(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 04 شباط/فبراير 2015 08:13

الغضب .. عاصفة تزلزل الحياة الزوجية

كتبه  الدكتور خالد سعد النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الغضب جزء من مكونات شخصيتنا البشرية، فمن منا لا يغضب، و من منا لا يفقد أعصابه، و تتوتر نفسيته، خاصة مع أحداث الحياة المعقدة، و كبواتها التي لا تنتهي، فالحلم بزوجين هادئين لا يعدو كونه خيال لا يلمس أرض الواقع مطلقا، لكن التعامل الحكيم مع ثورات غضب الشريك هو الواقع المثالي الذي ننشده، و القوة النفسية الهائلة التي نتمناها لكل زوج و زوجة، كي تمر العاصفة بسلام و يخرج الطرفان منها بأقل خدوش، يجمعهما سياج متين من الحب و الود و العشرة، لا تفت في متانته العواصف، و لا توهن من تماسكه الخطوب.

• خطأ أحد الزوجين لابد أن يتبعه لين جانبه للطرف الآخر، فما أقسى الخطأ مع التعنت و التبجح و الإصرار، و لين الجانب قد يكون في كلمة دعابة أو سرعة استجابة للطلبات، مع احتمال كلمات العتاب و ربما التوبيخ من الطرف الآخر، و غض الطرف عن بعض التصرفات العكسية المتوقعة.

• للغضب ثورة أشبه بالسكر الذي يفقد عقل الإنسان، و هذا يتطلب مرونة فائقة من الطرف الآخر و تجنب مقاطعته في الحديث أو الرد عليه بكلمات استفزازية، بل حبذا لو جاريناه ببعض الكلمات الرقيقة مثل: "معك الحق" .. "أعرف أنك مرهق" .. "لا تتعب نفسك" .. فمثل هذه الكلمات تطفئ ثورة الانفعالات، و تشعره بأنك تهتم به و بهمومه. بعد أن تهدأ العاصفة يمكن أن ندندن حول فضيلة الحلم، و أنه لا ينبغي أخذ الأمور دوما بعصبية؛ و إنها مشاكل بسيطة و حلها بالعقل و الروية أفضل من العصبية، و ما أروع الحديث بأسلوب لبق يشعره بالخطأ، و يجعله يندم على انفعالاته، بل ربما يعتذر عما بدر منه.

• لنحرص على التحكم في انفعالاتنا و ألا تفارق وجهنا الابتسامة و البشاشة فهي بريد الوئام و التفاهم، و هي رسالة غير مباشرة لإعلان وقف المشاحنات في البيت و إنهاء الخصام.

و في الحديث النبوي الشريف: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» [متفق عليه].. قال العلماء: أي إنما القوي من كظم غيظه عند ثوران الغضب، و قاوم نفسه و غلب عليها، فحول المعنى فيه من القوة الظاهرة إلى القوة الباطنة، و من ملك نفسه عنده فقد قهر أقوى أعدائه و شر خصومه، لخبر أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، و هذا من قبيل المجاز و فصيح الكلام لأن الغضبان لما كان بحال شديدة من الغيظ و قد ثارت عليه سورة الغضب و قهرها بحلمه و صرعها بثباته كان كمن يصرع الرجال و لا يصرعونه.

• تبسمك في وجه أخيك صدقة، فما بالنا بشريك العمر و رفيق الدرب بالطبع ستكون صدقات و صدقات، فالابتسامة المشرقة المضيئة و الفكاهة و البشاشة كفيلة بأن تبدد غيوم الكآبة و شبح البغضاء و تضفي على البيت أجواء من السعادة قد لا ينعم بها الكثير بسبب البخل في ابتسامة صافية و كلمة حانية لا تكلفهم الكثير من الوقت و الجهد.

• اللامبالاة بغضب الشريك أسوأ درجات الاستفزاز، و أسوأ منه التعبير بعبارات تبين له مدى استهانتك بشخصيته، فهذا من شأنه أن يسير بكما في نفق مظلم لا خروج منه، و يعقد المشكلة التي بدأت بسيطة لكنها صارت ككرة الثلج التي كبرت حتى أتت على كل شيء.

• من الخطأ أن نقابل الانفعال بانفعال و اتهام، فغضب الزوج –مثلا- لا يقابل بشكوى الزوجة من مشاكل الأطفال و هموم المنزل، لأن هذا من شأنه أن يؤجج نار العداوة و يوغر الصدور أكثر فأكثر، و ما أجمل أن نحتسب عند الله الصبر على الضراء لأن هذا يهون على النفس مرارة الموقف، فكل عمل لله تعالى فيه نصيب فهو هين و يسير على النفس.

