(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 17 شباط/فبراير 2022 19:18

المؤسسات المتعلمة و تحديات القرن الواحد والعشرين

كتبه  الأستاذ فادي محمد الدحدوح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد أصبحت الدول المتقدمة و النامية على حد سواء تراهن على أهمية التعلم باعتباره الوسيلة المثلى لتحقيق النهوض و التنمية في المجتمعات؛ و من هذا المنطلق جاء مفهوم المنظمة المتعلمة الذي يعد من أكثر المجالات الإدارية حداثة في الآونة الأخيرة، و إن لهذا المفهوم أهمية كبيرة في عالم اليوم الذي سمته التغير و التجدد و السعي نحو تحقيق التوازن داخل المنظمة باعتباره منطلق النجاح في بيئة شديدة التنافس.

فالمنظمة المتعلمة هي منظمة القرن الحادي و العشرين الذي يتسم بسرعة التغيرات، و كثرة التحديات، و تقدم التقنية و سبل الاتصالات، و توليد المعرفة و إدارتها، و الاهتمام برأس المال الفكري الذي يتولد عن العنصر البشري معاملة و تقديرًا و ثقة، و تحفيزًا على التعلم و الابتكار و المشاركة في صياغة الرؤية، و بلورة الإستراتيجية و صناعة القرار، إن المنظمة المتعلمة متميزة في سماتها، و في إستراتيجيتها، و في أهدافها، و في إدارتها.

فمنظمات التعلم تسعى إلى توفير فرص التعلم المستمر و استخدامه في تحقيق الأهداف و ربط أداء العامل بأداء المنظمة، و تشجيع البحث و الحوار و المشاركة و الإبداع، كمصدر للطاقة و القدرات و التجديد و التفاعل مع البيئة.

إن التبني الواسع لمنظمة التعلم أصبح من الظواهر المعاصرة في تحقيق أبعاد النجاح الفعال في الوصول لأفضل الإنجازات التي تتطلبها مواصلة التحسن المستمر و التطور الفعال، إذ أن منظمات اليوم لكي تمارس دورها في البقاء و الاستمرار؛ لا بد لها أن تتعلم أولاً ثم أن تتكيف مع مجالات التعلم، و بعد ذلك لا بد لها أن تتغير، إذ أن حالات التغير تعتبر المعيار التي تلجأ إليه المنظمات لمواصلة البقاء و الاستمرار، لا سيما و أن التغيير يمثل بطبيعته الحالة الحقيقية و الدائمة في الحياة، فالاستقرار أو الثبات يمثل الموت، و التغير يمثل الحياة.

لا شك في أن التعلم هو من الظواهر ذات الأهمية الكبيرة في دراسة سلوك الفرد و المنظمة، إذ مثلما يتأثر الفرد سلوكياً من خلال المتغيرات الداخلية (كالإدراك و الدوافع) فإن ما يمتلكه من خبرات متراكمة سابقة (من خلال تفاعله مع البيئة) هي أيضاً من العوامل المحددة و الموجهة للسلوك الإنساني، و من هنا أصبحت دراسة التعلم ذات موقع متميز في إطار دراسات سلوك الفرد و المنظمة على حد سواء.

و في ضوء ذلك أصبحت الحاجة ماسة إلى تجديد المنظمات و المؤسسات العربية من خلال تبني مفهوم المنظمة المتعلمة و ذلك لأن التعليم أمر ضروري لإحداث التغيير الجوهري لكونه يشمل الأفراد و لأن البيئة الإيجابية للتعلم توفر إمكانية أكبر للإبداع و الابتكار.

الرابط : https://hiragate.com/22443/

قراءة 546 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 22 شباط/فبراير 2022 16:00