القوانين و اللوائح التي تنظم منظمته.

 القيم التنظيمية المناسبة للمؤسسة.

٣- تحديد القيم التي سوف يتبناها القائد من خلال ما سبق بدقة تتناسب مع نوع و أهداف هذه المنظمة أو المؤسسة، و هذه المرحلة هي الأصعب على القائد.

و لتحديد القيم المناسبة للمؤسسة ينبغي أن يعمل القائد في هذه المرحلة على تحليل عدد من العناصر التي سبق ذكرها بحيث يمزج بين هذه العناصر ليستخرج القيم اللازمة لقيادته فيجعل قيمة ( الإخلاص هي القيمة الدينية المحددة - ثم يحدد على سبيل المثال قيمة ( العمل بروح الفريق ) و قيمة (العدل) (و المساواة) هي القيم الاجتماعية المحددة ثم يحدد قيمة (المبادرة) و قيمة (الإتقان) و(النزاهة) قيم تنظيمية مختارة، و قد تزيد هذه القيم حسب كل قائد و كل مؤسسة و سمات العاملين بها، ثم يتبنى هذا القائد قيمة شخصية (القدوة) كقيمة محورية تدور حولها جميع القيم لتحقيق أهداف هذه المؤسسة، و بعد الانتهاء من هذه المرحلة يصبح لدى القائد حلقة مترابطة من القيم التي تتجه بجميع العاملين نحو نجاح مؤسستهم.

ثانيًا: العمل على بناء الخطة الاستراتيجية القيمية بكامل خطواتها.

ينبغي لأي عمل مؤسسي يتبنى القيادة بالقيم أن يشتمل على عددٍ من الأركان، منها:

1) تحديد الرؤية و الرسالة الخاصة بالمؤسسة.

2) اختيار النمط القيادي (القيادة بالقيم).

3) تحديد القيم المختارة بدقة في كل مجال.

4) توضيح الأنظمة المرنة التي تتناسب مع عمل المؤسسة، بتوازن بين الجانب القيمي و النظامي، و كلما ارتفع جانب القيم انخفضت الحاجة إلى القوانين.

5) تحديد الأهداف العامة.

6) تحديد الأهداف التفصيلية لكل هدف.

7) تحديد الهيكل التنظيمي للمؤسسة.

8) تحديد و استقطاب الكوادر البشرية لتنفيذ كل هدف.

9) تحديد متطلبات التنمية المستدامة للمهارات اللازمة لأداء عمل المؤسسة بحيث يشمل تنمية القيم المحددة للعاملين.

ثالثًا: تطبيق القائد بالقيم لأسلوب هذا النمط القيادي.

لتطبيق الخطة المؤسسية بهذا النمط ينبغي أن يتصف القائد بعدد من الخصائص و الصفات تعتبر الداعم الأول لنجاح هذا النمط، و من أهمها:

1) أن يكون له رؤية قيمية تضاف لما لديه من مهارات إدارية و تنظيم استراتيجي بحيث يكون البعد القيمي موجه لهذه الخطط و الوسائل و الأساليب، و على سبيل المثال: نجد أن العاملين لديه يملكون قيمة المبادرة لإنجاز عملهم دون توجيه منه.. و يعملون لتحقيق هدف محدد بروح الفريق اقتداءً به، و كذلك تظهر قيمة النزاهة و الشفافية و العدالة و المساواة.

2) امتلاك « الحس الأخلاقي »؛ إذ إن القيم ترتبط بالأخلاق و الوجدان أكثر من ارتباطها بالمعرفة و المهارات.. وعليه فيميل بطبعه للجانب الإنساني.

3) القدوة و هي التي تحكم على امتلاك القائد للقيم التي يسعى لتطبيقها و ينبغي أن تكون القدوة هي القيمة المحورية التي تدور عليها جميع قيم المؤسسة لأن الجانب القيمي ينمو بالقدوة و التكرار و القدوة و التكرار وسيلة القرآن الكريم لتنمية القيم.

4) أن يبني مقاييس قيمية مساندة لمقاييس الأداء تبين مدى تعديل السلوك المؤسسي و حاكمية القيم عليها.

5) أن يمتلك علاقات أخلاقية متميزة مع جميع الأطراف من عاملين و مدراء و مستفيدين...

الخلاصة: أن فلسفة القيادة بالقيم تقوم على الفهم الدقيق لمعنى القيمة و ما تحتاج إليه من معارف و مهارات لتكون حاكمة على كل سلوك عام و خاص للمؤسسة، ثم تفعيل هذا التوجه لدى القائد و بناءه في وجدان العاملين معه و توظيف ذلك في كل إجراءات أداء المؤسسة و مراحل و أساليب التنفيذ لتحقيق أهداف محددة.

و الحمد لله رب العالمين.

الرابط :https://www.alukah.net/culture/0/143224/

قراءة 1403 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 كانون2/يناير 2021 10:01