• عزيزتي الزوجة: تذكري دائما قول الرسول –صلى الله عليه و سلم-: «أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة». [رواه ابن ماجة] .. لا تنامي و هو غضبان منك، فبعد أن تهدأ الأمور، و تتأكدي من هدوء أعصاب زوجك، حاولي المبادرة لاسترضائه، فالواجب الشرعي يقول: إن المبادرة تكون من خيرهما ديناً و عقلاً، أو من أقدرهما في الغضب و الرضا، كما قال أبو الدرداء لأم الدرداء رضي الله عنهما: «إذا غضبتُ فاسترضيني، و إذا غضبتِ أسترضيك، و إلا لم نجتمع».

• حذار من النكد المستمر و الشحناء المتواصلة، فهي السوس الذي ينخر في بيت الزوجية حتى يستحيله خرابا و دمار، و البيت المملوء بالحب و الهدوء و التقدير المتبادل و الاحترام و البساطة في كل شيء خير من بيت مليء بما لذ و طاب و أجواء النكد و الخصام متوغلة في كافة أركانه و أجوائه.

• الزوج المتوتر يؤثر بتوتره على حياته الزوجية و على زوجته و أطفاله، و علامات التوتر عنده أنه دائماً في عجلة من أمره، و يبحث دوما عن الكمال، و أي عمل أمامه دائماً ناقص، كما أنه دائماً ما يجعل المسؤولية على عاتقه في العمل و المنزل، و لا يعرف كيف يستمتع بوقته و بحياته .. تقول الدكتورة «روزاليت» أخصائية علم النفس الأمريكية: إن هناك عدة نصائح لتخفيف التوتر عند زوجك، أهمها:

ـ ابحثي عن الأشياء التي تستمتعان بممارستها معاً مثل الخروج للتنزه .. و يفضل ممارسة بعض التمارين الرياضية.

ـ تجنبي الألعاب التنافسية مع زوجك، فبدلاً من ممارسة التنس مثلا يمكنك التريض معه سيراً على الأقدام.

ـ كافئي زوجك إذا تمسك بهدوئه في موقف صعب بدعوته مثلاً على العشاء داخل أو خارج المنزل، أو إهدائه كتاباً مضحكاً أو فكاهياً مرحا يجعلكما تضحكان من الأعماق.

• الحالة الاقتصادية و ظروف المعيشة الصعبة و شد الأعصاب في العمل و زحام المواصلات و صعوبة التعامل مع الدواوين الحكومية‏ ..‏ كلها عوامل تجعل أفراد الأسرة في حالة توتر مستمر‏,‏ خاصة الأزواج‏,‏ حيث تكثر مشاحناتهم التي قد تتحول إلي خلافات عميقة‏.

و كثيرا ما تبدأ شرارة هذه المشاكل أثناء المناقشة بين الزوجين عقب عودة الزوج من يوم حافل بالعمل الشاق بعد استهلاكه لقدر كبير من طاقته‏,‏ و تكون نسبة السكر في دمه قليلة للغاية‏,‏ و يقول الأطباء: «إن النقص في السكر يجعل الزوجين في حالة تعب و إرهاق لا تسمح لهما بمناقشة هادئة‏» ..‏ لذا يجب على الزوجات الإسراع بتقديم وجبة الغذاء فور عودة الزوج، و عدم إثارة أي من الأمور العائلية أو المشاكل الأسرية حتى و لو كانت أمورا تافهة لأن ذلك يثير الأعصاب‏.‏

و يقول خبراء الاجتماع إن الجوع يساعد علي سرعة انفلات الأعصاب‏,‏ لذا فهم ينصحون الزوجات بالتروي عند عرض وجهات نظرهن و عدم مناقشة أي موضوعات مع الأزواج إلا بعد الأكل حتى يكون السكر قد عاد إلى مستواه المعتاد في الدم‏,‏ كما أنهم ينصحون بتقديم عصير أو مشروب سكري للزوج عند عودته إلي المنزل‏.

• الغضب ليس نهاية الطريق و ليس علامة تلاشي الحب و الود بينكما، فكبد الحياة لا ينتهي، و إنما سمي القلب قلبا لأنه يتقلب، و ما من محنة إلا و يتبعها منحة، فالصبر الصبر و حذار من وساوس الشيطان الإبليسية.


http://www.saaid.net/mktarat/alzawaj/307.htm

قراءة 1539 مرات آخر تعديل على الإثنين, 31 آب/أغسطس 2015 15:22